«نازلة دار الأكابر».. ذكريات التونسيات في سرد تاريخي
الأحد 28/فبراير/2021 - 05:55 م
إسلام علام
صدرت مؤخرًا رواية "نازلة دار الأكابر" للكاتبة التونسية الدكتورة أميرة غينم، وذلك عن دار مسكيلياني للنشر والتوزيع بتونس.
وحصلت الرواية على "جائزة وزارة الثقافة التونسية كومار" لسنة 2020، وهي رواية اختلف النقاد في تصنيفها، بالرغم من اعتمادها على التقليب والتنقيب في صفحات التاريخ المنسية من تونس الخضراء، وذلك بتخيل عالم "طاهر الحداد"، المفكر والسياسي والمصلح الاجتماعي الأشهر في تاريخ تونس.
كما أضافت الكاتبة في نسج "عالمها الروائي" بعضًا من "الأحداث" التي شهدتها تونس على مدى فترة زمنية امتدت من ثلاثينيات القرن المنصرم إلى ما بعد ثورة الربيع والياسمين التي اندلعت في أواخر 2010.
اشتهر عن مولانا ابن عربي قوله «إن مكانًا لا يؤنث لا يعول عليه»، وهنا أميرة غنيم تنقل "الحكمة والمعنى" من قول ابن عربي إلى حيز التاريخ، التاريخ الذي كتبته السلطة والثقافة الذكورية، فتؤنث التاريخ.
ولهذا يعتبر بعض النقاد أن رواية "نازلة دار الأكابر"، هي سرد تاريخي يحفظ الذاكرة الأنثوية التونسية، ليقطع الاحتكار الأبوي للحكي وللسرد، ليضع المرأة التونسية في مكانتها اللائقة.
وقد جاءت الرواية بلسان أنثوي حيث طغى في السرد صوت "حبيبة طاهر الحداد المتخيلة"، فتلتقط هذه الرواية ببراعة محطات ومراحل مهمة من تاريخ تونس القديم والمعاصر، وبالرغم من أن المراجع التاريخية لم تسجل لنا أي علاقة لـ "طاهر الحداد" بالنساء، سوى دفاعه الشديد عنهن، فإن الكاتبة كانت واضحة في جزمها للأمر بالخيال وحده، في أنه أحب "زبيدة"، ومعها عشق كل ما هو أنثوي.
وتقول عن رواية " نازلة دار الأكابر" نرمين حمروني، إحدى القارئات، في مراجعتها لها: "وحده الصمت، هو الذي حكى هذه النازلة، ثَقف أركانها لتحكي بلا صوت، واقعة أخرسها الزمن وكتمت السيادة أنفاسها، رواية تكدرك، تغضبك، تخبرك، ثم تختفي فجأة، تتركك مذهولا، كيف انتهت الصفحات بينما لم تبدأ الرواية بعد!، لماذا تخرس الروائية صوت البطلة عن الكلام لتتركنا حيارى مندهشون، يكاد القرف من تعمد إخفاء الحقائق التي لم تقل أن يستعمل أيدينا لتمزيق الصفحات غيظًا".
وتابعت: "هذه الرواية مرتبطة بتونس للغاية، توثق حكاياها وتنهل من تاريخ رجالها لتعيد رسم الخارطة الاجتماعية والسياسية والأدبية والحقوقية من جديد، هذه الرواية تقسو لتلين، تضرب لتعتذر، تجرح لتداوي ما مضى من تاريخ البلاد.