تلتهم جيوب الأسر المصرية.. الدروس الخصوصية "كابوس الأمهات"
على الرغم من إقرار الدولة نظام التعليم الجديد والذي يهدف للحد من الدروس الخصوصية وتنمية مهارات الطلاب، وعلى الرغرم من تفعيل ما يُسمى بمجموعات التقوية داخل المدارس، وحملات إغلاق السناتر في محافظات مصر، إلا أن " الدروس الخصوصية" مازالت مستمرة ولازالت هى الوحش الذى يلتهم ميزانية الأسرة المصرية، حيث تؤكد أحصائية رسمية للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء أن الدروس الخصوصية تستنزف نحو 50 مليار جنيه من الأسر المصرية سنويا، فضلا عن أنها تربك حسابات "ربات البيوت" فى كل الأسر.
موقع" هير نيوز"، يدق ناقوس الخطر من جديد حول عبء الدروس الخصوصية على كاهل الأسر المصرية، من خلال أمهات ومتخصصين.
تقول إيناس محمد، طبيبة صيدلانية وأم لـ3 أبناء في مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، إن الحديث عن توقف الدروس الخصوصية كذب، فمازال أبناؤنا يعتمدون عليها بشكل كامل، خاصة مع عدم ذهابهم للمدرسة بسبب كورونا، وأن ما يُسمى بمجموعات التقوية، غير مجدي، لأن الطالب يذهب للمدرسة في مجموعة تقوية بها 25 طالبًا، ويحسب المدرس المادة بـ 90 جنيهًا للطالب في الإعدادية للحصة، ويصل ثمن الحصة فى المادة الواحدة لـ 200 جنيه فى بعض الأماكن.
وأضافت الدكتورة إيناس، أن الاعتماد على شرح المعلمين في الفصول غير مجدي" المدرس من مصلحته ميشرحش كويس طالما بيدي درس خصوصي برة، والسناتر مفتوحة عادي وشغالة، وبعض موظفي الأحياء بيبلغوا المعلمين بمواعيد الحملات فبيقفلوا، والسبب في إعطاء أبنائنا للدروس هو عدم الشرح الجيد داخل الفصول في المدارس وعدم استيعابهم بشكل كامل، والنظام الجديد يحتاج إلى دروس خصوصية أيضًا، الطالب في الأرياف ميعرفش يعنى إيه إنترنت ولا بنك معرفة ولا قنوات تعليمية، هما عملوا مساواة واللي هيتظلم طلاب الأرياف".
ومن جهتها أكدت رضوى محمود، موظفة، أن نجليها يعتمدان على الدروس الخصوصية وهو ما يشكل عبء عل كاهل الأسرة المصرية، وقالت:" بيخدوا دورس ودا بيشكل عبء علينا، وبنشتغل ورديات وبنضطر نسيب ولادنا طوال اليوم علشان نقدر نوفي احتياجاتهم من الدروس والكتب الخارجية، أصعب حاجة على الأسرة المصرية موضوع التعليم، أنا أولادي في الثانوي الإتنين بيخدوا دروس، ودا بيخلينى أنا وباباهم نكثف من شغلنا، لأن الرواتب الحكومية هزيلة بالنسبة للمعيشة، فبضطر اشتغل شغل إضافي أنا وزوجي".
وتختلف هيام علي، أستاذة جامعية مع الأمهات قليلًا حول مسألة الدروس الخصوصية،حيث أن أولياء الأمور اعتبروها من الأساسيات وهو تفكير خاطئ، ففي الدول المتقدمة لانجد طالبًا يحصل على درس خصوصي، وبالتالي يجب أن ننمي ثقافة عدم وجود مفهوم الدروس الخصوصية وحينها سيستقيم الطالب وسيعتمد على نفسه وعلى شرح المعلمين.
وأضافت "هيام"، إن المشكلة تكمن فى أن أولياء الأمور اقتنعوا بأن الدروس هي الأساس، وبأن الخدمة تكون أفضل كلما كان المدرس أغلى، فغاب احترام وضاعت قيمة المعلم أمام الطالب، وبدأ الطلاب يعتمدون على الدروس، وهذا مفهوم خاطئ، أنا لدي شابين في المرحلة الجامعية، لم اعتمد على فكرة الدروس الخصوصية لهما خلال مراحل التعليم، وأحدهما في كلية الطب والآخر في الهندسة، ربيتهما على الاعتماد على النفس حتى في المذاكرة".
على يحى، خبير تربوي في وزارة التربية والتعليم، أكد أنه يمكن أن يتم القضاءعلى وحش الدروس الخصوصية الذى يلتهم ميزانية الأسرة المصرية، مشيرًا إلى أن نظام التعليم الجديد، هو محاولة لتأصيل التكنولوجيا والتقدم، ومن الممكن أن يقضي على الدروس الخصوصية، لكننا نحتاج غلى مزيد من التأقلم معه.
ومن جانبه اكد الدكتور طارق عمارة، أستاذ علم الاجتماع،عميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بكفرالشيخ، أن الدروس الخصوصية تشكل عبءً اجتماعيًا على الأسر المصرية، حيث أنها تلتهم جيوب الأسر ما يضطر الأهالي لتكثيف أعمالهم لتلبية احتياجات أبنائهم، فضلًا عن أنها تؤثر على العيش فى حياة اجتماعية هادئة، فأولياء الأمور يتخلون عن بعض المناسبات الاجتماعية لهم ولذويهم من أجل التوفير للدروس وغيرها.