«مش دايمًا خراب بيوت».. تجارب ستات «بيعرفوا يكذبوا»
الأربعاء 03/مارس/2021 - 01:23 ص
عزه ذكى
عظيمات وبارعات في «الكذب» من أجل الحفاظ على التماسك الأسري، يكذبن على أزواجهن حتى لا يشعرن بحرج أو يجعلهن يفكرون في أن الحياة ضيقة أمامهن، ليستبدلن مقولة «الستات مابيعرفوش يكدبوا» بأخرى «الستات بيعرفوا يكدبوا» من أجل الحفاظ على أسرهن.
*بوابة «هير نيوز»، تستعرض تجارب سيدات «بيعرفوا يكدبوا»، من خلال تعرضهن لمواقف في حياتهن جعلتهن يكذبن على أزواجهم.
- أمل: «كدبت على جوزي ومعرفتوش حقيقة مرضي»
قبل 3 أعوام من الآن كانت حياة السيدة «أمل محمد»، البالغة من العمر 37 عامًا، تسير بشكل طبيعي، وتنعم بين أسرتها بالصحة الجيدة، وفجأة وبدون سابق إنذار كانت تفحص«ثديها»، في حملة لوزارة الصحة بإحدى قرى محافظة البحيرة، لتكتشف وقتها أنها مُصابة بـ«سرطان الثدي»، حينها لم تستطع السيدة الثلاثينية مواجهة زوجها، حتى لا تحمله أعباءً إضافية، استجمعت قواها بعد بكاء كثير، وقررت عدم الإفصاح عن طبيعة مرضها، خاصة وأن لديها فرصة لتلقي العلاج دون علمه، لسفر زوجها للخارج.
تروي "أمل" لـ«هير نيوز»، مأساتها قائلة: «في الكذب أحيانًا النجاة، فحينما اكتشفت إصابتي بسرطان الثدي، الدنيا أظلمت في وجهي، ووقتها لو كنت قولت لجوزي كان ساب شغله في السعودية ونزل وحياتنا وقفت، فقررت مواجهة المرض بمفردي وكذبت من أجل أولادنا وحتى لا تقف حياتنا، وطبعًا فكرة أن الستات مبيعرفوش يكدبوا دي مش حقيقة، أحيانًا بنضطر للكذب علشان ننقذ أسرنا».
تضيف "أمل": « كدبت عليه، وواجهت الألم بنفسي وكانت أمي أكبر داعم ليا في لحظاتي الصعبة، وبدأت رحلة العلاج الكيماوي، وكنت بقوي نفسي علشان مضعفش قدام جوزي ولا أولادي، ولحسن الحظ أني كنت بتعالج في معهد أورام قريب مني، فمكنش ولادي ولا جوزي بيحسوا بغياب كتير".
وأوضحت: "فضلت كدة أكتر من 8 شهور، لحد ما خلصت أول جرعات الكيماوي، وخلاص فاضل حاجة بسيطة كام جلسة إشعاع بس، ووقتها كان جوزي دا ميعاد إجازته السنوية، ولما نزل لاحظ طبعًا التغيرات على جسمي، ووقتها صارحته، وانهار من البكاء وحضني لأني تحملت الألم لوحدي علشان هو مينزلش غير في موعد إجازته، والحمد لله خاض معايا باقي الرحلة لحد ما ربنا شفاني».
- أماني: « خبيت عليه احتياجي لمصروفات»
لم يختلف حال أماني الخياط، كثيرًا عن أمل، فالفتاة التي كافحت هي وخطيبها كثيرا من أجل إتمام الزواج، تبقى عليهما ديون كثيرة، كانت تعيش«على قد اللي في إيديها»، وتُخفي على زوجها احتياجها لمصروفات، بل تقتطع من مصروف البيت مقابل التوفير والمساعدة في سداد ديونهما.
تقول أماني: «الست الأصيلة، بتعيش على قدها، أنا كنت ببقى في عز احتياجي لمصروفات، ومكنتش بقول لجوزي علشان عارفة أنه عنده ديون عاوز يسددها، وكنت بحوش من مصروف البيت علشان أقدر أساعده، وعيشت حوالي سنتين بالوضع ده، وكنت دايما أقول الحمد لله وعمري ما اشتكيت لحد من أهلي، عمري ما طلبت من جوزي أي حاجة، والحمدلله كدبت عليه وخبيت عليه احتياجي لمصروفات علشان الحياة تمشي».
- سناء برهام "مش هسيب سندي"
سناء برهام لم تكن أقل شجاعة من زميلاتها اللاتي« كذبن على أزواجهم»، فالسيدة الأربعينية، خاضت رحلة كفاح حتى أصبحت كذابة بارعة على زوجها من أجل الحفاظ على تماسك أسرتها، قائلة: «كان جوزي تعبان وفي المستشفى، وحالته صعبة وفي الرعاية المركزة، كنت بفضل قاعدة قدام الأوضة وتاني يوم أقوله انا كنت في البيت، مكنتش قادرة أروح وأسيبه وخدت قرار وقولت جينا سوى نرجع مع بعض، مش هسيب سندي خالص، وفي مواقف تانية كذبت فبها».
تتذكر السيدة الأربعينة موقفًا اضطرت فيه للكذب من أجل عدم التسبب في الحرج لزوجها، «من المواقف اللي فاكراها كويس ومأثرة فيا، إن مرة أبويا كان عندي وبيديني فلوس قدام جوزي وقالي هاتي لحمة للعيال، قولتله يابابا إحنا لسة واكلين لحمة إمبارح، جوزي بص ليا كدة باستغراب، لأن يمكن مكنتش اللحمة دخلت بيتنا من أكتر من شهرين، وبعد اليوم ماخلص لقيت جوزي حضني وقالي طول عمرك أصيلة».
استشاري « فيه سيدات كثيرة أصيلات»
وعلقت الدكتورة لميس شعبان، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، على عظمة السيدات قائلة، « فيه سيدات كثيرة أصيلات، دا بيبقى تصرف نابع من جوا الست اللي بتقف مع جوزها وتكافح علشان حياتها، وفعلًا الستات دول بيكذبوا بس علشان الاستقرار والحب، لأن الحب اختبارات، وتضحيات والحياة تشارك بين شخصين مش شخص لوحده».
وأضافت استشاري الطب النفسي، أن هؤلاء السيدات من الممكن أن يكن بارعات في الكذب من أجل أن تسير الحياة، وهن أكثر السيدات حبًا والاعتراف بالمشاعر، وأكثر السيدات اللاتي لا يستطعن الكذب في مشاعرهن يستحقن التواجد على الرؤوس»