مُديرة التخطيط العمراني في حوارها لـ"هيرنيوز": "لقبوني بالمتواضعة وده سر نجاحي"

مرفت إداريس محمد، مدير عام إدارة التخطيط والتنمية العمرانية بمحافظة الجيزة، هى من أقدم مديرين العموم بالمحافظة منذ 10 سنوات، ضربت مثل رائع للسيدة الشغوفة بعملها، فالبرغم من أن زوجها يتولى منصب قيادي في سلك القضاء، إلا أنها فضلت الاستمرار فى عملها، ليس للحاجة للمال، ولكن لأنها تجد متعة كبيرة في ممارسة هذا العمل الذي تظل فيه حتى العاشرة مساءً.

مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية، لا تتعامل مع العاملين تحت قيادتها على أنهم مرؤسيها، بل تضرب مثلًا لخلية النحل، التي على كل عضو بالخلية أن يؤدى دوره، ولذا لقبت بين زملائها، بـ"السيدة العملية المتواضعة" لا مجال لأى حوارات بعيدة عن العمل، ليس لأنهم عاملين منغلقين على أنفسهم، ولكن لحجم العمل الكبير الملقى على عاتقهم.

مدير عام الإدارة العامة للتخطيط والتنمية العمرانية، تخلع رداء المرآة وترتدى ثوب مهندسة التخطيط العمرانى، التى عليها أن تنزل للمراكز والمدن، كل يوم لتحديد المخططات التفصيلية، لكل قرية بمحافظة الجيزة والتى وصل عددها إلى 159 قرية، ولأنها تؤمن بأهمية الدقة الشديدة فى عملها، فهمى لا تعتمد على أحد فى تحديد المخططات، بل تنتقل للموقع بنفسها لتحقق نتائج دقيقة، تعتمد عليها وزارة الإسكان، والأحياء والمراكز والمدن للفصل بين ممتلكات الدولة بكافة جهاتها، وبين ممتلكات المواطنين، دورها ليس بسيط لأن الفصل بين أمرين، يخلق نوعًا من الحيرة، ولكنها تتغلب عليه بالاحتكام إلى الله تعالى، وعدم التحيز لطرف على حساب الأخر.

اعتادت إدريس أن تنتقل من بيتها منذ الساعات الأول من الصباح، وذلك لأنها تقيم بمدينة 6 أكتوبر وعملها فى أول شارع الأهرام بمحافظة الجيزة، فهى تحرص دائمًا، على بداية عملها مع بداية ساعات العمل الرسمية، ليس ذلك بغرض حب الظهور، ولكن لتمكنها من إنجاز كم كبير من العمل خلال اليوم، وبالتالى التخفيف من حجم المهام الملقاة على عاتقها.

وبرغم استغراقها وقت للوصول من مدينة 6 اكتوبر إلى أول شارع الأهرام، إلا أن ذلك لم يشتت من تركيزها، بل يعطيها فرصة لتحديد المهام التى ستقوم بعملها أثناء اليوم، والتفكير بعمق، وبالتالى الوصول إلى أداء أفضل، أثنى عليها قيادات وزارة الإسكان.

قالت "إدريس" فى حوارها لـ"هيرنيوز": أحب عملى جدًا ولا أعتبره وسلة لكسب المال، لأننى والحمد لله لست محتاجة للمال، ولكننى فى حاجة شديدة لمتعة إتقان العمل، ولمتعة الانتهاء من الأعمال مهما كان حجمها وصعوبتها، ولمتعة إرضاء الله تعالى فى العمل، فأنا أنغمس فيه لساعات طويلة ولا أشعر، وأجد متعة شديدة للنزول الميدانى برغم كونه مرهق، ويكلفنى وقت وجهد.

وأضافت أنا أتعامل مع أحمد راشد محافظ الجيزة بشكل مباشر، ونفس الشىء مع الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، بوزارة الإسكان، حيث أتابع مع الهيئة باستمرار وعلى تواصل شبه يومى معها، حيث بمجرد انتهاء الهيئة من الأحوزة العمرانية، والمخططات الاستراتيجية، نبدأ فى عمل المخططات التفصيلية، مع المكاتب الاستشارية التى يتم التعاقد معها، والتى انتهت فى عدد من المراكز والمدن التابعة للمحافظة. مؤكدة حرصها الشديد على الوقت لكم العمل الكبير الذى يحتاج وقت وجهد كبيرين.

اصطدمت إدريس بعددًا من التحديات، جاء على رأسها أن تحقق الثقة التى أعطاها لها زوجها، وان تكون على قدر المسئولية، وأن لا تعطى وقتها واهتمامها لعملها فقط، بل يكون لزوجها وأولادها نصيب من هذا الاهتمام.

من بين التحديات التى واجهت إدريس حجم العمل نفسه التى تتولى قيادته، حيث تشرف على 159 قرية و11 مركز ومدينة بمحافظة الجيزة، حيث أنه لعمل أى مخطط تفصيلى لابد من النزول على الطبيعة، بالإضافة إلى فحص الشكاوى الواردة من الأحياء والمراكز والمدن، والبت فيها، والتى ينصب أغلبها على التعدى على خطوط التنظيم، وضرورة الفصل فى الشكاوى من خلال تحديد خطوط التنظيم.

ارجعت إدريس السبب فى عدم اعتماد المخطط الاستراتيجى لمحافظة الجيزة، حتى الآن للمهام الكثيرة الملقاة على عاتق الهيئة العامة للتخطيط العمرانى، حيث أنها منوطة بإعداد جميع الأحوزة العمرانية والمخططات الاستراتيجية على مستوى جميع محافظات الجمهورية، وهذا يشكل عبأ كبير على كاهل جميع العاملين بها.

أكدت مدير إدارة التخطيط والتنمية العمرانية، أن زوجها هو السبب فى نجاحها، ووصولها إلى درجة مدير عام، لأنه يشجعها باستمرار، ويقف فى ظهرها، ويقدر ظروف عملها، ولا يعترض على تأخيرها فى كثير من الأحيان، فى حالة معرفة سببه مسبقًا.

وفى نهاية حوارها مع "هيرنيوز"، طالبت المواطنين الإلتزام بالقانون، وعدم مخالفته بالتعدى على خطوط التنظيم، والإلتزام بالمخططات، الاستراتيجية والتفصيلية، المعتمدة من قبل الهيئة العامة للتخطيط، والمحافظة، وذلك للقضاء على العشوائيات، وبالتالى المحافظة على مساحات مناسبة بين كل مبنى وآخر، وبالتالى ضمان التهوية الجيدة ودخول الشمس، مما يمنع انتشار فيروس كورونا.