لماذا يرفض الرجل الخيانة وتقبلها الزوجة؟.. استشارية تُجيب
أوضحت الدكتورة إيمان عبدالله، معالج نفسي واستشاري علاقات زوجية وأسرية، أن خيانة المرأة لزوجها تختلف عن خيانة زوجها لها، وذلك لأن مشاعرها تسبق فعلها عند الوقوع في براثن الخيانة، فهي تخون مندفعةً في ذلك بحبها لشخص آخر، كأن يكون كان حبيبها وتحبه وتم حرمانها منه، وذلك على عكس الرجل الذي يخون زوجته مع أخريات، دون أن يكون هناك مشاعر مسبقة تجاههن، أي يخون بدافع النزوة، وليس بدافع الحب والغرام، لافتةً إلى أن المرأة السوية لا تعطي نفسها إلا لمن تحب، وهذا ما يفسر، وفقًا لعلم النفس، لماذا تحتاج للمداعبة والملاعبة عند العلاقة الحميمة مع زوجها، على الرغم من أنها تتم وفق الشرع والحلال.
وأضافت أن المرأة لكي تخون لابد وأن تعيش حالة حب، وأن يكون حبًا بمشاعر جياشة، لأنه ليس من السهل عليها، أن تخرج بنفسها عن إطار الزواج والحلال والعفة والشرع ومنظومة الأخلاق الدينية والمجتمعية، إلى إطار العلاقة المحرمة، والتي أسميها ب ـ"العشق المحرم"، وذلك على عكس الرجل الذي يخون زوجته بسهولة، وبشكل عشوائي، ودون اشتراط الحب المسبق، أو حتى الإعجاب، لافتةً إلى أن هناك رجال يتخذون عشيقات لهم، بمبرر أنهن يعطوهن طاقة تعينهم على العيش مع زوجات لايشعرون بسعادة معهن، ولايشعرون تجاههن بأي مشاعر حب.
وأكدت أن الزوجة التي تخون زوجها، وتفعل كل ما في وسعها لتسهيل الخيانة لنفسها، تعيش في الحقيقة حالة تناقض خطيرة، وصراع رهيب، لأن العلاقة الحرام مع شخص غير زوجها لاتوفر لها الإشباع، لسبب علمي نفسي، يتمثل في أن تلك العلاقة المحرمة تتحول إلى نوع من الإدمان، الذي يتمكن من تفكيرها وإرادتها ويسيطر عليها بشكل كامل، لافتةً إلى أن الإدمان لا يحقق الإشباع أبدًا، فضلًا عن أن المرأة في هذه الحالة تكون مجنونةً بالشخص الذي تخون زوجها معه.
وأشارت "إيمان" إلى نقطة في منتهى الأهمية، وهي أن ثالوث الشرع والدين والتراث الإسلامي، حرص بشدة على عدم تحول العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته إلى علاقة إدمان، وذلك حتى لاتفقد معناها ولذتها، وحتى تظل مصدر إشباع عاطفي للمرأة، مستدلةً على ذلك بأن ذلك الثالوث أوصى الطرفين بعدم الإفراط في الجماع، لضمان الاستمرارية، وتوزيع الجهد على مدار السنين، وعلى المدى البعيد، في النطاق الشرعي، وهو الزواج على سنة الله ورسوله.
وقالت إيمان عبدالله، إن أخطر شيء على المرأة التي يهملها زوجها، أو تشعر بنقص وحرمان من شيء ما، هو أن يقتحم حياتها رجل ويحدثها بلا خجل في أمور تروق لها سماعها، وبالتالي يجرها إلى الرزيلة، مضيفةً، أن المرأة التي يخونها زوجها تشعر بحالة إحباط شديدة لفترة طويلة، قد تتطور إلى حالة اكتئاب مزمن، وينعكس ذلك على تصرفاتها وآرائها وسلوكياتها عندما يتقدم لها عريس، بعد طلاقها من زوجها الخائن، وهي مازالت تمر بتلك الحالة، حيث ترى في كل من يتقدم للزواج منها صورة كربونية لهذا الرجل الذي خانها وأوجعها نفسيًا.
وتابعت، إن الزوجة يمكن في بعض الظروف وفي بعض الحالات أن تقبل بخيانة زوجها لها، في حين لا يقبل الرجل ذلك أبدًا، لأن المجتمع يتقبل الحالة الأولى ولا يتقبل الحالة الثانية، مؤكدةً أن المرأة الذكية هي التي تستفيد من علمها بخيانة زوجها لها، وذلك من خلال التفاوض معه على صيغة أفضل لمواصلة الحياة معه، كأن يتعهد لها بعدم تكرارها، أو يكتب لها جزءً من ممتلكاته، ويحتاج ذلك لامرأة قوية قادرة على فرض شروطها عليه، لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، بدلًا من فضحها له، بشكل قد ينهي ويدمر الأسرة بأكملها.
ولفتت إلى أن المرأة يمكن أن تتناسى خيانة زوجها لها، وخاصةً في الحالات السماعية، وليس في حالات الرؤية البصرية، كأن تراه متلبسًا في علاقة حميمة على سريرها وفي غرفة نومها، وذلك بحكم نظرة المجتمع، الذي يصف المرأة فقط بـ "الداعرة"، ولا يصف الرجل بـ "الداعر"، مؤكدةً أنه في المقابل، لا يمكن للرجل أن ينسى خيانة زوجته له، حتى ولو كانت سماعية، وإذا حكمت عليه الظروف أن يستمر معها، فإنه سيعيش مدمرًا نفسيًا بشكل كامل، ويرجع السبب في ذلك إلى أن المجتمع بثقافته وعاداته وتقاليده لايقبل خيانة الزوجة لزوجها.
وأوضحت الدكتورة إيمان عبدالله، أن خيانة الزوجة لزوجها أربعة أنواع، الأول، الخيانة بدافع الجنس بصرف النظر عن الإشباع، وفيه تكون هناك علاقة حب ومشاعر وأحاسيس رومانسية، وهذا أبشع أنماط الخيانة تأثيرًا على نفسية الزوج، عندما يعلم به، والثاني، الخيانة بدافع الانتقام من الزوج الخائن لها، وذلك من باب المكايدة، وهذا نمط تقع فيه النساء الأقل في المستوى الثقافي والمعرفي، والأقل كذلك في الوازع الديني، والثالث، الخيانة بسبب عجز الرجل، مع استحالة شفائه واستمرارية انعدام قدرته، وبعد أن يفيض الكيل بها، وخاصةً في الحالات التي يكون فيها الطلاق صعبًا لدواعي أسرية ومجتمعية، والرابع، الخيانة المكتسبة، وهي التي تكتسبها الفتيات قبل الزواج من العيش في مناطق وبيوت عشوائية، يرتكب فيها الجميع الفواحش والكبائر، بما فيها زنا المحارم.