بقلم مريم النويمي: ليس بالماء وحده يبقى الجلد شابا
الأربعاء 08/يناير/2025 - 06:05 م
يُعد الماء المكون الرئيسي لجسم الإنسان إذ يمثل قرابة 70% من كتلته، ومع دخول فصل الشتاء يقل شعور الشخص بالعطش خاصة مع قلة التعرق وقلة النشاط، فيقل معدل شرب الماء خلال اليوم، مما يقلل من إرواء الجسد ويتسبب في الجفاف، فتضطرب أملاح الجسم، ويزداد تركيز الصوديوم، وتتأثر وظائف الكلى، الجهاز الهضمي، القلب، المخ وتختل المناعة ويبهت الجلد، ويفقد مرونته. وحتى لا يلتبس الأمر على الناس، هذا إذا حدث الجفاف بالفعل، نتيجة قلة شرب الماء، أما غير ذلك فلا علاقة للماء بشباب الجلد، وكل ما كنا نسمعه عن دور الماء في الحفاظ على شباب الجلد، ينقصه شيء من التوضيح.
شرب كمية كافية من الماء هو جزء من الروتين الصحي الذي يحافظ على الصحة عامة ومن بينها صحة الجلد، ولكن لا دور له في إخفاء علامات الشيخوخة أو تأخيرها، ولكنه يحسن من مرونة الجلد إذا وصل الإنسان إلى مرحلة الجفاف وأعطى الطبيب محاليل عن طريق الفم أو الوريد لعلاجه، ولكن لتأخير علامات هرم الجلد، يجب الحفاظ على ساعات نوم كافية خلال الليل، عدم التدخين، استخدام كريمات مرطبة وكريم واق من أشعة الشمس، وغذاء صحي، وبالطبع شرب ما يكفي من الماء، ولكن ليس بالماء وحده يبقى الجلد شاباً، بل بنظام صحي متوازن.
الجفاف، قد يؤدي إلى الشعور بالتعب وضبابية في الذهن ويقل التركيز، شرب الماء يساعد في رفع مستوى الطاقة ويساعد في تحسين التركيز، يعزز عمل الأمعاء وسهولة حركتها. أثبتت بعض الدراسات العلمية أن ضرر قلة شرب الماء في الشتاء على القلب والشرايين قد يعادل ضرر السجائر، لأن ذلك يعمل على زيادة نسبة الالتهابات في الجسم والخلايا، ويتسبب في تصلب الشرايين، وعدم انتظام ضغط الدم ودقات القلب، وتؤثر هذه الأعراض في صحة القلب وتزيد من خطورة الإصابة بأمراض قلبية والسكتة القلبية، وكل هذه الأعراض الخطيرة نتيجة قلة شرب الماء في الشتاء والإصابة بالجفاف الشديد. بعض الأبحاث وجدت أن الجفاف قد يرتبط بمشاعر القلق والاكتئاب، لذا فإن الحفاظ على ارتواء الجسم يمكن أن يسهم في تحسين المزاج والتوازن النفسي.
الكليتان مهددتان أيضاً بالجفاف في فصل الشتاء، وينتج عن ذلك تكرار حدوث الالتهابات البولية وتكون الحصوات في الجهاز البولي، مما يهدد وظائف الكلى وسلامتها. ولكن كيف يعرف الإنسان أنه لا يشرب ما يكفيه من الماء، كي يتجنب كل هذه المضاعفات؟
* الشعور بالعطش دليل على عدم حصول خلايا الجسم على كمية الماء والترطيب الكافية.
* تغيير في لون البول ليتحول إلى أكثر تركيزاً.
* الإصابة بالإمساك.
* جفاف الفم ورائحة النفس الكريهة.
* تشققات في البشرة وجفاف الشفاه.
* الصداع المستمر.
* صعوبة في التركيز والانتباه.
* الإغماء في حالات الجفاف الشديدة وتأثر أعضاء الجسم.
* زيادة معدل ضربات القلب.
لتجنب الإصابة بالجفاف يحتاج الرجل البالغ نحو 3.7 لترات من الماء أو السوائل يومياً، بينما تحتاج النساء نحو 2.7 لتر يومياً، بناء على التوصيات العالمية وقيل، 2 لتر تكفي أو ما يعادل 8 أكواب. ولكن حقيقة تختلف كمية الماء التي يحتاجها كل شخص عن الآخر بحسب عدة عوامل مثل: الوزن، السن، الجندر، المناخ الذي يعيش به، ومدى نشاط الشخص.
أخيراً حافظوا على صحتكم في فصل الشتاء، لتكن حياتكم كلها ربيعاً مزهراً.
نقلا عن الوطن السعودية