الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 الموافق 24 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

أورسولا ديرلاين.. الوزيرة الوحيدة التي عملت باستمرار مع حكومات ميركل

الجمعة 12/فبراير/2021 - 02:32 م
هير نيوز

من قاعات مجالس إدارة الشركات إلى ساحات العمل السياسي، أصبحت النساء جزءًا أساسيًا من عملية اتخاذ القرار في جميع المجالات، وقد لا تزال الفجوة في الأجور قائمة بين الرجال والنساء، وحتى أكثر من ذلك بين المجموعات العرقية المختلفة، ولكن اصبح هناك المزيد من النساء في مجال السياسة، وأصبحن أكثر قوة وتأثيرًا من ذي قبل.

ونلقى الضوء على واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في العالم لعام 2020، وهي أورسولا ديرلاين، وأول سيدة تنتخب رئيسة للمفوضية الأوروبية منذ نوفمير 2019.

أورسولا جيرترود فون ديرلاين، سياسية ألمانية، من مواليد 8 أكتوبر 1958، وُلدت ونشأت في بروكسل، بلجيكا، هى من سلالة البارون "لودفيج كنوب"، وهو تاجر قطن من مدينة ولاية بريمن وأحد رجال الأعمال الأكثر نجاحا في القرن الـ 19، وابنة إرنست ألبرشت، وهو سياسي بارز في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي والمسؤول السابق في المفوضية الأوروبية (كمدير عام من 1969)، وأحد أوائل موظفي الخدمة المدنية الأوروبيين، وكذلك لفترة طويلة رئيس وزراء ولاية سكسونيا السفلى، وشقيقها هو رجل الأعمال هانز هولجر ألبرخت.

درست أورسولا ديرلاين في المدرسة الأوروبية حتى عام 1971، ثم انتقلت إلى هانوفر في أواخرعام 1971 بعدما أصبح والدها الرئيس التنفيذي لشركة بالزن، ثم دخل وانخرط في سياسة ولاية سكسونيا السفلى، ليصبح رئيس وزرائها في عام 1976، وعاشت في لندن أواخر سبعينيات القرن العشرين.

أصبحت طالبة اقتصاد في جامعة جوتينجن، في عام 1977، وسرعان ما انتقلت إلى مونستر ثم كلية لندن للاقتصاد، وفي أثناء دراستها في لندن في عام 1978، استخدمت الاسم المستعار "روز لادسون"، وهو اسم أم جدتها الأمريكية من تشارلستون، لأنه كان ينظر إليها كهدف محتمل للإرهاب اليساري جناح ألمانيا الغربية.

وكان "روزي" لقبها منذ الطفولة، وفي عام 1980، تحولت لدراسة الطب، وبعد ذلك التحقت بكلية الطب في هانوفر، حيث تخرجت في عام 1987 بعد سبع سنوات، تخصصت في صحة المرأة، ومنذ عام 1988 إلى عام 1992، عملت كطبيب مساعد في العيادة النسائية في كلية هانوفر الطبية، ومن عام 1998 إلى عام 2002، كانت أحد أعضاء هيئة التدريس في قسم علم الأوبئة وبحوث الطب الاجتماعي والنظام الصحي في كلية الطب في هانوفر، حيث حصلت في عام 2001 على درجة الماجستير في الصحة العامة.

تزوجت من زميلها الطبيب هايكو فون ديرلاين، ومن عام 1992 إلى عام 1996، بعد ولادة توأمين، كانت ربة منزل، في حين كان زوجها عضو هيئة التدريس في جامعة ستانفورد، وعاشت لمدة أربع سنوات في ستانفورد، كاليفورنيا، في الوقت الذي كان فيه زوجها في هيئة التدريس بجامعة ستانفورد، عادا إلى ألمانيا في عام 1996، وكانت تتحدث باللغتين الألمانية والفرنسية كلغة أم، فضلا عن اللغة الإنجليزية.

انخرطت في السياسة المحلية في منطقة هانوفر في أواخر التسعينيات، وانضمت لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عام 1990، وأصبحت ناشطة في السياسة في عام 1999، ودخلت السياسة المحلية في عام 2001 في منطقة هانوفر، وتم انتخابها فى عام 2003 فى "برلمان ساكسونيا السفلى" في انتخابات الولاية، لتصبح وزيرة على مستوى الولاية حتى 2005، وخدمت في حكومة كرستيان فولف، مسؤولة عن الشؤون الاجتماعية والمرأة والأسرة والصحة، وكانت جزء من المجموعة التي تم تعيينها من قبل زعيمة المعارضة في ذلك الحين ورئيسة الاتحاد الديمقراطي المسيحي أنجيلا ميركل لصياغة مقترحات بديلة لإصلاح نظام الرعاية الاجتماعية ردا على مشروع المستشار جيرهارد شرودر المسمى "أجندة 2010" لجنة هيرتسوج، وأوصت بمجموعة شاملة من مقترحات الإصلاح بما في ذلك بين أمور أخرى، فصل أقساط الرعاية الصحية والتمريض من مدخول الناس وفرض مبلغ مقطوع شهريا في جميع المجالات بدلا من ذلك.

شغلت العديد من المناصب الرفيعة منها، حقيبة الأسرة والضمان الاجتماعي في حكومة الظل التي شكلتها أنجيلا مركيل قبل انتخابات 2005، وقادت وفد الاتحاد الديمقراطي المسيحي- الاتحاد الاشتراكي المسيحي في الفريق العامل المعني بوضع سياسة الأسرة؛ ومن بعدها تم تعينها بمنصب وزيرة اتحادية لشؤون الأسرة وكبار السن والنساء والشباب في حكومة ولاية ساكسونيا السفلى من 2003 إلى 2005، ثم انضمت إلى الحكومة الاتحادية، في عام 2005، أولًا كوزيرة لشؤون الأسرة وكبار السن والمرأة والشباب من عام 2005 إلى عام 2009، ثم كوزيرة للشؤون الاجتماعية والعمل من عام 2009 إلى عام 2013.

في الانتخابات الاتحادية لعام 2009، أنتخبت أورسولا إلى البرلمان الألماني البوندستاج، ممثلة الدائرة الانتخابية الـ42 من هانوفر، جنبا إلى جنب مع إديلجارد بولمان من الحزب الديمقراطي الاجتماعي، في المفاوضات لتشكيل الحكومة الائتلافية بعد الانتخابات، قادت وفد حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي - الاتحاد الاجتماعي المسيحي في الفريق العامل المعني بوضع السياسة الصحية؛ شاركها رئاسة الفريق فيليب روسلير من الحزب الديمقراطي الحر، وأعيد تعيينها وزيرة للعائلة، ولكنها في 2009 خلفت فرانتس يوسف يونج بمنصب الوزيرة الاتحادية للعمل والشؤون الاجتماعية.

وخلفت توماس دي ميزير كوزيرة للدفاع في عام 2013، وأعلنت استقالتها كوزيرة للدفاع في 15 يوليو 2019، وهي الوزيرة الوحيدة التي عملت باستمرار في حكومات أنجيلا ميركل منذ أن تولت منصبها عام 2005، كانت تُعتبر في السابق منافسًا رئيسيًا لخلافة ميركل كمستشارة ومرشحة مفضلة لمنصب الأمين العام لحلف الناتو.

وتحت قيادة أورسولا فون دير لاين، وافق البرلمان الألماني على خطط الحكومة في أوائل 2016 لإرسال ما يصل إلى 650 جنديا إلى مالي، وتعزيز وجودها في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، وكانت أول وزير دفاع أوروبي يزور وزير الدفاع جيمس ماتيس في وزارة الدفاع الأمريكية.

اعتبرت في البداية الأوفر حظا لترشيحها من قبل الأحزاب الحاكمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي- الاتحاد الاجتماعي المسيحي لانتخابات رئاسة ألمانيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2010، ولكن تم اختيار كريستيان فولف في نهاية المطاف كمرشح الطرفين، وذكرت وسائل الإعلام في وقت لاحق أن ترشيح فولف جاء بمثابة ضربة لميركل، التي تم حظر اختيارها لأورسولا من قبل رؤساء وزراء الولايات الأكثر محافظة من كلا الحزبين.

وتم اقتراح أورسولا فون دير لاين من قبل المجلس الأوروبي في 2 يوليو 2019، كمرشحة لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية، وبالفعل تم انتخابها من قبل البرلمان الأوروبي في 16 يوليو بأغلبية طفيفة.

نالت عضوية عدد من المؤسسات منها عضو مجلس الأمناء بمبادرة Total E-Quality، وعضو مجلس الأمناء بالمنتدى الاقتصادي العالمي، وعضو مجلس الأمناء لكأس العالم لكرة القدم للسيدات 2011.

اشتهرت بكونها أول امرأة تتولى منصب وزيرة الدفاع في ألمانيا فى الفترة من 2013 إلى 2019، وأول سيدة تنتخب رئيسة للمفوضية الأوروبية منذ نوفمير 2019 وحتى الآن، وخلال فترة عملها وزيرة للدفاع، دعت إلى زيادة الإنفاق العسكري من أجل تحسين حالة نظام الدفاع في ألمانيا. وتعد واحدة من ثلاثة وزراء فقط استمروا مع ميركل منذ توليها المستشارية في عام 2005.

ads