أصاب والديها وخطيبها.. تفاصيل مأساة هند عادل «لاعبة الطيران» مع السرطان
عاشت هند عادل لاعبة نادي الطيران والمنتخب السابقة لكرة القدم النسائية، الشهيرة بـ "زبادي" والتي توفيت اليوم السبت، رحلة عذاب مع مرض السرطان، أقل ما توصف بها، أنها مأساة بكل المقاييس، حيث الوجع البدني والنفسي.
مرض عائلي
عانت هند عادل "زبادي" منذ أربع سنوات من مرض والديها بالسرطان، ثم خطيبها، ثم عانت هي من نفس المرض.
قبل قرابة الـ4 أعوام، كانت "هند" تعمل مضيفة جوية بإحدى شركات الطيران، ونمط الحياة كان يسير بشكل هاديء، خصوصًا بعدما خُطبت واستعدت للدخول إلى قفص الزوجية، غير أن الأمور كلها تغيرت، ودخلت في دوامة محاربة مرض السرطان الذي أصابها ووالديها.
بدأت أزمات "هند" بالمشاكل مع خطيبها، حتى شعرت بعدم الارتياح إليه، فكان قرارها فسخ الخطبة، على الرغم من محاولة أسرتها تهدئة الوضع.
ثم قامت هند عادل بتأدية مناسك العمرة واللجوء إلى الله، لكن مكالمة هاتفية من أسرتها أدخلت القلق في نفسها، فعادت على الفور لتدرك إصابة والدتها بورم خبيث في ذراعها الأيمن.
صدمة كبرى
صدمة كبرى عاشتها الفتاة العشرينية، حيث أصبحت كمن فقدت عقلها، تطرق أبواب الأطباء، آملةً بأن تتبدل نتيجة الأشعة الخاصة بوالدتها، لكن الورم الخبيث استقر في مكانه، وفي الوقت ذاته باتت ضغوط العمل تلاحق "هند" لتقرر الاستقالة والتفرغ لرعاية والدتها.
تم استئصال المرض الخبيث لوالدة هند، وعادت لوظيفتها المفضلة في شركة طيران جديدة لتوقع العقد الجديد، ثاني يوم عيد ميلادها.
تعرفت "هند" على زميل لها في شركة الطيران، تبادلا نظرات الإعجاب، ومن ثم التعارف الذي انتهى بخطبتها من جديد، لكن السعادة لم تدم طويلًا، حيث اكتشفت إصابة خطيبها بالورم الخبيث.
وقالت"هند" في حينه: "خطيبي جاله ورم في المخ.. ودي كانت الصاعقة ليا كل اللي كان قريب مني بيتأذي".
رفضت "هند" الابتعاد عن خطيبها، وانخرطت في الدائرة المؤلمة من جديد بصحبته، وتعاهدت معه على حلو الحياة ومرها، ورافقته هذه الفترة المؤلمة، ما أصابها بشيء من التعب، لم تنتبه إليه في البداية.
حينما التحقت "زبادي" بشركة الطيران الجديدة، أثبت الكشف الطبي قلة صفائح الدم لديها، ما جعلها تمارس مهنتها تحت الملاحظة، حتى ذهبت لأحد الأطباء المتخصصين في أمراض الدم، لكنها لم تهتم لحديثه، فانشغلت أكثر بما أصاب خطيبها.
دوامة الأطباء
ظلت على تلك الحالة حتى شعرت بإعياء شديد أصابها بفقدان الوعي، أثناء إحدى الرحلات الجوية لتدخل دوامة الأطباء، الذين نصحوها ما بين ضرورة استئصال الطحال والإصابة بالتهاب في الأذن والحنجرة، لتدخل الفتاة في دوامة بين عيادات الأطباء، حتى انتهى بها المطاف إلى إجراء عملية بذل للنخاع.
كما ظلت هند عادل محاطة بالتشخصيات الخاطئة، لتدرك بعد ذلك حقيقة إصابتها بسرطان الدم، وتتحول الفتاة من الداعم لكل من حولها إلى المصابة بالمرض الخبيث ذاته.
صدمة أخرى
أغلقت الأنوار في وجه "هند" حينما أدركت الخبر المفزع، غير أنها قررت أن تكون الداعم الأول لنفسها، فاختارت فسخ الخطبة وبدء مشوارها العلاجي، لكن مفاجأة أكثر قساوة من إصابتها بالسرطان كانت في انتظارها، حيث قالت وقتها: "قبل ما أبدأ علاجي عرفت أنه ممكن مخلفش تاني، كانت أكتر حاجة صعبة مرت عليا، وحاولت أعمل تجميد بويضات لكن معرفتش".
آخر يوم في عام 2019، تاريخ لم تنساه "هند" ووصفته باليوم الأصعب في حياتها، فجلوسها بمفردها في المستشفى جعلها تعيد حساباتها من جديد، خصوصًا بعدما شعرت باقتراب الموت وقالت وقتها: "افتكرت أنه كله هيمشي وهتفضل أعمالي.. آيات قرآنية كتير كانت قدامي.. منها وكلهم ءاتيه يوم القيمة فَردا".
العلاج الكيماوي
بدأت "هند" جلسات العلاج الكيماوي قبل أشهر، وعاشت لحظات موجعة، لكن سرعان ما تبدل الألم بفرحة التغير الإيجابي في حياتها: "تجربتي مع الكانسر غيرتني للأفضل.. بقيت ملتزمة في كل الصلوات حتى النوافل.. وبقيت قريبة من أهلي كلهم بسأل عليهم".
وقالت هند قبل وفاتها: "شعري كان بيقع قدام عيني وأنا واقفة في المرايا، مجرد ما أحط إيدي على شعري يقع، لكن الدكاترة كانوا بيهونوا عليا كل صعب".
وفي وسط محاربة "هند" للمرض الخبيث، انتقل السرطان أيضًا إلى والدها، حيث قالت: "والدي كمان جاله كانسر في الكلى، وعملنا استئصال للورم والحمد لله كان لسة في أولى المراحل وقدرنا نسيطر عليه".
كل هذا ملخص بسيط لمعاناة فتاة في رعيان شبابها توفيت اليوم السبت، بعد معاناة كبيرة مع مرض السرطان الذي أصابها وأصاب والديها وخطيبها.