رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

رمضان في موريتانيا | حلق الشعر وبخور لطرد الأرواح الشريرة

هير نيوز

ينظر شعب موريتانيا مثل غيرهم من الشعوب الإسلامية إلى شهر رمضان المبارك بالكثير من التقدير والتقديس، ويستقبلونه بمزيد من الحفاوة والترحاب.

ويتهيأ أهل موريتانيا لاستقبال شهر رمضان ويحرص الناس فيه على إخراج الصدقات، وصلات الأرحام، كما ينتظره الأغنياء والموسرون بزكواتهم طلبا لمضاعفة الأجر والثواب.

ويختص رمضان بالكثير من الشعائر والطقوس الدينية والعرفية التي قد لا ينفرد بها الكبار دون الصغار.

ولتهيئة الصغار والمراهقين للمشاركة في "أجواء" رمضان يتم حلق رؤوس الأطفال في مستهل الشهر الكريم تيامنا وتبركا، وعادة ما تستمر هذه العادة مع الأطفال حتى سن العاشرة من أعمارهم، كما يلزم الأطفال بإعادة ختم القرآن عدة مرات خلال شهر رمضان.

أغلال الشياطين

وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان أو ليلة القدر كما يطلق أهل موريتانيا عليها تحتل مكانة خاصة في المخيلة الشعبية، وينسج حولها الكثير من الروايات التي يمتزج فيها الخيال بالحقيقة والواقع بالأسطورة، ففيها يختمون القرآن وتمثل تلك المناسبة خصوصا لدى بعض أهل القرى والأرياف فرصة لإحضار أوانيهم وملابسهم حتى ينفث لهم إمام التراويح فيها بعد انتهائه من ختم القران ودعائه، ويحرص بعضهم على إحضار "حفنة" من تراب المسجد ينفث فيها الإمام، وتحتفظ بها الأسرة لتحصين وتعويذ أبنائها ضد الأرواح الشريرة.

ويعتقد الموريتانيون -استنادا لنصوص شرعية- أنه في تلك الليلة أيضا يفرج عن الشياطين بعد تصفيدهم طيلة شهر رمضان المبارك، لذلك يحرص بعضهم على إيقاد نوع خاص من البخور (الفاسوخ، أو آمناس) في كل جوانب البيت ونواحيه، اعتقادا منهم أنه يطرد الشياطين، كما يتم الاحتفاظ بالأطفال داخل البيوت خوفا عليهم من تأثير الشياطين "المتحفزة" في تلك الليلة لإلحاق الضرر بالبشر.

ويبقى رمضان في موريتانيا إلى ذلك فرصة للعبادة والتعلم وبذل الخير للناس، كما هو في نفس الوقت فرصة لتبادل الزيارات بين الأرحام والجيران، وتصفية ما علق من مشاكل وخصومات.

وعلى الصعيد الرسمي تقوم الدولة بإرسال عشرات الشاحنات المحملة بالتمور والأرز والقمح والسكر والحليب والزبدة وغيرها من المواد الاستهلاكية إلى مختلف أنحاء البلاد، ليتم توزيعها في المساجد على الصائمين لتساعد في وجبات الإفطار.

وتشرف الجمعيات والمؤسسات الخيرية على توزيع الأطعمة والأغطية على المرضى في المستشفيات، كما يتم تقديم مساعدات مادية لسكان البوادي والمناطق النائية.

وللموريتانيين عادات وتقاليد في شهر رمضان؛ منها الاستماع إلى صلاة التراويح منقولة على الهواء مباشرة من الحرمين، ولا عجب في ذلك، إذ ثمة فرق في التوقيت بين مكة وموريتانيا يصل إلى ثلاث ساعات، وهم يحسبون أن في ذلك تعويضًا روحًيا عن أداء مناسك العمرة وزيارة المسجد النبوي في هذه الفترة... وينهمك بعضهم في تسجيل أشرطة عن الصلاة في الحرمين، ويتباهون في تقليد قراءة الشيخين: علي الحذيفي، وعبد العزيز بن صالح.

ومن عادات الموريتانيين في مجال العبادة المثابرة على قراءة كتب التفسير في المساجد والبيوت، كما تُنظَّم بعض الحلقات لتدريس كتب الحديث، ولا سيما صحيحي البخاري ومسلم. ويتولى أمر هذه الدروس عادة أئمة المساجد، أو رجال الدعوة، أو طلبة العلم الذين ينشطون خلال هذا الشهر المبارك.

ولا يزال الناس هناك يحافظون على سُنَّة السحور، ومن الأكلات المشهورة على طعام السحور ما يسمى عندهم (العيش) وهو (العصيدة) عند أهل السودان.

تم نسخ الرابط