«كريستين لاجارد».. فرنسية تُخطط لـ مستقبل العالم المالي

الأربعاء 10/فبراير/2021 - 04:45 م

رضا يوسف

حظيت "كريستين لاجارد" بموهبة استثنائية وخبرة واسعة وفرت لها قيادة بالغة القيمة لكبرى المؤسسات الاقتصادية والحيوية بالعالم، في ظل وقت حرج بالنسبة للاقتصاد العالمي، فكانت من أوائل النساء في تقلد تلك المناصب الحساسة، لتكون امرأة على قدر المسؤولية، اتسمت إدارتها بالشفافية والمصداقية، فنجحت في ترك بصمها يتذكرها تاريخ المال في العالم الأوروبي.

وتُعد "كريستين لاجارد"، أول امرأة تتولى رئاسة صندوق النقد الدولي وأفضل وزير للمالية في منطقة اليورو.

كريستين مادلين أوديت لاجارد، سياسية ومحامية فرنسية، ولدت في 1 يناير 1956، في الدائرة التاسعة في باريس، لعائلة تعمل في التدريس، كان والدها، روبرت لالويت، أستاذًا للغة الإنجليزية؛ وكانت والدتها نيكول كاري مدرّسة آداب لاتينية ويونانية وفرنسية، وقضت لاجارد وإخوتها الثلاثة، وجميعهم أصغر منها سنًا، طفولتهم في لوهافر، ثم التحقت بمدرسة فرانسوا حيث كان يدّرس أبوها، ومدرسة كلود مونيه في فترة المراهقة، متزوجة من ويلفريد لاجارد، ولديها ابنان بيير هنري لاجارد، توماس لاجارد، وحصلت على شهادتها الجامعية من جامعة لوفان الكاثوليكية.

كانت "لاجارد" عضوًا في الفريق الوطني الفرنسي للسباحة المتزامنة بعد أن حصلت على الشهادة الثانوية سنة 1973، ذهبت في منحة الخدمة الميدانية الأمريكية إلى مدرسة هولتون آرمز في بيثيسدا، ماريلاند، وتدربت في كابيتول الولايات المتحدة كمساعدة للنائب ويليام كوهين، إذ ساعدته على مراسلة الناخبين الناطقين بالفرنسية في ولاية مين الشمالية، وتخرجت من جامعة غرب باريس نانتير لاديفونس، حيث حصلت على درجة الماجستير في اللغة الإنجليزية وفي قانون العمل والقانون الاجتماعي، وهي أيضًا حاصلة على درجة الماجستير من معهد الدراسات السياسية آكس أون بروفانس، وترأست مجلس إدارة المعهد منذ عام 2010، كما استعدّت لامتحان القبول في المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا، ولكنها لم تتمكن في نهاية المطاف من الالتحاق بها.

تقلدت عدة مناصب وزارية عليا في حكومة فرنسا، فكانت وزيرة المالية والشؤون الاقتصادية والصناعية خلال الفترة من 2007-2011، ووزيرة الزراعة والصيد فى عام 2007 في إطار حكومة فرنسوا فيون، ثم انضمت إلى وزارة فرنسوا فيون كوزيرة للمالية والشؤون الاقتصادية والصناعية، وكانت العضو الوحيد في السلك السياسي الفرنسي الذي أدان التصريحات العنصرية التي أدلى بها جان بول جورلين في عام 2010، ووزيرة التجارة خلال الفترة من 2005-2007، كما شغلت منصب رئيس صندوق النقد الدولي ومديره العام في الفترة بين يوليو 2011 ونوفمبر 2019، ثم رئيسة للبنك المركزي الأوروبي منذ نوفمبر 2019، لكنها دائمًا ما تعطي الأولوية، بوصفها وزيرة التجارة الفرنسية، حيث فتحت أسواق جديدة لمنتجات البلاد، مع التركيز على قطاع التكنولوجيا، وفي 18 مايو 2007.

حظى ترشيحها لرئاسة صندوق النقد الدولي لخلافة دومينيك ستراوس كان بعد استقالته في 25 مايو 2011، بدعم حكومات بريطانيا والهند والولايات المتحدة والبرازيل وروسيا والصين وألمانيا، وفي 28 يونيو 2011، انتخب مجلس إداراة صندوق النقد الدولي "لاجارد" لتكون المدير العام، وأثنى المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي عليها لكونها من ذوي الكفاءات العالية، وتم اتخاذ قرار بالإجماع لتقلدها المنصب، لتكون أول امرأة تُنتخب رئيسة لصندوق النقد الدولي.

وجاء قرار تعيينها مديرًا عامًا جديدًا لصندوق النقد الدولي، في 28 يونيو 2011، لفترة خمس سنوات، لتحل محل دومينيك ستراوس، وكان يُعتبر تعيينها التعيين الحادي عشر على التوالي لتولي شخصية أوروبية رئاسة صندوق النقد الدولي، ثم أُعيد انتخابها بتوافق الآراء لفترة ثانية مدتها خمس سنوات فى 5 يوليو 2016، باعتبارها المرشحة الوحيدة للمنصب، وفي عام 2018، صنفتها مجلة فوربس في المرتبة الثالثة في قائمة أكثر 100 امرأة نفوذًا في العالم.

تُعتبر أول امرأة تتولى منصب وزير مالية في اقتصاد دول مجموعة الثمانية، وكانت المرأة الوحيدة في عام 2019، وهي أول امرأة تتولى رئاسة البنك المركزي الأوروبي أو صندوق النقد الدولي، وبصفتها محامية مرموقة في مجال مكافحة الاحتكار وقانون العمل، كانت أول رئيسة لكبرى شركات القانون الدولي، بيكر أند ماككينزي، وذلك في الفترة بين عامي 1999 و2004. في 16 نوفمبر 2009، وصنفتها صحيفة فاينانشيال تايمز كأفضل وزير للمالية في منطقة اليورو.