الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«العرفي».. «سبوبة» الأتراك على فراش السوريات.. 3 قصص مأساوية لـ«الستات»

الأحد 07/فبراير/2021 - 10:44 م
هير نيوز

أصبحت ظاهرة الزواج العرفي تُهدد الأسر السورية التي هربت من صواريخ النظام والقوات الدولية وروسيا إلى تركيا؛ أملًا فى الاستقرار والبحث عن حياة كريمة، حيث انتشر خلال الفترة الماضية قيام الشباب الأتراك بالتلاعب بالفتيات السوريات باسم الحب ويتزوجهن عرفيًا خاصة إذا كان متزوج، فالقانون التركي يَمنع التعدد.

وتوافق الأسر على تزويج بناتهن بهذه الطريقة؛ أملًا في الاستقرار والجنسية بدلًا من ذل اللجوء، لدرجة أن كثير من الآباء يقومون بحرمانهن من التعليم لتزويجهن في سن مُبكرة، لكن مع حمل الزوجة يُهرب الرجل أو يطرد زوجته ويرفض الاعتراف بما في بطنها، ولا تستطيع الزوجة الحصول على حقوقها نظرًا لأن القضاء يطلب المُستندات والشهود من الأتراك.

تحكي "هناء" سيدة سورية: "كنت أعيش حياة صعبة للغاية أنا وأمي المريضة بعد اللجوء إلى تركيا هربًا من جحيم الحرب في إدلب، حيث أعمل في ورشة الخياطة وأتحمل رحلة تقارب الساعتين في المواصلات العامة المزدحمة للوصول إلى الورشة وفي يوم من الأيام تفاجأت بمديري في الورشة "صالح بيه" يطلب من أمي الزواج مني، مؤكدًا أنه كان يراقبني خلال الفترة الماضية وهو سعيد بأخلاقي".

وأضافت "هناء" البالغة من العمر 39 عامًا: "لم يكن أمامي خيار رفض عرض الزواج من "صالح بيه" رغم أنه متزوج من تركية ولديه منها أربعة أولاد، إلا أنه أكد لي أنه سيمضي معظم وقته معي وسيتحمل مصاريفي ومصاريف علاج أمي وينقلنا إلى منزل يتمتع بشروط ممتازة، فالقبو الذي كنا نقيم فيه زاد من مرض أمي، والأهم سيرحمني من العمل طوال النهار وراء الماكينة".

وعلى الفور وافقت "هناء" على الزواج، حالمة بالسترة وبالجنسية التركية التي أخبرها "صالح بيه" وأنها ستحصل عليها بعد مضي ثلاث سنوات على زواجهما.

وأكدت "هناء" أن "صالح بيه" جاء بإمام أحد المساجد وشهود أتراك، وأنهى إجراءات الزواج العرفي؛ نظرًا لأن القانون يمنعه من الجمع بزوجتين.

وقالت هناء: "بالفعل، أوفى "صالح بيه" بكافة وعوده وأحسن معاملتي وأمي، وكان يقضي معظم وقته معي ولكن ينام كل ليلة في بيت زوجته الأولى الأمر الذي لم أشتكِ منه يومًا"، وكان كل شيء على ما يرام إلى أن أخبرت صالح أنني حامل، عندها بدأ يتغير معترضًا على حملي وطالبًا مني التخلص من الجنين".

وأشارت "هناء"، إلى أنها رفضت طلب "صالح بيه" بإجهاض الجنين، كون حملها قد يكون فرصتها الأخيرة لتصبح أمًا بعدما شارفت على الأربعين من العمر، أخرجها صالح من المنزل الذي وفّره لها وطلب منها عدم التواصل معه.

تشير هناء إلى أنها عندما ذهبت إلى الورشة هددها "صالح بيه" بالحبس وباستدعاء الشرطة، ثم أعطاها ألفي ليرة تركية (نحو 350 دولارًا)، وقال لها بالحرف الواحد: "إنْ لم تختفي من حياتي، سأخفيكِ أنت وأمك وطفل الزنا الذي تحملينه في أحشائك".

بأسى، لجأت هناء إلى أنها اختفيت من حياته، وعلمت أن ورقة الزواج التي تمتلكها باطلة وليس لها أهمية والأكثر من ذلك عرفت أنها قد تعرّضها للحبس.

تعيش هناء اليوم مع أمها وطفلها الذي بقي مجهول النسب وقد سلمت أمرها لله، خاصة أنها لم تخبر أخويها المقيمين في غازي عنتاب بما فعله صالح بيه، خوفًا من ردة فعلهما، خاصة أنهما لا يستطيعان القدوم إلى إسطنبول نظرًا لعدم حيازتهما على بطاقة الكيملك (الإقامة).

- فارس الأحلام يصنع الكوابيس

ولا تختلف قصة هناء كثيرًا عن حكاية زواج آية الرومانسي، فرغم أن زوج آية للشاب الجامعي التركي الذي كان متيمًا بها إلا أنه لم يتردد في تركها هي وابنته ذات الأربعة أشهر.

تروي آية على مواقع التواصل مأساتها مؤكدة، أن الشاب الذى كان متيمًا في حبها تقدم لخطبتها هو وأخته الكبرى ووالده، وعرض عليها مهرًا كبيرًا جدًا، و"كانت إجراءات الزواج كلها رسمية"، كما اعتقدت، قائلة:"جاء إمام وهو حسب وصف زوجي السابق كاتب العدل وبالتالي اعتقدت أن زواجنا صار مثبتًا حسب إجراءات الزواج المتبعة في سوريا، والتي أوهمني زوجي السابق أنها ذاتها مطبقة في تركيا".

وتضيف "آية"، أنه بعد الحمل رفض الاعتراف بما فى بطني وأصبحت ابنتها مجهولة النسب رسميًا ولا تحمل أية جنسية، موضحة أنها لا تستطيع اللجوء إلى والدها في سوريا ليسجل الطفلة على اسمه، لأنه كان معارضًا لزواجها من غريب ولأنه كان يريد تزويجها من ابن عمها.

أما القصة الأغرب فكانت من نصيب الشابة الجزائرية آمال الشيخ، والتى تزوجت من رجل تركي منذ 11 عامًا، عندما كان زوجها يعمل عند والدها في الجزائر حيث تعرفت عليه، وتزوجا ورزقا بصبي وبنت، ولكن زواجها مثبت في الجزائر فقط، لأن زوجها متزوج في تركيا ولديه أولاد في تركيا.

وتقول "آمال": "إنها ليست في حاجة لتثبيت زواجها في تركيا، لأن أولادها مسجلون بشكل رسمي في الجزائر ويتمتعون بحقوقهم في النفقة والإرث من والدهم ولكن في الجزائر فقط".

من جانبه أكد المحامي أيمن مسعود، أحد الناشطين القانونيين للدفاع عن النساء أنه للأسف لا يحق لأولاد آمال الشيخ أن يرثوا من ممتلكات والدهم في تركيا، كما أنهم لن يحصلوا على الجنسية التركية، مؤكدًا أن الطفل الذي لا يسجل في تركيا لا يحق له أن يتعالج في المشافي وأصبح مؤخرًا محرومًا من الدراسة، إذ تطلب جميع المدارس من الطلاب الأجانب بطاقة الكيملك "الإقامة".

- حلول قانونية

وعن الحلول التي تستطيع الزوجة اللجوء إليها في حال تهرب زوجها من تسجل ابنها، يقول "مسعود": "إنه يمكن للمرأة المتضررة من الزواج العرفي الشكوى للمحكمة، وفي حال تم إثبات نسب الطفل له يُجبر على تسجيله على اسمه ويتعرض للسجن من ستة أشهر إلى سنتين، وكذلك تكون الزوجة معرضة أيضًا للسجن لأنها تزوجت بشكل مخالف للقانون".

ويشير المحامي إلى أنه على الرغم من كثرة الزواجات العرفية بين سوريات وأتراك، فإن عدد السيدات اللواتي يلجأن إلى المحكمة للحصول على حقوقهن يكاد يكون معدومًا، نظرًا إلى أن إجراءات المحكمة تستغرق الكثير من الوقت والتكاليف، كما أن القاضي قد يحكم بسجن السيدة.

- ابن الزواج العرفي لا يرث

ويسلط الضوء "مسعود" على مسألة يصفها بالهامة، وهي أنه حتى في حال أثبت تحليل الحمض النووي نسب الطفل إلى والده التركي وتم تسجيله على اسمه فإن الطفل لا يرث، موضحًا أنه يحصل في هذه الحالة على الجنسية التركية فقط، ويتمتع بكامل حقوقه كمواطن تركي لكنه لا يرث من والده.

يذكر أن القانون التركي يحاسب الإمام الذي يزوج شرعًا قبل أن يتأكد من أوراق الزواج الرسمية المسجلة في البلدية، أي أن القانون التركي المدني ينص على أن الزواج في البلدية يجب أن يسبق الزواج الشرعي، لكن مع موجة النزوح السوري إلى تركيا زادت الظاهرة، نظرًا لأن بعض الرجال الأتراك يلجأون إما إلى رشوة أو استعطاف الإمام بحجة أنهم يريدون أن "يستروا على الفتاة".

«العرفي».. «سبوبة» الأتراك على فراش السوريات.. 3 قصص مأساوية لـ«الستات»

«العرفي».. «سبوبة» الأتراك على فراش السوريات.. 3 قصص مأساوية لـ«الستات»