«رحيق الآلهة».. حليب الأم وعلاج إصابات العين: دراسة جديدة تكشف فوائد مذهلة
السبت 08/فبراير/2025 - 05:14 م
![هير نيوز](/upload/photo/news/11/0/800x450o/844.jpg?q=3)
محمد عطيفي
في اكتشاف طبي مثير، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة كولورادو أن حليب الأم البشري قد يساعد في تسريع شفاء جروح القرنية.
جاء هذا البحث بعد أن لاحظ أطباء العيون استخدام بعض الأمهات لحليب الثدي لعلاج إصابات العين لدى أطفالهن، مما أثار التساؤلات حول الفوائد الطبية المحتملة لهذه الممارسة القديمة.
القصة وراء البحث
قبل سنوات، تلقت الدكتورة إيميلي ماكورت، أستاذة طب العيون بجامعة كولورادو، ملاحظة غير متوقعة من إحدى الأمهات، حيث أخبرتها بأنها استخدمت حليبها الطبيعي بدلاً من مرهم طبي لعلاج إصابة قرنية طفلها.
هذه الملاحظة دفعت ماكورت إلى التفكير في مدى تأثير حليب الأم على صحة العين، خاصة أن العديد من الأهل يستخدمونه تقليديًا لعلاج انسداد القنوات الدمعية والطفح الجلدي.
دراسة علمية لاستكشاف التأثير
بالتعاون مع الدكتور مارك بيتراش، الأستاذ الفخري في طب العيون، بدأ فريق من الباحثين في جامعة كولورادو دراسة أثر حليب الأم على التئام جروح القرنية.
وأظهرت نتائج البحث أن القرنية المصابة التي تم علاجها بحليب الأم أظهرت تحسنًا ملحوظًا في إعادة الظهارة (جزء من عملية التئام الجروح)، مقارنة بالعلاجات التقليدية مثل المحلول الملحي أو الأدوية الموصوفة.
آلية التئام القرنية بحليب الأم
أظهرت الدراسة أن العيون التي عولجت بحليب الثدي احتوت على مستويات أعلى من بروتين Ki67، وهو مؤشر على انقسام الخلايا وتكاثرها.
هذا يشير إلى أن حليب الأم قد يعزز قدرة القرنية على التجدد والإصلاح، وهو أمر بالغ الأهمية للوقاية من الالتهابات والمضاعفات المحتملة بعد إصابات العين.
مقارنة بين حليب الأم ودموع المصل
يُعتقد أن حليب الثدي يحتوي على مكونات مشابهة لدموع المصل، وهو علاج يتم استخلاصه من دم المريض ويستخدم لعلاج حالات جفاف العين الشديد وأمراض العيون الالتهابية.
يحتوي كلاهما على البروتينات وعوامل النمو التي تساعد في تحفيز عملية الشفاء الطبيعية للعين.
التاريخ الطبي لحليب الأم
لطالما اعتبر حليب الأم "إكسيرًا علاجيًا" عبر التاريخ، حيث أطلق عليه المصريون القدماء «رحيق الآلهة»، كما استخدمه اليونانيون والرومان لأغراض طبية. حتى في القرن الثامن عشر، كانت هناك تقارير تفيد باستخدامه في إنقاذ الأرواح.
ماذا بعد؟ هل يصبح حليب الأم علاجًا رسميًا؟
رغم النتائج الواعدة، يؤكد الباحثون أنه لا تزال هناك أسئلة كثيرة حول الآلية الدقيقة التي تجعل حليب الأم فعالًا في علاج إصابات القرنية. وتطمح الدكتورة ماكورت إلى تطوير علاج مستقبلي يستند إلى المكونات العلاجية الفعالة في حليب الأم، بحيث يصبح خيارًا معتمدًا في طب العيون.
نصيحة للأهل
بينما تبدو نتائج الأبحاث مشجعة، ينصح الأطباء بعدم استخدام حليب الأم كعلاج بديل دون استشارة طبيب مختص، خاصة في حالات إصابات العين الشديدة التي قد تتطلب تدخلًا طبيًا سريعًا.