أصغر نائبة في مجلس النواب : رشحني السادات ودخلت البرلمان بالصدفة (خاص)
الجمعة 12/مارس/2021 - 05:00 م
- والدي شجعني على الترشح للبرلمان.. ووالدتي كانت متخوفة من تأثير العمل العام على الزواج وتكوين الأسرة
- كنت أتمنى أن أصبح مخرجة.. وأمارس اليوجا.. ودراستي للإعلام أفادتني في العمل السياسي
- لم أفكر في الملابس في إدارة الجلسة الإجرائية.. واتبعت ميك آب وتسريحة شعر يليقان بوقار مجلس النواب
لم تخطط لعضوية مجلس النواب ولم يعارض والدها ترشحها على قائمة حزب غير الحزب الذي ينتمي إليه، رشحها محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية لعضوية المجلس فقبلت من منطلق وطني، لها مواقف ثابتة وجريئة في مسألتي السفر بإذن الزوج والزواج عن طريق الولي في مشروع قانون الأحوال الشخصية، إنها فاطمة سليم أصغر نائبة بمجلس النواب، التقتها"هير نيوز" في حوار، هذا نصه.
•الدخول في العمل السياسى أمر صعب.. فكيف كانت البداية؟
المشاركة فى العمل العام والعمل التطوعى هو أمر اعتادت عليه مع أسرتى، فدائمًا ما نحرص أنا وأخواتى (أخ وأخت) على المشاركة فى الأعمال الخيرية والتطوعية، أخى الكبير يمارس العمل التطوعى الخدمى ولكنه لا يفضل العمل السياسى، أما أنا فقررت مواصلة العمل التطوعى والخدمى والعمل العام، وزادت حجم مشاركتى فى جميع الأنشطة والفاعليات بالكلية، وعندما أنهيت دراستى قررت الاستمرار فى العمل السياسى، وبالفعل انضممت إلى حزب الإصلاح والتنمية.
•ومتى قررتين الترشح لانتخابات مجلس النواب؟
الأمر جاء بشكل مفاجئ ودون تخطيط، لأنى أكملت السن القانون للترشح قبل غلق باب الترشح بفترة قليلة جدًا، وأثناء اجتماعات الحزب لاختيار ممثلي الحزب فى المحافظات، تم طرح اسمى من قبل محمد أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية للترشح عن محافظة بنى سويف، وهنا قررت أن أتقدم للترشح كممثل للحزب فى القائمة الوطنية، فى البداية كنت مترددة لأن الفكرة لم تكن فى بالي، ولم أخطط لها، والترشح سيعنى تغيير كل خططى بالكامل، فأنا أخطو خطواتى الأولى فى العمل الحزبي، وعملى كمذيعة ودراستى للماجستير، كما أننى لم أتوقع أن تأتى خطوة التمثيل النيابى بهذه السرعة، وأن يثق الحزب فى أن أمثله برلمانيًا، لكن عندما كان الترشيح من رئيس الحزب قررت خوض التجربة.
•كيف كانت ردة فعل أسرتك عن قرار الترشح للانتخابات البرلمانية؟
والدى شجعنى للترشح، فعلى الرغم من انتماء والدي الحزبي، باعتباره عضو مجلس شيوخ عن حزب مستقبل وطن، فإنه لم يعارض تمثيلى لحزب الإصلاح والتنمية، لأننى أنتمى للحزب منذ تخرجى من الجامعة، أما عن ترشحى لعضوية مجلس النواب فكان متخوفًا فى البداية قليلًا، ولكنه نصحني بأن يكون لي دور فعال تشريعى وخدمي ورقابى إذا رغبت فى الترشح، أما إذا لم أكن أمتلك شئ لأقدمه فعلي العدول عن الفكرة.
أما الوالدة فكانت مرحبة بالفكرة جدًا، ولكنها كانت متخوفة مثل جميع الأمهات أن تشغلنى الحياة السياسية عن الزواج وتكوين أسرة.
•هل أثرت مجال دراستك للإعلام على استمرارك فى العمل العام؟
بالتأكيد، فدراستى لمجال الإعلام منحتى فرصة لدراسة علوم كثيرة فى مجال السياسة والاقتصاد والاجتماع، وهى جميعًا تخلق معرفة متنوعة لمجالات عدة، وعملي مذيعة فى قناة الحدث الإخبارية أهلنى لمزيد من المعرفة التفصيلية عن جميع الأحداث على مستوى العالم فى مجال السياسة والاقتصاد، وهو ما شكلنى معرفيًا بشكل كبير، فدراستى للإعلام وعملي كمذيعة كانا تأسيسًا جيدًا لي عندما رغبت فى ممارسة العمل العام والسياسي.
•هل تمارسين أنشطة آخرى بجانب العمل العام والسياسي؟
للآسف،جميع الأنشطة توقفت حتى أننى توقفت عن العمل من أجل إعادة ترتيب جدول أعمالى بعد كثافة العمل فى المجلس ما بين جلسات ولجان وبين مكاتب الدائرة واستقبال الأهالى لتلبية طلباتهم، لكن قبل المجلس كانت لدى العديد من الأنشطة، منها التصوير وكنت أحلم بأن أكون مخرجة، وعلى مستوى الرياضة أمارس اليوجا، كما أنني درست علم نفس إجرامي بعد تخرجي من الجامعة، وبعد الانتهاء من دراسة الماجستير سأكمل دراساتي فى مجال علم النفس الإجرامي.
فيومي اختلف تمامًا بعد انضمامي للمجلس ـ جزء كبير منه لدراسة القوانين بشكل جيد وذلك من أجل الجلسات واجتماعات اللجان، أما فى الأيام الأخرى فأقوم بتلقى طلبات أهالي الدائرة ومحاولة إنجازها قدر الإمكان.
• كيف ترين وضع المرأة فى العصر الحالي؟
لا أحد ينكر التغيير الشامل الذي حدث لوضع المرأة، وسأضرب مثالًا بمجلس النواب ووجود 165 نائبة أسفل القبة البرلمانية، بما يعادل 27 في المائة، ترأست الجلسة سيدة وهي النائبة فريدة الشوباشى وكنت إلى جوارها، وهو أمر كافحت وناضلت المرأة عشرات السنوات من أجل الحصول عليه، ودعم القيادة السياسة لتمكين المرأة وآخرها التوصية للوزير المستشار عمر مروان بوجود قاضيات فى مجلس الدولة، هى كلها أمور تؤكد على أن اتجاه الدولة هو المزيد من تمكين المرأة، ولكن ينقصنا التغيير المجتمعى،والمتمثل في توعية االسيدات والرجال بحقوق المرأة.
•ماهى أجندتك الخاصة التى تسعين لتحقيقها فى المجلس؟
الأجندة قائمة على محور أساسي هو التوعية لأفراد الأسرة بأكملها فى جميع المجالات التعليم والصحة وثقافة المجتمع والقانون والعمل وحقوق المرأة والطفل والمواطنة، وهو محاولة لإحداث تغيير مجتمعى فى جميع مجالات الحياة، حتى يمكننا تأسيس مجتمع جديد قادر على البناء والتطوير، كما سأشارك في مناقشة مشروع قانون الأحوال الشخصية.
•لماذا مشروع قانون الأحوال الشخصية تحديدًا؟
لأن هناك العديد من التحفظات على نصوص القانون التى تمثل رجوعًا إلى الخلف، فلا يعقل أن تقدم القيادة السياسية خطوات متسارعة فى ملف تمكين المرأة وبعدها نشرع قانون يخالف ذلك، فنصوص القانون تتضمن مادة لا تجيز سفر المرأة إلا بموافقة زوجها، وهو أمر غير مقبول وغير منطقي، فلا يعقل أن تحصل قاضية أو وزيرة أو عالمة أو دبلوماسية على إذن للسفر، كلما أرادت السفر.
والنص الثانى هو عدم قدرة المرأة على تزويج نفسها ولابد من وجود ولي لها، وهو أمر غير مقبول، فهل من تتحمل مسؤلية نفسها وتتخذ قرارات فى جميع المجالات قد تكون قرارات مصيرية، غير قادرة أن تزوج نفسه، وهناك تحفظات أخرى، لذلك مشروع القانون فى حاجة إلى دراسة دقيقة، وأعتقد أن 165 نائبة بالمجلس لن يسمحن بخروج قانون يتضمن هذه النصوص التى تعيدنا للخلف عشرات السنين.
•كيف حضرتي نفسك للجلوس على المنصة فى الجلسة الإجرائية الأولى للفصل التشريعى الثانى؟
جلوسى على المنصة فى الجلسة الإجراءائية هو بالنسبة لي إنجاز العام 2021، أمر مشرف وذكرى جميلة سأظل أتذكرها طوال حياتى، والجلسة تم الترتيب لها مع المستشار محمود فوزى أمين عام المجلس السابق قبل الجلسة بيوم، وتم التدريب على جميع التفاصيل، وبالفعل فى يوم الجلسة، وعلى الرغم من أنني كنت متوترة قليلًا، لكن تم تنفيذها بشكل دقيق حتى أن الجلسة انتهت وفقا للوقت الذى حدد لها.
وعلى المستوى الشخصي اهتممت بتلاوة القسم بالتشكيل بشكل صحيح، كما اهتممت بقراءة اللائحة الداخلية للمجلس فيما يخص الرئيس والوكلاء، أما فيما يخص الملابس والاكسسوارات فكانت أمر ثانوي بالنسبة لي، وكنت حريصة على أن تكون ملابسي بسيطة وملائمة وتليق بجدية الحدث ـ وأما الميك اب وأستيل شعرى فحرصت أن يكون بسيط وعادي ليليق بمجلس النواب.
•كأصغر نائبة بالمجلس، كيف تتعاملين مع كبار النواب؟
كنت أشعر بالقلق كوني الأصغر، ولكنى وجدت مساعدة ودعم من جانب كبار النواب، فالجميع يرغب فى مساعدتي فى التعرف على سير العمل النيابى، ففي روح من الود والمساعدة والتعاون بين النواب، والمميز أن هناك نواب من كل الاتجاهات والانتماءات السياسية مما يشكل تنوع معرفي لسياسات متنوعة،وهناك عامل الخبرة وعامل الشباب وهو ما يتيح لي التعليم من الجميع.
•هل استمرارك فى العمل السياسى يؤثر على فكرة الزواج وتكوين أسرة؟
بالتأكيد لن يؤثر،ولكن الأمر فى النهاية قسمة ونصيب، وفى حالة وجود شريك الحياة المتفاهم الذى يؤمن بعمل زوجته فى العمل السياسى فلن يكون هناك مانع من الزواج وتكوين أسرة.