فرح الديباني.. أول مصرية تفوز بجائزة دولية بأوبرا باريس

اعتادت أذنها منذ طفولتها على كلاسيكيّات بيتهوفن وباخ وفاجنر، فأحبت الطفلة هذا العالم الموسيقى وتأهّلت لدخوله، فكانت الموسيقى تضرب فى أرجاء بيت العائلة السكندريٍة، الذى يدور فى مدار البحر مع دوران الأسطوانات على جهاز التشغيل، فكانت تعرف طريقها من البداية.

نجحت فى تحقيق إنجاز عالمى، لم يسبقه اليها أحد فى الوطن العربى ، هى الفنانة التي رفعت اسم مصر وحققت انجازًا فنيا كبيرًا علي مستوي العالم .. فرح الديبانى ،أول عربية تفوز بجائزة أفضل مغنية أوبرا شابة من أوبرا باريس لتضيف اسمها بحروف من نور فى قائمة إنجازات المرأة العربية.

فرح الديباني ، نشأت وتعلمت في مصر، حصلت على بكالوريوس الفنون من كلية هانس آيسلر، وبكالوريوس هندسة ، اكتشفها مدرس الموسيقي بالمدرسة الألمانية بالقاهرة ، ووجهها لدراسة الغناء الأوبرالي ، ثم التحقت بأوبرا باريس فى عام 2016، وكانت تدرس وتعمل في ألمانيا، ويُسمى صوتها في عالم الأوبرا بـ" الميتزو سوبرانو "، وهو من الأصوات النادرة في ذلك المجال .

نشأت في عائلة مُحبة للموسيقى، مما ساعدها في التعرف على ألوان موسيقية عديدة، وقد مهد اهتمام جدها بالموسيقى الطريق لها لتعلم العزف على البيانو منذ سن السابعة، حيث كان هو الآخر عازف بيانو، وكانت مختلفة منذ الصغر، ودرست في المدرسة الألمانية بالإسكندرية، وشجعها مُدرس الموسيقى على الغناء في الأوبرا.

تلقّت منذ سنواتها الأولى دروس الموسيقى فى الكونسرفتوار، قبل أن تلتحق بالمدرسة الألمانية فى الإسكندرية ، والتى كانت تخصص دروسًا للموسيقى، وفى المدرسة، لاحظ مدرّس الموسيقى نبوغ الحس الموسيقى لديها وصوتها الرنّان،وشجعها على الالتحاق بالأوبرا، وبالفعل أخذ يدرّبها ويحسّن من أدائها، ثم سلّمها ليد الأوبرالية المصرية الشهيرة نيفين علّوبة التى وصلت معها إلى طريق الاحترافية.

وقامت بتدريبها دكتورة نيفين علوبة، التي دربتها علي الغناء الأوبر، من خلال مشروعها " فابريكا "، ووجهتها للسفر إلي المانيا، لدراسة الغناء الأوبرالي، ومازالت علي تواصل معها وتشارك معها في عدة حفلات بمصر، وعلى الرغم من تواجدها في ألمانيا، فإنها تحضر لمصر كثيرًا .

أثناء دراستها للهندسة فى مصر, قررت دراسة الأوبرا، فسافرت إلى ألمانيا وقامت بمعادلة ما درسته فى الهندسة، ثم استكملت دراسة الهندسة بجامعة برلين، وفى نفس الوقت قامت بدراسة الغناء الأوبرالى، وحصلت على بكالوريوس الهندسة قسم عمارة من جامعة برلين.

و فى نفس الوقت حصلت على بكالوريوس الغناء الأوبرالى ،وخلال فترة الدراسة كانت تعمل فى أوبرا نويكل فى برلين، وبعد تخرجها عام 2016م ،تقدمت لاختبارات الالتحاق بفرقة أوبرا باريس للمطربين الصاعدين, ونجح أربعة من بين 800 متسابق، كانت واحدة منهم كأول مصرية وعربية تغنى فى أوبرا باريس، وبدأت تغنى فى أوبرا بولشوى وفى لبنان والصين.

لفتت الفنانة الأوبرالية الشابة، الأنظار إليها في المؤتمر الوطني السابع للشباب، الذي انطلق من العاصمة الإدارية ‏الجديدة، وذلك من خلال مشاركتها في بطولة الفيلم التسجيلي "بطل كل يوم"، الذي عرض عدد من النماذج المصرية الناجحة.

وأحيت فرح بالمشاركة مع أكاديمية أوبرا باريس، أمسيات غنائية بالقاهرة والإسكندرية، وغنت لكبار ملحني الأوبرا ‏العالميين مثل فيردي وموتسارت ، وقامت بتدريبها الفنانة نيفين علوبة ، وأهلتها للسفر إلي ألمانيا لدراسة فن الأوبرا، كما شاركت فى 2017 مغنية الأوبرا جين ماراس فى احتفالية الشراكة بين أوبرا باريس وشركة هواوى.

وغنت "فرح" على مسارح عدة منها مسرح البولشوى فى موسكو ودار الأوبرا المصرية ودار أوبرا الإسكندرية، وكذلك بينالى فينيسيا للفنون، وقدمت دور " كارمن " في الاوبرا الشهيرة التي تحمل نفس الاسم، وقامت بالغناء لنفس الدور فى مهرجان كبير بألمانيا، وتحلم بتقديم دورعايدة في أوبرا عايدة المصرية الشهيرة .


وحصلت علي عدة جوائز، منها، جائزة مؤسسة فاجنر وغنت علي خشبة مسرح الكوميديا الأوبرالية في برلين، والجائزة السنوية لجمعية إشعاع أوبرا باريس الوطنية "أروب"، لأفضل المواهب الشابة،كما استطاعت أن تفوز بجائزة أفضل مغنية أوبرا شابة من أوبرا باريس، لتكون أول عربية تفوز بهذه الجائزة الدولية الرفيعة ، وتعد هذه الجائزة إضافة كبيرة بالنسبة لها ، باعتبارها واحدة من أرفع الجوائز فى العالم، ولأنها نافست 800 شخص في أوبرا باريس حتي تدخل المسابقة، وبالفعل تفوقت عليهم جميعا وتم قبولها ثم دخولها المنافسة ، لتكون أول مصرية تنضم لأوبرا باريس وأول مصرية تغني فيها ، كما اختارتها مجلة عالم الأوبرا في ألمانيا كأفضل موهبة أوبرالية شابة.