رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

بقلم وليد أبو ملحه: الطب في عصر الذكاء الاصطناعي تحول جذري أم شراكة تكاملية

هير نيوز

بقلم وليد أبو ملحه: الطب في عصر الذكاء الاصطناعي تحول جذري أم شراكة تكاملية.. شهد الطب البشري على مرّ العصور تطورات متسارعة، من الممارسات التقليدية إلى ثورة التكنولوجيا الحيوية. إلا أن دخول الذكاء الاصطناعي (AI) إلى المشهد الطبي يمثّل لحظة فارقة قد تعيد تشكيل بنية الطب ومكانة الطبيب ذاته.

بقلم وليد أبو ملحه: الطب في عصر الذكاء الاصطناعي تحول جذري أم شراكة تكاملية.. ورغم الحماس الذي يحيط بهذه التقنية، يطرح هذا التحول أسئلة جوهرية حول الهوية المهنية للطبيب، وأخلاقيات الممارسة، ومستقبل العلاقة بين الإنسان والآلة، حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي قدرة استثنائية على معالجة كمٍّ هائل من البيانات الطبية وتحليلها بسرعة تفوق البشر. وقد أثبتت الدراسات أن بعض تطبيقات AI في تشخيص سرطان الثدي أو أمراض الشبكية، أو قراءة الصور الإشعاعية وتشخيص سرطان الجلد من صور الجلد، وتشخيص الأمراض المختلفة من الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، وتحليل وقراءة تخطيط القلب، والكشف عن السرطانات من قراءة نتائج الأنسجة، وغيرها الكثير، ومن ثم إعطاء التشخيص الدقيق لقراءته، تصل إلى دقة تساوي أو تتجاوز دقة الطبيب. ومع ذلك، يبقى الحس الإنساني، كالتعاطف وفهم السياق النفسي والاجتماعي للمريض، خارج نطاق قدرات الآلة، وهنا يُطرح التساؤل: هل يُعوّل على الدقة فقط؟ أم أن الطبّ أعمق من مجرد تشخيص، في ظل تصاعد الدور تتغير طبيعة دور الطبيب من كونه المفسّر الأول للبيانات والمُشخّص الحصري، إلى كونه مشرفًا على نتائج تحليل الخوارزميات. هذا التحوّل قد يثير القلق بشأن تراجع سلطة الطبيب التقليدية لصالح نظام خوارزمي يُصعب أحيانًا فهم آليات قراراته، ومع غموض بعض نتائج أنظمة الذكاء الإصطناعي فإن الطبيب يُطالب بتفسير نتائج لا يعرف آلية عملها كاملة، مما قد يقوّض المساءلة الأخلاقية، رغم ما يُروّج له من حيادية الآلة، إلا أن الخوارزميات الطبية ليست محايدة، إذ إنها تتأثر بجودة البيانات المدخلة، والتي قد تعكس تحيّزات مجتمعية أو اقتصادية أو بشرية. وفي حال تم تدريب نظام ذكاء اصطناعي على بيانات من بيئات محددة، فقد يُخفق عند تطبيقه على مجتمعات مختلفة، مما يُهدد العدالة الصحية، كما أن التعامل مع البيانات الطبية الحساسة يفتح المجال أمام انتهاكات الخصوصية، خاصة في غياب أطر قانونية متقدمة تواكب تطور التقنية، والخطاب المتشائم الذي يتنبأ باستبدال الأطباء بالآلات يغفل عن حقيقة أن الطب مهنة إنسانية أولًا وتقنية ثانيًا، الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا بقدر ما سيكون أداة مساعدة ترفع من كفاءة الطبيب وتحرره من المهام الروتينية لصالح التركيز على العناية المباشرة، لكن هذا التفاؤل يظل مشروطًا بإعادة تشكيل مناهج التعليم الطبي لدمج مهارات البيانات والذكاء الاصطناعي، وتطوير الأطر الأخلاقية والقانونية التي تضبط العلاقة الجديدة بين الإنسان والآلة، إن الذكاء الاصطناعي يُبشر بتحولات غير مسبوقة في الطب، لكنه يفرض في المقابل تحديات جوهرية تستدعي حوارًا متعدد التخصصات. المطلوب ليس مقاومة التقنية ولا الخضوع الكامل لها، بل صياغة شراكة نقدية متوازنة تحفظ جوهر الطب الإنساني، وتستثمر قوة التقنية في خدمة الإنسان لا العكس. وتشكيل مناهج التعليم الطبي لدمج مهارات البيانات، ولذلك يتطلب تحولًا جوهريًا في الرؤية، بحيث لا يُنظر للطبيب كمجرد مُمارس سريري، بل كمستخدم واعٍ ومحلل للبيانات الطبية. وهنا سوف أطرح كيف يتم ذلك بإذن الله تعالى وضمن توصيات قابلة للتطبيق محليًا عبر تغييرات مقترحة للمناهج الطبية لدى كليات الطب لدينا، تتضمن ما يلي:

1-إدخال مقررات مستقلة أو مدمجة تحت عناوين مثل: الذكاء الاصطناعي في الطب وتحليل البيانا الصحية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أو دمج مفاهيم الذكاء الاصطناعي ضمن مقررات قائمة مثل الطب الباطني أو علم الأوبئة.

بقلم وليد أبو ملحه: الطب في عصر الذكاء الاصطناعي تحول جذري أم شراكة تكاملية

2-تعليم أساسيات علوم الحاسوب والبرمجة

حيث لا يُتوقع من كل طبيب أن يكون مبرمجًا، لكن يجب أن يتقن مفاهيم أساسية مثل: علم البيانات ( Science) وتعلم الآلة (Machine Learning) ومعرفة قواعد البيانات الطبية (Medical Databases).

3-تضمين أخلاقيات الذكاء الاصطناعي الطبي وبحث قضايا مثل: الخصوصية، التحيز الخوارزمي، الشفافية، المسؤولية القانونية وتدريب الطلاب على مناقشة القرارات الطبية الناتجة عن الذكاء الاصطناعي بشكل نقدي.

4-تعليم العمل التشاركي مع المتخصصين

بقلم وليد أبو ملحه: الطب في عصر الذكاء الاصطناعي تحول جذري أم شراكة تكاملية.. وإعداد الطبيب ليتعاون مع خبراء البيانات والمهندسين، والإداريين ضمن تحديث اللوائح الأكاديمية عبر هيئة التخصصات الصحية السعودية، لإلزام البرامج بإضافة مقررات رقمية.

5-التعاون بين كليات الطب وكليات الحاسب لتقديم مقررات مشتركة.

6-استضافة ورش عمل دورية للأطباء والطلاب بالشراكة مع الشركات التقنية.

7-إطلاق منصات تعليم رقمي طبي وطني تدمج المحتوى السريري بالتقني... ، إن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي لا يعني إنتاج أطباء مبرمجين، بل أطباء مثقفين تقنيًا قادرين على فهم آليات عمل الخوارزميات، وتقييم جدواها، وتطبيقها بوعي أخلاقي وإنساني. هذا الدمج هو مستقبل الطب، وشرطه الأول هو التغيير الجذري في الفلسفة التعليمية ذاتها.

بقلم وليد أبو ملحه: الطب في عصر الذكاء الاصطناعي تحول جذري أم شراكة تكاملية

نقلا عن الوطن السعودية

تم نسخ الرابط