بقلم هناء العلوني: مشاريعنا فخر وطن وبوصلة مستقبل
في كل عام تحل ذكرى اليوم الوطني، فنسترجع قصة وطن بدأ من الصفر حتى أصبح اليوم رقماً صعباً على خارطة العالم. يوم نتذكر فيه قادة صنعوا المجد، ونعيش فيه حاضرًا يفيض بالفخر، ونستشرف مستقبلاً يليق بأرضٍ لا تعرف المستحيل.
ولعل أبرز ما يجسد هذا الحاضر والمستقبل هو مشروع وسط جدة، المشروع الذي يكتب فصلاً جديدًا في تاريخها. جدة التي ارتبطت بالبحر والتجارة والحضارة عبر مئات السنين، تعود اليوم لتتألق برؤية عصرية تجمع بين الأصالة والحداثة.
وجهة وسط جدة ليست مجرد تطوير عمراني، بل مشروع شامل يعيد تعريف المدينة ويحوّلها إلى وجهة عالمية. واجهة بحرية خلابة، معالم ثقافية وفنية، مناطق سكنية متكاملة، ومرافق ترفيهية تجعل من المدينة منصة للحياة المتجددة. والأجمل أن المشروع يحتضن مرسى لليخوت، تعكس هوية جدة البحرية وتحوّلها إلى نقطة جذب للسياحة الفاخرة والاستثمارات البحرية.
وعلى طول الوجهة، ستجد متنزهات عامة وحدائق مفتوحة تمنح السكان والزوار فرصة عيش تجربة فريدة بين البحر والطبيعة. إلى جانب ذلك، تتوزع المسارح ودور للمعارض الفنية لتصنع من جدة مركزاً للإبداع والثقافة. إنها وجهة تخاطب الماضي والحاضر معاً: فبينما تحافظ على روح جدة التاريخية، تمنحها لمسة حديثة تجعلها قادرة على المنافسة بين كبرى مدن العالم.
وإلى جانب جدة، هناك مشاريع وطنية عملاقة تترجم رؤية 2030 في كل تفاصيلها. من بينها نيوم، مدينة المستقبل التي تجمع بين الابتكار والاستدامة، وتفتح آفاقاً جديدة للحياة الذكية والاقتصاد الحديث. أما القدية، فهي عاصمة الترفيه والرياضة التي ستغيّر مفهوم المتعة في المنطقة، وتجمع بين المغامرة وصناعة البطولات. وفي مشروع البحر الأحمر، تجتمع السياحة الفاخرة مع الطبيعة البكر وأرقى معايير الاستدامة البيئية، ليكون المشروع نموذجاً عالمياً يحتذى به.
هذه المشاريع ليست مجرد مبانٍ شاهقة ولا أرقام في تقارير، إنها انعكاس مباشر لجودة الحياة، وفرص عمل للشباب، ومكانة دولية تجعل السعودية بوصلة العالم، حيث تتجه الأنظار لتشهد نهضة لا تتوقف.
وفي النهاية.. يظل اليوم الوطني مناسبة نرفع فيها رؤوسنا ونقول: هذا وطننا، وهذه إنجازاتنا، وهذه أحلامنا التي أصبحت واقعًا. شكراً لقائد الرؤية، شكراً لكل يدٍ بنت، ولكل عقلٍ خطط، ولكل قلبٍ أحب هذه الأرض.
فالوطن ليس مجرد خريطة، بل مشاريع تُبنى، ورؤية تتحقق، وشعب يؤمن أن المستقبل أجمل.