الزواج السري وليد "الخرس الزوجي".. ومفاجآت في موقف بعض النساء
الجمعة 05/مارس/2021 - 03:19 م
منارة جمال
الخرس الزوجي "الطلاق الصامت" من أبرز أسباب انتشار ظاهرة "الزواج السري" بين الشباب، فحديثو الزواج من الشباب هم الأكثر لجوءًا إلى العلاقات السرية والعرفية، على الرغم من أنها موصومة بالحرام دينيًا، وتنظر إليها المؤسسات الدينية على أنها “زنا”.
وبات هذا الزواج ملاذًا للاستمتاع العاطفي بعيدًا على الضغوط والقيود، والخسائر التي قد يتكبدها الرجل حال إعلانه الزواج من أخرى، خاصةً إن كان له أبناء، كالحرمان من رؤيته ودفع النفقة وفقدان منزل الزوجية وغيرها من خسائر معنوية ومادية.
غيرة وشك وهروب لأخرى
ونتوقف الآن على آراء بعض الهاربين إلى الزواج السري، وأسبابهم، ومن بينهم الشاب وائل (ج) الذي ارتبط قبل نحو خمسة أعوام بفتاة جامعية لمدة عام واحد، وتزوجها بعد ذلك، لكنه سرعان ما شعر بعدم الارتياح العاطفي معها بسبب الاختلاف في الطباع مع الضغوط المالية والشك والغيرة.
وظل "وائل" يفكر بشكلٍ طويلٍ في البحث عن امرأة أخرى تعوضه عما افتقده في عش الزوجية، خاصةً وأن اهتمام زوجته الأولى بات يقتصر على تربية ابنتهما وعملها ولم تعد تلبي له الكثير من احتياجاته.
وهنا أنصت لنصائح أصدقائه بأن الحل هو الزواج من أخرى عرفيّا مع البقاء مع زوجته الأولى، وأقنعوه بأن نتيجته مضمونة وعملية، وهي التجربة التي خاضها بعضهم وأقنعوه بأنها تجارب ناجحة.
ونفّذ وائل النصيحة وتزوج من امرأة مطلقة تكبره بأكثر من عشر سنوات، واتفقا على أن يكون الزواج لا يتجاوز حق المتعة، بعيدًا عن تحمل المسئولية أو إنجاب أبناء، وصار يقسم أيام الأسبوع بين الأولى والثانية.
لماذا تلجأ المرأة للزواج السري؟
أما أسباب المرأة، التي تلجأ إلى هذا النوع من الزواج فلبعضهن أسباب مختلفة قد تكون مُقنعة في بعض الأحيان، منها تجنب إسقاط الحضانة عن الأبناء أو فقدان الولاية التعليمية عليهم أو حرمانها من معاش الأب والأم إذا تزوجت رسميًا، أما اللافت أن بعض النساء يوافقن على الزواج العرفي من رجال متزوجين ليتبادل كلاهما الاستمتاع بالآخر دون قيود أو مسؤوليات أو روابط مصيرية مثل الأبناء.
وقالت دينا محمد، في العقد الثالث من عمرها: إنها لا تمانع أن تخوض تجربة الزواج العرفي بدافع المتعة فقط؛ لأن الارتباط الرسمي ملئ بالمشكلات والمسؤوليات الجسيمة.
وأضافت أن لديها صديقة تزوجت من شاب لديه بنتان، ويعيش حياة بائسة مع زوجته، وكان يبحث عن امرأة تعيد إليه ما يفتقده في منزل الزوجية ووافقت على الارتباط به، مشيرةً إلى أن صديقتها مطلقة ولم تعد ترغب في الزواج بشكل رسمي، لتكون حرة طليقة.
أنانية ذكورية ومبررات فقيرة
وترى الكثير من السيدات أن لجوء الرجال إلى فكرة الزواج من امرأة ثانية، للهروب من الأزمات الحياتية، أحد أنواع الأنانية الذكورية، خاصةً أنه شريك أساسي في تلك المشكلات القائمة، فلا يمكن أن تكون الزوجة وحدها سببًا في كل تلك المشكلات، ومن اللافت أن بعض الذين لجأوا إلى خيار الزواج السري لم يسبق لهم مصارحة شريكات حياتهم بالسلبيات، كمحاولة لتغييرهن إلى الأفضل.
الخرس الزوجي
ويعكس انتشار هذه الظاهرة اتساع دائرة الخرس الزوجي داخل الكثير من الأسر في الآونة الأخيرة، وانطواء كل طرف على نفسه، مما يتسبب في تفاقم الأزمة والعزلة الأسرية.
وأخيرًا فقد رفعت هذه الظاهرة الستار عن أزمة كبرى، وهي أن الكثير من الأزواج ينظرون إلى المرأة نظرة جنسية بحتة، ما يعكس الخلل في أسلوب التربية والجهل بقدسية العلاقة الزوجية وعدم الاعتراف بأنه من الطبيعي وجود منغصات وأزمات وخلافات.