هند أبو ضيف تكتب: لقاء الساحران

ينتظر العالم لقاء الساحران اللذان يديران سياسة واقتصاد كوكب الأرض، فهما أصحاب النظريات الاقتصادية والسياسية منذ القرن الماضي، من الرأسمالية إلى الشيوعية والاشتراكية.

فأمريكا، صاحبة اتفاقية "الجات" واتفاقيات التجارة الحرة، تقوم اليوم بدور "الجابي الأعظم للضرائب"، فطالما نادت بتحرير التجارة العالمية ومنع فرض الرسوم الجمركية على السلع، مما أضر بالدول النامية وأغرق أسواقها بالسلع والبضائع، ما جعلها غير قادرة على تنمية صناعاتها وتجارتها.

لكن اليوم، تعاني أمريكا، الدولة العظمى، من تبعات تحرير التجارة وعدم فرض الرسوم الجمركية، فانقلب السحر على الساحر، حيث قام ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول مثل كندا والمكسيك.

العالم يترقب اجتماع الساحرين ترامب وبوتين، فكل منهما يمسك بعصاه السحرية لتغيير واقعه، ولكن من منهما سيتمكن من تحقيق أهدافه؟ فترامب يواجه الاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية للحفاظ على قيمة الدولار، وحل مشكلة التضخم، ووقف المنح والمساعدات العسكرية لأوكرانيا ترشيدًا للإنفاق.

أما بوتين، فيلوّح بعصاه السحرية، آملًا أن يسحر ترامب بأدائه، وينهي الحرب الأوكرانية التي أرهقت الاقتصاد الروسي كثيرًا، لذلك، يسعى لإنهاء هذه الحرب، وكسر العزلة الدولية المفروضة على بلاده، ورفع العقوبات الاقتصادية عنها.

فهل يستطيع الساحران تحقيق أهدافهما؟ هل سيتمكن ترامب خلال اجتماعه مع بوتين من إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية والتخلص من أعباء المساعدات الأمريكية لأوكرانيا؟ وهل سينجح بوتين في كسر عزلته الدولية وتعزيز موقفه محليًا وخارجيًا، بل وربما الاتحاد مع ترامب لمواجهة أوروبا، التي قال عنها بوتين ذات يوم: "ستهز ذيلها عند أقدام ترامب"؟

الأيام القادمة ستكشف لنا أن السياسة حرب باردة، وأن الحرب سياسة ساخنة.