منيرة المهدية سلطانة الطرب التي اكتشفت موسيقار الأجيال
"توهت فكري يا قاسي.. شتت عقلي من راسي.. تنوح وتشرح ما تهونشي عليا.. أحن واصفح تصفر عليا.. يا عينك يا جبايرك"، عندما تجلس في أحد أركان البيت منعزلًا، وتفتح الراديو وتسرح في أشجان سلطانة الطرب، إنها المطربة منيرة المهدية التي تميزت بصوتها الفريد، الذي يجذب الجماهير في أنحاء العالم، وتعد المطربة منيرة المهدية أول مطربة تقف على خشبة المسرح.
ولدت باسم زكية حسن منصور في عام ١٨٧٨، وأخذت اسم فني لها "منيرة المهدية"، وهو اسم قريتها التي تقع في محافظة الشرقية، رحل عنها والدها وهي في الأشهر الأولى من والدتها، وافتها المنية في مثل هذا اليوم من شهر مارس عام 1965، وكانت قد اعتزلت الغناء قبل 3 عقود من وفاتها.
وتعتبر المطربة منيرة المهدية مغنية في عز شهرتها، عندما كانت المطربة أم كلثوم في مرحلة طفولتها، ونضجت أم كلثوم، وبدأت تظهر شيئًا فشيئًا، وكلما بدأت تظهر أم كلثوم كلما قلت الأضواء عن الفنانة منيرة المهدية، حتى أنها دبرت لأم كلثوم مكيدة، بتشويه سيرتها، ولكن انقلب الخبر لصالح الأخيرة وتعاطف معها الناس.
وقدمت "منيرة"، في بدايتها الفنية العديد من الحفلات، إلى أن اكتشفها أحد أثرياء القاهرة وأقنعها بالانتقال إلى القاهرة، حيث بدأت مرحلةً جديدة من حياتها الفنية، وحققت انتشارًا كبيرًا في أغانيها، والتي من أبرزهم:"الفرفشة"، "يا بنت يابتاعة النرجس"، "يا فاتن الغزلان"، "يمامة حلوة ومنين أجيلها"، "يا زهرة البساتين".
وبدأت شهرتها بعد سنواتٍ قليلة بفتح ملهى ليلي خاص بها، حمل اسم «نزهة النفوس» وأصبح الأكثر إقبالًا من رجال السياسة والفن، حيث صنفت بأجرأ مغنية وقفت على المسرح.
ولقبها الجمهور بالعديد من الأسماء خلال مسيرتها الفنية التي استمرت حتى أوائل الثلاثينات أبرزها "سلطانة الطرب"، كما اكتشفت عددًا من الفنانين، منهم الموسيقار محمد عبد الوهاب، فيما حصلت على وسام الفنون من الرئيس جمال عبد الناصر قبل وفاتها بأربعة أعوام.