جهاز العروسة.. تكاليف مرهقة و«كركبة في الشقة» وكلمة السر «فشخرة»

الجمعة 26/فبراير/2021 - 11:39 ص

رندا ثروت

تسعى كل أسرة إلى تجهيز بناتهم وشراء الأشياء التي سيحتاجها منزلها حين تتزوج، حتى لو لم ترتبط في نفس وقت التجهيز، تحسبًا للظروف المالية المتقلبة.

وفي أثناء هذه المرحلة، تقع الكثير من الفتيات في شراء أشياء زيادة عن ما ستستخدمه متأثرة بالعرف وفكرة التفاخر وسط عائلة الزوج، في نفس الوقت ترفض أخريات التكاليف الباهظة التي ترهق أسرتها، وفي النهاية يمكن الاستغناء عنها.

المعايرة والتفاخر

من جانبها، تحاورت "هير نيوز" مع عدد الشابات بينهن متزوجات حديثًا حول آراهن في تجهيز عش الزوجية، ففي البداية قالت تسنيم عمرو: "أنا ضد فكرة المبالغة في تجهيز العرائس، فهذا نوع من التبذير والمنظرة الفارغة وسببها أن البعض يرى أنه إذا لم يشتري هذا الناس ستقول اشتريت قليل، وهذا الأمر واضح جدا في القرى، فتقيم الفتاة بعدد العربيات التي تحمل جهازها، كما أن البعض لديهم مبدأ أن إذا لم نشتري قبل الزواج لن نشتري بعده وهذا مبدأ غير صحيح".

كركبة في الشقة

وتابعت: "عن نفسي أشتريت فقط ما سأحتاجه فعليًا، لأني بطبيعتي أحب التجديد وشراء كل جديد يتم طرحه من أدوات المنزل، فلابد من شراء ما سأحتاجه في فترة الزواج الأولى بحيث أيضا لا يزدحم منزلي بأشياء لن استخدمها، كما أن الموضة ستتغير ونحن كفتيات نحب شراء كل ما هو جديد".

ونصحت الفتيات قائلة: "على كل فتاة شراء ما ستستخدمه فقط، وتستفيد بتلك الأموال التي ستنفقها لشراء أدوات لن تستخدمها، لأي شيء آخر مهم".

مراعاة ظروف الأسرة

واتفقت معها الشيماء أحمد، قائلة: "لابد من شراء الأساسيات الضرورية التي ستحتاجها كل فتاة في حياتها، خاصة أننا في ظروف اقتصادية صعبة، كما أن كل من أعرفهم وبالغوا في الجهاز ندموا حاليًا بسبب الكركبة ومعظم الأشياء لن يستخدموها، ولابد أن تتعظ الناس فسيدات كثيرين سجنوا بسبب ديون الزواج ".

قرار الأمهات

أما ريهام مصطفى فأكدت أنها اشترت كل شئ تحتاجه فقط دون مبالغة، وترى أن من يشترون كثيرا هدفهم المنظرة خصوصًا في المراكز والقرى، وذكرت أنها تجد أشخاصًا مستواهم المادي أقل من العادي ولا يستطيعون قضاء يومهم حتى، يسارعوا في تجهيز بناتهم بكميات مهولة، وترى ريهام أن الأمهات هي العامل الأساسي في هذه المهزلة.

وقالت نور حمدي تجربتها مع شراء الجهاز قائلة، " تزوجت منذ 4 سنوات وهناك أشياء لن استخدمها، ولو رجع بي الزمن لن أفعل هذا، وأرى أن المبالغة في الجهاز تشكل عبء على الأهل".

وقالت حنان عبد المنعم، إنها اشترت كل شئ في جهازها بشكل معتدل، لافتة إلى أن بعض الفتيات يشترون كل أنواع الأطقم رغم أنها تدرك أنها لم تستخدمها وأنها ستستخدم في النهاية ما تعودت عليه في منزل والدها.

معرفة الاحتياجات الفعلية

أما رضا أحمد، فكشفت عن صدمتها بعد زواجها من الأدوات التي دفعت فيها الكثير من الأموال، ولن تستخدمها، قائلة: "اشتريت أشياء كثيرة واكتشفت بعدها إني لن استخدمها وكلفتني كثيرًا، وكنت وقتها متأثرة بفكرة أن غيري اشترى كل هذا ولكي لا تقول الناس شيئًا على جهازي وتعلق بالسلب، وهذا كان فكر خاطئ مني، فكل فتاة تختلف في احتياجاتها عن أي فتاة آخرى، فليس شرطًا ما سأشتريه يشتريه غيري".

وأوضحت: "أرى أن المبالغة في الجهاز بسبب قلة الوعي لدى الفتيات، كما أن بعضهن يشترين بغرض المقارنة مع قريبتها أو المنظرة تحت مبدأ "بنت خالتي متبقاش أحسن مني"، لتكتشف بعد ذلك أنها تسببت في فوضى بمنزلها بسبب وجود أشياء اشترتها دون الحاجة إليها.

وتابعت: "الوضع الآن مع إرتفاع الأسعار في كل شئ لن يسمح بشراء الفتيات لأشياء لن تستخدمها، وأرى أن خير الأمور أوسطها، ولابد من محاربة النزعة الاستهلاكية التي أصبحت لدى غالبية الفتيات فيما يتعلق فيما ستشتريه لجهازها ".