الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 الموافق 24 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"صاحبة القرار " أنجيلا ميركل.. أقوى امرأة في العالم برقم قياسى

الثلاثاء 09/فبراير/2021 - 11:56 ص
هير نيوز


أصبحت النساء تتمتعن بنفوذ كبير أكثر من أى وقت مضى، فهن تتقلَّدن أعلى المناصب السياسية والاجتماعية، وفُتِحَ المجال أمامهن ، ومُنِحن الحرية الكاملة فى معظم دول العالم، خاصةً بعد إثباتهن قدرتهن على منافسة الرجال فى مختلف الاختصاصات، وتولت العديدٍ من النساء رئاسة بلادهن، أو حكوماتهن، وكان لهن تأثير كبير على نهضة شعوبها واقتصادها، نستعرض خلال السطور التالية إحداهن .. أنجيلا ميركيل ، المستشارة الألمانية.

أنجيلا دوروتيا ميركل، سياسية ألمانية، وعالمة أبحاث سابقة، من مواليد 17 يوليو 1954، في بلدة هامبورج، بألمانيا الغربية، وهي ابنة هورست كاسنر، وتحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية، وشغلت منصب المستشارة الألمانية، وكانت زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) مدة 18 سنة ، حتى 2018.

لديها شقيقين أصغر منها، شقيقها ماركوس كاسنر وهو فيزيائي، وشقيقتها إيرين كاسنر وهي معالجة مهنية، وفي مرحلة الطفولة والشباب، كانت تلقب بين أقرانها باسم "كاسي،" المستمد من اسم عائلتها كاسنر، وكانت من أصل بولندي وألماني، وعام 1977 في سن 23، تزوجت أنجيلا كاسنر طالب الفيزياء "أولريش ميركل" ومنه أخذت اسم العائلة وانتهى الزواج بالطلاق عام 1982، أما زوجها الثاني هو أستاذ فيزياء الكم يواخيم زاور، الذي بقي إلى حد كبير بعيدًا عن أضواء وسائل الإعلام، ليس لديها أطفال.

تعلمت اللغة الروسية بطلاقة، وتم منحها جوائز لكفاءتها في اللغة الروسية والرياضيات، حيث درست ميركل في تيمبلين وفي جامعة لايبزيج، الفيزياء من 1973 إلى 1978، وشاركت ، وهي طالبة، في إعادة بناء المركز الثقافي، وهو مشروع بادر الطلاب فيه إلى إنشاء نادي خاص بهم وإعادة تشكيل المرافق في الحرم الجامعي، ولم يسبق لهذه المبادرة مثيل في ألمانيا الشرقية في تلك الفترة.
وتم السماح لهذا المشروع بالمضي قدمًا بدعم من القيادات المحلية في حزب الوحدة الاشتراكي الألماني، وقد عملت ودرست أنجيلا في المعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية في أكاديمية العلوم من عام 1978 إلى 1990.،بعد أن منحها درجة الدكتوراه عن أطروحتها في كيمياء الكم، عملت كباحثة ونشرت العديد من الأوراق البحثية.

انخرطت "أنجيلا" في حركة الديمقراطية المتنامية بعد سقوط جدار برلين، وانضمت إلى الحزب الجديد الصحوة الديمقراطية، ثم في عقب الانتخابات متعددة الأحزاب الأولى والوحيدة في دولة ألمانيا الشرقية، أصبحت نائب المتحدث باسم الحكومة الانتقالية، قبل إعادة توحيد ألمانيا تحت قيادة لوثار دي مايتسيره. 1990، واندمجت حركة الصحوة الديمقراطية مع الاتحاد الديمقراطي المسيحي لألمانيا الشرقية، الذي بدوره اندمج مع نظيره الغربي بعد اعادة التوحيد.

ودخلت السياسة في أعقاب ثورات 1989، وخدمت لفترة وجيزة كنائبة للمتحدث باسم أول حكومة منتخبة ديمقراطيًا في ألمانيا الشرقية برئاسة لوثر دي مايتسيره في عام 1990، وبعد إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990، تم انتخاب ميركل في البوندستاج عن ولاية مكلنبورج-فوربومرن، وأُعيد انتخابها منذ ذلك الحين، وتم تعيينها بمنصب وزيرة المرأة والشباب في الحكومة الاتحادية تحت قيادة المستشار هيلموت كول في عام 1991.
وبعد ذلك أصبحت "أنجيلا" وزيرة للبيئة في عام 1994، واُنتخبت أيضا لمنصب الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قبل أن تصبح أول امرأة زعيمة لحزب ألماني، وفى نفس العام، رُقيت إلى منصب الوزيرة الاتحادية لشؤون البيئة والسلامة النووية، ما أعطاها الفرصة لتوسيع رؤيتها السياسية ومنصة لبناء حياتها السياسية، باعتبارها واحدة من أصغر الوزراء في مجلس الوزراء.

كانت عضوًا في الشباب الألماني الحر، حركة الشباب الرسمية التي يرعاها حزب الوحدة الاشتراكي الحاكم، وعضوا في أكاديمية العلوم،وعضوا في FDJ أمانة وإدارة منظمة "agitprop" ، وفي 2005، تولت أنجيلا ميركل منصب مستشارة ألمانيا، وذلك بعد الانتخابات الاتحادية العسيرة التي أسفرت عن الائتلاف الموسع مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب، وأُعيد انتخاب حزبها عام 2009 مع زيادة عدد المقاعد، وتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية مع الحزب الديمقراطي الحر في انتخابات 2013، وفي انتخابات 2017 قادت ميركل حزبها للفوز للمرة الرابعة.

وفي الانتخابات الاتحادية عام 2009، حصل حزبها على أكبر حصة من الأصوات، وكانت قادرة على تشكيل حكومة ائتلافية بدعم من الحزب الديمقراطي الحر (FPD)، لكنها لم تُقدم على هذه الخطوة، وفي الانتخابات الاتحادية عام 2013، فاز حزب ميركل بشكل ساحق بنسبة 41.5٪ من الأصوات وشكل الإئتلاف الحكومي الثاني الكبير مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

وشغلت منصب رئيسة للمجلس الأوربي في عام 2007، وترأست مجموعة الثماني، وهي ثاني امرأة تشغل هذا المنصب، ولقد لعبت ميركل دورًا رئيسيًا في مفاوضات معاهدة لشبونة وإعلان برلين، وكان الهدف منهما تعزيز العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي.

ولعبت"أنجيلا" دورًا حاسمًا في إدارة الأزمة المالية على المستوى الأوروبي والدولي، ودائماً ما كان يشار إليها باسم "صاحبة القرار" في السياسة الداخلية، وإصلاح نظام الرعاية الصحية، والمشاكل المستقبلية المتعلقة بتطوير الطاقة ومؤخرًا نهج حكومتها بخصوص أزمة المهاجرين، حيث كانت هذه هي القضايا الرئيسية خلال قيادتها للمستشارية.

وركزت السياسة الخارجية لميركل على تعزيز التعاون الأوروبي واتفاقات التجارة العالمية، وتم وصفها على نطاق واسع بـ " حاكم الأمر الواقع" لزعامة الاتحاد الأوروبي، في جميع مناحي حكمها كمستشارة.

ودعمت أنجيلا ميركل برنامج جوهري لإصلاح الاقتصاد الألماني والنظام الاجتماعي، وكانت تعتبر أكثر تأييدًا للسوق من حزبها ، ودعت إلى تغيير قانون العمل الألماني، وإزالة الحواجز خصيصا لتسريح الموظفين وزيادة العدد المسموح به من ساعات العمل الأسبوعية، وكانت ترى أن القوانين الحالية جعلت البلاد أقل قدرة على المنافسة، لأن الشركات لا يمكنها التحكم بسهولة في تكاليف العمالة عند بطئ الأعمال.

وفي 2015، ومع غياب ستيفن هاربر، أصبحت "أنجيلا" الزعيم الوحيد الذي حضر كل اجتماعات مجموعة العشرين منذ الاجتماع الأول في 2008، مسجلةً رقمًا قياسيًا بحضور أحد عشر قمة إلى 2016، وتم وصفها من قبل صحيفة نيويورك تايمز باسم "آخر المدافعين عن الغرب اليبرالي" ومن قبل تيموثي جارتون آش والعديد من المعلقين باسم "زعيمة العالم الحر".

سُميت أنجيلا ميركل مرتين بثاني أقوى شخص في العالم بواسطة مجلة فوربس، وهو أعلى تصنيف من أي وقت مضى حققته امرأة في 2015، كما سُميت من قبل مجلة التايم شخصية العام مع صورة على غلاف المجلة واصفةً إياها كمستشارة للعالم الحر، وفي 2014، أصبحت "أنجيلا" أطول رئيس حكومة خدمة في الاتحاد الأوروبي ،وزعيمة مجمع السبع دول، وفي 2016، سُميت أنجيلا ميركل بأقوى امرأة في العالم برقم قياسي للمرة العاشرة من قبل فوربس، وفي 2016، أعلنت ميركل انها ستسعى لاعادة انتخابها لولاية رابعة و أخيرة.

تمتلك "أنجيلا" رصيداً من الدرجات الفخرية، ففي عام 2007، حصلت على دكتوراه فخرية من الجامعة العبرية في القدس، في 2008، مُنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة لايبزيج، ومن لجامعة التكنولوجية في بولندا فى نفس العام، ثم من جامعة بابيش-بولياي في كلوج نابوكا، رومانيا في 2010 لمساهمتها التاريخية إلى الوحدة الأوروبية والدور العالمي لها في تجديد التعاون الدولي.

وفى عام 2013، مُنحت الدكتوراه الفخرية من جامعة رادبود نايميخن، ومن من قبل جامعة سيجد، أما فى عام 2014، مُنحت دكتوراه فخرية من جامعة كومينيوس في براتيسلافا، وفى عام 2015، مُنحت دكتوراه فخرية من قبل جامعة برن، وفي عام 2017، مًنحت لقب دكتوراه فخرية بشكل مشترك من قبل جامعة خنت و جامعة لوفان الكاثوليكية.

في عام 2006، حصلت على جائزة رؤية من أجل أوروبا لمساهمتها نحو مزيد من التكامل الأوروبي، كما تلقت جائزة شارلمان عام 2008 عن الخدمات المميزة في الوحدة الأوروبية، وفي 2008، نالت جائزة بناي بريث أوروبا، وتصدرت إنجيلا ميركل قائمة مجلة فوربس ل"لأقوى 100 امرأة في العالم" للأعوام من 2006وحتى عام 2016، وسمت مجلة نيوستيتسمان "إنجيلا" بـ "الشخصية الـ 50 الأكثر تأثيرا في العالم" لعام 2010، ومنحها المعهد الأمريكي المعاصر للدراسات الألمانية في جامعة جونز هوبكينز في واشنطن العاصمة جائزة القيادة العالمية (AICGS) تقديرًا لتفانيها من أجل تعزيز العلاقات الألمانية الأمريكية.

وفى نفس العام منحها معهد بايك ليو، وهو مؤسسة بحثية في مدينة نيويورك مكرس لتاريخ اليهود الناطقين باللغة الألمانية، وسام ليو بايك ، وفى 2011، تلقت جائزة جواهر لال نهرو لعام 2009 من الحكومة الهندية، كما نالت الجائزة من أجل التفاهم الدولي.

وجاءت أنجيلا ميركل في قائمة فوربس لأكثر الأشخاص نفوذًا في العالم كثاني أقوى شخص في العالم عام 2012، وهي أعلى مرتبة تحققها امرأة منذ بدء القائمة في عام 2009؛ كانت في المرتبة الخامسة عام 2013 و 2014، وفي 2012، نالت جائزة جالينسكي هاينتس في برلين، ألمانيا، جائزة أنديرا غاندي للسلام 2013، في 2015، سُميت من قبل مجلة التايم بشخصية العام، وقد أشار البعض إليها باسم "المرأة الحديدية"، "الفتاة الحديدية".

وفي وقت لاحق في فترة ولايتها، حصلت ميركل على لقب "موتي" (صيغة مشابهة بالألمانية لكلمة "الأم")، قيلت من قبل مجلة دير شبيجل للإشارة إلى شخصية الأم المثالية في الخمسينات و الستينات، كما سميت ب "المستشارة الحديدية"، في إشارة إلى أوتو فون بسمارك، وفي الولايات المتحدة الأمريكية، وصف كلا من دونالد ترامب وجوش بارو الكاتب في صحيفة بيزنس إنسايدر ميركل بأنها تشبه هيلاري كلينتون، بالإضافة إلى كونها أول مستشارة ألمانية أنثى، أول مستشارة نشأت في ألمانيا الشرقية السابقة على الرغم من أنها ولدت في ألمانيا الغربية، و أصغر مستشارة ألمانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأول مستشارة تولد بعد الحرب العالمية الثانية، وأول مستشار للجمهورية الاتحادية بخلفية في العلوم الطبيعية.

ads