الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ خالد بدير عن منازل الشهداء في ذكرى الإسراء والمعراج

الجمعة 12/مارس/2021 - 12:57 ص
هير نيوز

تتناول خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ خالد بدير حق الشهيد ومنزلته عند الله، في ضوء ذكرى رحلة الإسراء والمعراج.

وتنشر "هير نيوز" خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ خالد بدير والتي تدور حول ثلاثة محاور رئيسية هي منزلة الشهداء في ضوء مشاهد رحلة الإسراء والمعراج، وكرامات ومنازل الشهداء عند الله في الآخرة، وحق الوطن في ضوء مشاهد رحلة الإسراء والمعراج.

خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ خالد بدير


وجاء في نص خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ خالد بدير، أن منزلة الشهادة من أعلى المنازل عند الله تعالى، وقد شاهد رسولنا صلى الله عليه وسلم مشاهد عديدة في رحلة الإسراء والمعراج؛ هذه المشاهد كانت بمثابة رسائل لهذه الأمة؛ ومن بين هذه المشاهد؛ رؤية الشهداء والمجاهدين في سبيل الله تعالى؛ ففي حديث الإسراء الطويل،” فأَتى على قَومٍ يَزرعُونَ في يومٍ، ويَحصُدُونَ في يومٍ، كُلَّما حَصَدُوا عادَ كَما كان ! فقال: يا جِبرائِيلُ ! مَنْ هؤلاءِ؟ قال: هؤلاءِ المُجاهِدُونَ في سبيلِ اللهِ، تُضاعَفُ لَهُمُ الحسنَةُ بِسبْعِمائةِ ضِعْفٍ، وما أنْفَقُوا من شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ".

هذا المشهد العظيم جعل نبيكم صلى الله عليه وسلم يتمنى تكرار الشهادة مقسمًا فقال: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ".

وذكرت خطبة الجمعة القادمة مكتوبة للشيخ خالد بدير، ما قاله ابن بطال، من أن "فيه فضل الشهادة على سائر أعمال البر لأنه – صلى الله عليه وسلم – تمناها دون غيرها، وذلك لرفيع درجتها، وكرامة أهلها لأن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وذلك والله أعلم لسماحة أنفسهم ببذل مهجتهم فى مرضاة الله وإعزاز دينه، ومحاربة من حاده وعاداه، فجازاهم بأن عوضهم من فقد حياة الدنيا الفانية الحياة الدائمة فى الدار الباقية، فكانت المجازاة من حسن الطاعة".

وأضاف الشيخ خالد بدير، عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَا مِنْ عَبْدٍ يَمُوتُ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدَ؛ لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ؛ فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ مَرَّةً أُخْرَى.” وعنه أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ.".

ولذلك تمنى عبدالله – والد جابر رضي الله عنهما والذي استشهد في غزوة أحد – الرجوع إلى الدنيا ليقتل في سبيل الله مرة أخرى؛ لما يراه من النعيم! فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ : ” لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ ، لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ: يَا جَابِرُ ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، اسْتُشْهِدَ أَبِي ، وَتَرَكَ عِيَالاً وَدَيْنًا ، قَالَ: أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي، فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً، فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يَرْجِعُونَ، قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي، قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".

صدق الشهادة
فينبغي أن تسأل الله الشهادة وتضحي بنفسك وأهلك من أجل الله ، وتتمني الشهادة بصدق وبنية خالصة؛ فعن سهل بن حنيف–رضي الله عنه- قال: – صلى الله عليه وسلم – ” مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ ؛ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ ؛ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ ” ( مسلم )، يقول الإمام النووي:” معناه: أنه إذا سأل الشهادة بصدق أعطي من ثواب الشهداء، وإن كان على فراشه . وفيه: استحباب سؤال الشهادة ، واستحباب نية الخير"

لذلك كان عمرُ رضيَ اللهُ عنهُ يقول في دعائه :” اللهمَّ ارزقْنِي شهادَةً في سبيلِكَ ، واجعلْ موتِي في بلَدِ رسولِكَ – صلى الله عليه وسلم وفي رواية للطبراني عن حفصة قالت: سمعت عمر يقول :” اللهم قتلًا في سبيلك ووفاةً ببلد نبيك . قالت فقلت : وأنى يكون هذا ؟ قال: يأتي به الله إذا شاء “. وفي فتح الباري:” عن عوف بن مالك أنه رأى رؤيا فيها أن عمر شهيد مستشهد، فقال لما قصها عليه أنى لي بالشهادة وأنا بين ظهراني جزيرة العرب لست أغزو والناس حولي ثم قال: بلى يأتي بها الله إن شاء “.


ads