«المرأة العاملة في عيون الرجال».. قيادات ناجحات.. وآخرون: «بيوتهم أولى بيهم»
لماذا لا يثق الرجال في تولي المرأة المناصب القيادية، وخاصة في مجال السياسية؟، سؤال يفرض نفسه دائمًا، داخل مجالات العمل المُشترك، وتُعاني منه السيدات، وخاصة في محافظات الوجه القبلي (الصعيد)، فتتعرض المرأة لضغوط شديدة إذا قُدر لها وتولت منصب قيادي وكان من بين مرؤسيها رجال، أو إذا ترشحت المرأة لمجلس النواب في هذه المحافظات.
قال أحمد رفاعي عطيتو، مدير إدارة المكتب الفني بالاتصال السياسي بمحافظة الجيزة: "إن تأهيل الرجل يختلف عن تأهيل المرأة، فالمرأة خُلقت للمنازل، فهي تُجيد قيادته بتقدير امتياز".
وأضاف لـ«هير نيوز» أن الرجل على عكس ذلك، فهو لا يستطيع قيادة المنزل، ويفشل في قيادته؛ لأنه غير مؤهل لذلك، والدليل على ذلك، ما ذكر في كتاب الله تعالي "وقرن في بيوتكن".
وأرجع مدير المكتب الفني السبب في عدم ثقة الرجال في قيادة المرأة، لأن عواطفها جياشة، والعواطف لديها تغلب على العقل، ولذا وضع الله العصمة في يد الزوج ولم يضعها في يد المرأة، لأن الرجل يحكم عقله قبل أي تصرف، ولو كان العكس، كانت تعرضت أكثر البيوت للخراب وتفكك شمل الأسر.
وعاد مدير المكتب الفني يؤكد أن الرجال قوامون على النساء أن ذلك ليس تقليل من شأن المرأة، بل هو تعظيم من شأنها، فهي التي تنجب الرجال، وهى التي تُربي الرجال، وهي مصنع الرجال، والذي لا يقدر قيمة المرأة فلا يستحق أن يُطلق عليه رجل.
خالفه الرأي أشرف عبد الفتاح محمود، وكيل إدارة الطلبة بالاتصال السياسي بمحافظة الجيزة، قائلاً: إن المجال مفتوح أمام المرأة لتولي المناصب القيادية.
وأضاف لـ«هير نيوز»: "أنا واثق في قيادة المرأة للرجال ثقة عمياء، والأمثلة على نجاح المرأة في توليها المناصب القيادية كثيرة، وواضحة منذ أقدم العثور، كـ "السيدة خديجة" و"رابعة العدوية" التي كانت تقود الرجال وأيضًا السيدة أنجيلا ماركل في دولة ألمانيا.
ولكن حدد وكيل إدارة الطلبة شروط لتولي المرأة المناصب القيادية، وهي أن تتوافر لديها مجموعة من السمات، هى أن تكون ذات دين وخلق وخبرة وإدارية وتقوى.
نادية إبراهيم، مدير إدارة بناء وتنمية القرية، ترى أن الأولوية للأصلح القادر على تلبية الاحتياجات، لمن يتمتع بإمكانيات و قدرات، ويستطيع إثبات وجوده ويفرض نفسه بأعماله وخدماته التي يقدمها لمرؤسيه، ولا يوجد فارق بين قيادة المرأة والرجل.
تحيزت الدكتورة وفاء على عبد الجليل، مدير مركز تدريب صحة المرأة، لتولي المرأة المناصب القيادية واعتبرت أن المرأة توجد أمامها فرصة جيدة في الوصول للمناصب القيادية، لأن المرأة إنسانة متطورة وتنمي قدراتها باستمرار، وتطلع على كل ماهو جديد، فضلاً على أن لديها صبر وقدرة على مواصلة العمل دون كلل أو ملل، بخلاف الرجل.
وعن ردها لو اتيحت لها الفرصة للاختيار بين رجل وامرأة لتولي مناصب قيادية، فقالت: "لا أضع وجهة نظر مسبقة، وإنما لي عقل يمكنني من التمييز بين الجيد والغير جيدًا، فإذا استشعرت جيدًا من أي من الخيارين، سأنحاز له ولكن إذا تساوت الكفاءات، فستكون الأفضلية للمرأة.
وأشارت إلى وجود عدد من المشكلات تواجه المرأة العاملة من بينها مواعيد العمل نفسها، التى قد تتعارض في كثير من الأحيان مع شؤون بيتها، وأيضًا بعد مكان العمل عن منزل السيدة العاملة، والتي يستغرق منها وقت وجهد كبيرين.
وأكدت الدكتورة وفاء، أنه لا توجد أفضلية لرجل على امرأة، فمثلما الرجل يستطيع إنجاز مهام مختلفة هي أيضًا تستطيع، ولكن الإشكالية في أن الرجل لديه وقت أكبر من السيدة، فهو شبه متفرغ للعمل فقط، ولديه أيضًا حرية في التأخير خارج المنزل لساعات متأخرة من الليل دون إلقاء أى لوم عليه من أسرته أو من المجتمع.
وعادت الدكتورة وفاء لتوكد أن القيادة هي قدرات سواء لدى الرجل أو لدى المرأة، ولا تتوقف على النوع بمعنى أنه من الممكن أن تكون سيدة ولديها قدرات عالية، وتتمكن من إجراء جولات ميدانية ناجحة وتحقيق ناجحات، تفوق أي رجل ومن الممكن العكس، أيضًا.