«ليست للدلع وقصص الحب».. نصائح مُهمة في فترة الخطوبة لضمان «زواج سعيد»

الأربعاء 10/فبراير/2021 - 06:51 ص

رندا ثروت

فترة الخطوبة فترة لا يُحسن استغلالها بعض الفتيات ويتأثر بما روجت له الدراما بأنها الفترة التي تكون مليئة بالحب والرومانسية متجاهلات بأنها الفترة الأهم لمعرفة مدى التوافق بينهما.

وكشفت استشاريات بمجال العلاقات الأسرية، لـ«هير نيوز» طبيعة تلك المرحلة، وكيف يمكن للفتيات استغلالها بشكل صحيح، لعدم الوقوع في المشاكل بعد إتمام الزواج.

- أهداف فترة الخطوبة

في البداية أشارت الدكتورة زينة زايد استشاري العلاقات الإنسانية وتعديل السلوك إلى أهمية تغيير المعتقدات الخاصة بفترة الخطوبة، فقالت: "لابد أن نخرج من فكرة المعتقد السائد بأن فترة الخطوبة "اتعملت للدلع وقصص الحب والمشاعر"، فالخطوبة "اتعملت لشيء آخر، وعلى الفتيات ألا يتأثرن بما يعرض في الدراما التركية والهندية، فالخطوبة هدفها التعارف والتركيز في تصرفاته وردود أفعاله وعلاقته بأهله وبكِ، فعلى كل فتاة أن تُدرك أهمية تلك الفترة التي سيترتب عليها حياتها القادمة".

وعن أهم الصفات التي نصحت بها الفتيات عند اختيار شريك حياتها، أوضحت أن هناك بعض الأشياء التي لو لاحظتها الفتاة أثناء فترة الخطوبة عليها أن تحذر منها، فحين تجد أن خطيبها في وقت الخلاف لا يراعي الاحترام بينهم ويردد عبارات مثل "أصل أنتِ السبب – أنتِ نرفزتيني"، فهذا مؤشر بأنه إذا لم يحترمكِ في تلك الفترة لن يحترمكِ بعد ذلك، الأمر الثاني الإزدواجية فقد يكون شخص يظهر أنه متدين في كل شيء ثم نجده يتجاوز أو يكون شخص سباب.

وحذرت من الشك أيضًا، قائلة: نجد الشخص دائمًا يُبدي شكه اتجاه تصرفات خطيبته ويقول: "أنتِ فين كنتِ بتعملي إيه"، ونحن كسيدات نستطيع التفرقة بين الشك والاهتمام، كذلك عدم قدرته على الاعتراف بأخطائه، وأخيرًا الهروب من المسوؤلية أحيانًا الظروف تمنعنا من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ولكن لابد من وجود مبررات مقنعة، ولكن حين يبرر طول الوقت ويُعلل بأسباب غير منطقية فالأمر هنا يختلف، هذه أبرز الصفات التي وجدت في الشريك على الفتاة أن تحذر منها".

وفي حالة فسخ الخطبة وآثارها النفسية على الفتاة، أكدت أنه من الطبيعي أن تشعر الفتاة حين فسخ خطبتها ببعض الألم النفسي، قائلة: إن أول مشاعر تمر عليها هي مشاعر الحزن والغضب ثم تسيطر على بعضهن مشاعر الخوف من الوحدة، ولابد من الإشارة أن تلك المشاعر طبيعية، وعليها أن تفرغ طاقة الغضب تلك في الكتابة ثم تعود وتقرأ ما كتبته، وتشغل كل جوانب الفراغ في حياتها حتى لا يسيطر عليها العقل اللاواعي، وعليها أن تحيط نفسها بالأشخاص الداعمين لها.

- الحياة ليست وردية

وأوضحت أخصائي الدعم النفسي والإرشاد الأسري والتربوي دعاء فهمي محمد قائلة: "أن المقبلين على الارتباط عليهم أن يدركوا أن الزواج مسؤولية كبيرة، فالحياة ليس كما يعتقد الأشخاص الحالمون أنها وردية، لذا حين تقدم الفتاة على خطوة الارتباط لابد من التوازن بين قلبها وعقلها في عملية اختيار من ترتبط به.

وعن أبرز النصائح التي تقدمها للفتيات، أوضحت أن هناك بعض الأمور التي يجب أن نحذر منها، فالمبالغة في التوقعات تجاه الشريك وعدم فهم كلا منهما للآخر وتربص كل طرف للآخر وتصيد الأخطاء وعدم الصراحة بينهم، أبرز الأخطاء التي تقع بها الفتاة، كذلك نجد عند الارتباط بعض الفتيات ينسين أهدافهن وطموحاتهن وذاتهن، فهي تقع تحت تأثير العاطفة والإعجاب وتتناسى إعمال العقل، لذا ننصح الفتيات بأن تقدر ذاتها، وأن تدرك أن أهم شيء عند الدخول في أي علاقة هي أن تكون من باب الإضافة بمعنى أنها ستضيف لسعادتي سعادة وليس بسبب الاحتياج، الاحتياج الذي يعبر عن الفقر النفسي ويجعلها تتأثر بأي شيء وهذه أهم نقطة يجب أن نراعيها في تلك المرحلة، لتجنب التعلق بالشخص وحدوث ضغط نفسي عند الانفصال عن تلك العلاقة.

ونوهت بأنه لابد من الاستعانة بالدورات التدريبية الخاصة بتلك المرحلة وقراءة الكتب المتخصصة في ذلك للتعرف على الفرق بين عقليتي وعقليته.

أما الدكتورة سلمى عادل المعداوي، استشارية أسرية وتربوية قالت: "عند ارتباط الفتاة يجب أن تراعي وجود التوازن والتكافئ الفكري ووجود أشياء مشتركة بينهم، فأنا انتقد الفتيات التي تقول بأن هناك أشياء لا تظهر في فترة الخطوبة لأن بنسبة 70% تراها وتتقبلها وتتغاضى عنها، كذلك كلمة "مع الوقت هيتغير" من الكلمات التي بسببها بيوت كثيرة خربت".

وتابعت، "لكي نحظى بعلاقة جيدة في فترة الخطوبة على الطرفين أن يفخرا ببعضهما وهناك شيء يعاني منه هذا الجيل هي أن تكون الفتاة دارسة نفسها ومدركة لما تحتاجه وعدم دراسة الفتاة لنفسها يجعلها تشعر أن تلك الفترة أشبه بالنفق الطويل".

- لا تبحثي عن المثالية

وعن أبرز ما تحذر منه الفتيات، أكدت أن البحث عن الكمال والمثالية يهد أي علاقة، وبدلًا عن البحث عن المثالية يجب محاولة التأقلم مع طباع الشريك عن حب وليس بالإكراه، كذلك بعض الفتيات تقول "أنا اتشدت ليه أوي"، وأرى أن أي علاقة تبدأ بتلك الجملة بتنتهي بالفشل، فهذا يجعلها لا تدرس الشخصية جيدا وتتسرع في الحكم عليها، لذا لابد إعمال القلب والعقل معًا، فلا يجوز أن يسود أيا منهما على الآخر بل لابد من التوازن بينهم ".

وعند تعرض الفتاة لتجربة فسخ الخطوبة، قالت: "فسخ الخطوبة سيترك أثرا نفسيًا بسيطًا ويختلف من فتاة لآخر حسب طبيعة نشأتها، فالفتاة التي لديها في أسرتها مشاكل أسرية وضغوط حين ترتبط بشخص تتعلق به وستتأثر به جدًا".

واختتمت: "يجب أن يكون في مصر منظومة جديدة في إختيار شريك الحياة من خلال إنشاء مركز كبير لتأهيل الفتيات والشباب لاختيار الشريك المناسب، فنحن نتعلم كثيرًا في المدرسة إلا مهارات إدارة الحياة ومهارات اختيار شريك الحياة، فهذه الأمور لابد من تعلمها في سن مُبكر".