بقلم منصور الضبعان: قطار الرياض ليس مجرد قطار
الجمعة 06/ديسمبر/2024 - 09:00 م
(1)
تنفس سكان العاصمة السعودية الصعداء في اللحظة التي تكرّم خادم الحرمين الشريفين بضغط زر تدشين «قطار الرياض» معلنا خطوة جديدة من خطى العاصمة المتسارعة نحو المستقبل.
(2)
«قطار الرياض» يؤكد «رقي» المكان، وتطور المدينة، وحضارة الإنسان، واستشعاره لقيمة الوقت، ومواكبته لتقدم العصر، وتسارعه، وتغيراته، ثم إن ضخامة المشروع، وقيمته، وهويته، تأتي كدافع لفئة الشباب للحفاظ على المكتسبات، وصيانة المقدرات، والحفاظ على سمعة البلد وأهله في ذهن المقيم، والسائح، فالتكاتف مع الجهات المعنية للحفاظ على هذا «الصرح» واجب وطني، وإنساني، لمنع أي شكل من أشكال العبث!
(3)
«قطار الرياض» لن ينقذ سكان العاصمة من «الزحام» بل سينقذها من «الاختناق»، فالزحام كان ضربا من الماضي، الرياض في العامين الأخيرين أصبحت تعاني من «اختناق» أحدث أضرارا على كافة الصعد، وكان الصعيد الاقتصادي هو الأخطر، فمن استهلاك الوقود، والأضرار الميكانيكية والكهربائية التي تلحق بالمركبة، حتى خسائر الفرص التجارية، مرورا بخصومات تلحق بالمرتب الشهري جراء التأخر والغياب، كل ذلك يجعل «القطار» فتحا مبينا، وفرجا.
(4)
الكوارث الصحية الجسيمة للزحام المروري، والتي أثبتتها «دراسات»، تمحورت حول التلوث، وأمراض القلب، والربو، والاكتئاب، وارتفاع الضغط، بل إن العيش بالقرب من طريق مزدحم قد يزيد من خطر الوفاة المبكرة، حيث يؤكد علماء من جامعة نيويورك أن الأشخاص المعرضين لمستويات أعلى من المتوسط من تلوث الهواء كانوا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 20 %، بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وأظهرت الدراسة أيضا أن معدلات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ارتفعت بنسبة 17 % بين المصابين، وهذا ما يجعلني أؤكد أن «قطار الرياض» نصر من الله وفتح مبين.
(5)
يجب استشعار «المواطَنة»، والقيام بالواجبات، والنهوض بالمسؤوليات، لصيانة هذه النعمة الكبيرة، فـ«قطار الرياض» ليس مجرد قطار، بل واجهة وطن وفضل من الله عظيم.
نقلا عن الوطن السعودية