تنازلت عن أمومتها لأجل هذا الحلم.. وقرار الأب كان الصفعة الكبرى
تنازلت عن أمومتها.. وحلم سوق العمل سيطر عليها.. هذا ملخص حياة امرأة رزقها الله بمولودة ضعيفة تركتها قبل أن تُكمل الشهرين من عمرها، فبينما يحلم الكثيرون بلحظة واحدة من مشاعر الأمومة، كان الواقع الذي لا يُصدقه قلب ولا عقل.
وبدأت التفاصيل بفتاة طموحة تبحث عن فرصة عمل لتحصد ثمرة دراستها وما أنفقه والداها عليها من مصروفات باهظة، ولكن جاء الشاب المناسب للزواج قبل هذه الفرصة، فقبلت الزواج به، خاصةً أنه علم بطموحها وأبدى قبوله بعملها، لكن اشترط عليها ألا يؤثر عملها على حياتهما الزوجية وأطفالهما.
وتزوجا فيما كانت تواصل البحث عن الفرصة المناسبة، وأنجبا طفلتهما، وكانت المفاجأة بظهور الفرصة المناسبة براتب فاق كل طموحاتها بعد طول انتظار، لتقرر حينها التخلي عن رضيعتها، على الرغم من أنها كانت تُعاني ضعفًا وتحتاج إلى عناية خاصة.
وحاولت بشتى الطرق إقناع زوجها بالموافقة على تلك الفرصة، حتى تنازل ووافق بشرط ألا يؤثر عملها على طفلتهما الرضيعة التي تحتاج إلى الرعاية والعناية، وبعد التحاقها بالعمل تغير الحال، فكان شغفها به أكثر من أي شيء في حياتها، رغبةً منها في إثبات ذاتها، وأخذ العمل كل وقتها حتى وصل الأمر إلى أنها لم تر ابنتها لأيام، وهو الأمر الذي أثار غضب زوجها واحتدم الخلاف بينهما وقررا الانفصال.
وكان الانفصال محطة جديدة في حياتها؛ إذ تنازلت عن حضانة ابنتها، ظنًا منها أنها تلقي بالعبء على عاتق الزوج، لكن ما حدث كان مغايرًا لتوقعاتها؛ إذ كان هذا التنازل بمثابة حياة جديدة له، ورعايته للرضيعة كان مصدرًا للسعادة، ويؤكد لكل من حوله أنها ستكون سنده في العمر المتبقى بحياته.
ولكن الأم المتنازلة عن حضن ابنتها، لم يدم عملها طويلًا فخسرته وأصبحت بلا عمل ولا أطفال، حينها أدركت أنها فقدت كل شيء، وحاولت استعادة ابنتها برفع دعوى قضائية لضم ابنتها إليها من جديد، وتم رفض الدعوى في البداية، لكن محكمة الاستئناف قضت بنقل الحضانة إليها، لكن الأب لم يقف مكتوف الأيدي، بل طعن عى الحكم، وأكد أنه يخالف ما تم الاتفاق عليه أمام لجنة التوفيق والمصالحة؛ إذ تبيَّن أن الأم تجردت من مشاعر الأمومة وتخلت عن ابنتها وهي في أمس الحاجة إليها دون مبرر ولا سبب، كما تبين أمام المحكمة أن الأب قدَّم الرعاية الكاملة للرضيعة التي بلغت 5 أشهر من دون أم.