أحمد ومنال.. قصة حب بدأت في القطار وانتهت بمحكمة الأسرة
في ظهيرة يوم حار من عام 2000، تحرك قطار من المنصورة إلى القاهرة، وكان الزحام شديدا داخل العربات بجميع درجاتها داخل القطار الذي استقلته منال وقد كان عمرها وقتها 25 عاما، في طريقها للقاهرة، لحضور حفل زفاف صديقتها منذ الطفولة.
تلك البداية التي تذكرتها منال وهي تقف بعد مرور أكثر من 20 عاما أمام محكمة الأسرة، تروي تفاصيل أسوأ الصدف والأيام في حياتها كما وصفتها، فتقول إنها في الرحلة سالفة الذكر قابلت المهندس أحمد صادق، نفس الشخص الذي تقف اليوم لتطلب الخلع منه!
من النظرة الأولى
شعرت منال خلال رحلتها بعين أحد الأشخاص تتابعها في كل تحركاتها داخل القطار، حاولت تجاهل الأمر، إلى أن وصلت محطة مصر، فاقترب منها المراقب المجهول، وطلب التعرف عليها.
رفضت منال في البداية، ظنا منها أنه يعاكسها، لكنه باغتها بأنها لا يقصد مضايقتها، هو يبحث عن عروسة، وهي لفتت نظره، ويريد أن يتقدم لها بشكل رسمي، ويريد أن يعرف عنها بعض المعلومات ليكون وجهة نظر نهائية عنها.
"وافقت .. لأني كنت بالنسبة لأهلي وأسرتي عانس"، تقولها منال والدموع تنهمر من عينيها موضحة أنها من بلدة بجوار المنصورة، جميع أخواتها تزوجن ولم يتبق غيرها، ووالدتها متوفية، وتعيش مع والدها وزوجته الجديدة.
"أعطت له رقم هاتف صديقتها التي جاءت لحضور زفافها في القاهرة، وبالفعل تحدثا سوياً في نفس اليوم، بل وتقابلا 3 مرات قبل عودتها للمنصورة مرة أخرى، وقد اتفقا على الزواج بعد أن أخبرها بظروفه، وقد رأت منال أنه مناسب لها وظروفه متيسرة من الناحية المادية".
زواج سريع
المرات القليلة التي تقابل خلالها أحمد ومنال، كانت كفيلة بالنسبة لهما لاتخاذ قرار الزواج، وبالفعل حدد أحمد موعد للذهاب لخطبتها بعد شهر واحد من عودتها لمنزل عائلتها.
"أسرتا أحمد ومنال رفضتا في بادئ الأمر الزواج بسبب فارق السن بينهما فهو يكبرها بـ 15 عاما، كما أنه مصمم على أن يكون منزل الزوجية موجود في القاهرة، ما يعني أن منال ستكون بعيدة عن أسرتها، أما سبب رفض عائلة أحمد للزواج فكان بسبب الطلبات والمغالاة من أهل العروسة.
بعد صراعات دامت شهرين تزوج أحمد ومنال رغم رفض عائلاتهما، لكنهما صمما على موقفهما معتقدين أن ما بينهما من مشاعر سيكون الدرع الأقوى لمواجهة كل الضغوط والعراقيل التي فرضتها الأسرتان عليهما.
حلم وهمي
العام الأول لزواج أحمد ومنال كان كفيلا ليظهر كل منهما حقيقة اختياره، أنجبا ابنتهما الأولى، وتجاوز عدد مرات شجارهما 50 مرة كما أوضحت منال، التي ذكرت أن أهلها كانوا محقين، وأنها تسرعت في هذا الزواج لكنها قررت الاستمرار من أجل ابنتها.
جملة مطاطة بعض الشيء، فحرصها على حياة طفلتها بين أبويها كان سببا في تحملها 20 عاما، أنجبت خلالهم 4 أطفال آخرين، ولم تنطفئ خلال تلك الأعوام نيران الخلافات التي وصلت لإهانات كبيرة بين الزوجين.
فوفقاً لما قالته منال، تحول أحمد لشخص عنيف يستخدم الضرب والعنف طوال الوقت، في آخر شجار بينهما كسر زراعها، وهو ما دعاها لاتخاذ قرار الانفصال عنه.
أريد خلعا
رفض أحمد جميع محاولات منال في الانفصال عنه في هدوء، هددها بحرمانها من الأطفال تارة، وتعدى عليها بالضرب تارة أخرى، حتى الطرق السلمية لجأ لها بإقحامه لبعض الأقارب لمحاولة إقناع منال بالاستمرار على أمل أن زوجها تغير ولن يقدم على مضايقتها مرة أخرى.
جميع المحاولات باءت بفشل زريع، فهي تعلم جيدا أن كل تلك المحاولات ما هي إلا حلول مؤقتة، فزوجها الذي بلغ الـ 60 من عمره، لن يتغير بين ليلة وضحاها، موضحة أنها لجأت للخلع، وأن أبناءها ليسوا صغارا وقرار الانفصال بالنسبة لها هو من أجل الحفاظ على هؤلاء الأبناء.
وأكدت أنها تخشى أن يصاب "أي منهم بمرض نفسي من كثرة المشكلات التي تحدث أمام أعينهم بين الأب والأم، وأنها لا تريد من زوجها أي مستحقات وتعلم جيداً أن قانون الخلع سيحرمها من كل شيء، وهي مستعدة لجميع الخسائر في سبيل حصولها على فرصة جديدة في الحياة بعيداً عن الزوج الوحشي كما وصفته.