لولا المهيلمي | رفيقة إحسان عبد القدوس وملهتمه الأولى
السبت 16/نوفمبر/2024 - 06:29 م
ضحى ناصر
يقول المثل "وراء كل رجل عظيم إمرأة " و نحن هنا بصدد إمرأة إستثنائية للغاية هى الواحة الأمنة التي خرجت في أجوائها الأمنة الدافئة إبداعات الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس هى إمرآة فوق العادة لا تختذل في وصف هى السيدة لولا المهيلمي شريكة رحلة دامت لما يزيد عن سبع و أربعين عاماً .
منذ اللقاء الأول في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي إستطاعت لولا المهيلمي بذكاء شديد مشمول بالحنان البالغ أن تتعامل مع التناقضات الكثيرة التي نشأت عن الطفولة والمراهقة المشتتة التي عاشها إحسان عبدالقدوس ما بين بيت جده الأزهري المتمسك بالعادات والتقاليد البالي منها قبل القويم، وبين بيت الأم الفنانة والصحفية الكبيرة روز اليوسف التي كانت تحيا حياة المدنية العصرية ما شكل صدمة حضارية لإحسان الطفل والشاب والكاتب الكبير سناً ومقاماً حيث حمله على خوض صراع بين نفسه النزاعة إلى الحرية والمدنية وتحرير المرأة وبين رغبته في أن يتمتع بوقت وحياة والدته له وحده و عن ذلك يقول في حوار له مع المحاور الكبير مفيد فوزي " إنني لست ضد عمل المرأة ولكنني أرى أن البيت والزوج و الأبناء هم من صميم عمل المرأة بل وهم من صميم دورها في ميدان الخدمة الإجتماعية ويضيف ضاحكاً أننى قضيت الأيام والليالي أكابد و أعمل لأثبت لوالدتي أنني جديد بإدارة روز اليوسف فتفسح لى المجال وتبقى بمنزلها تتفرغ لإنتظاري وتدليلي كما كانت تفعل عمتي" .
وهكذا كانت السيدة "لولا " تحاوطه بالرعاية والعناية تستقبله هاشة عند عودته وتودعه داعيةً بتحقيق الآمال عند ذهابه لعمله، تسهر بجفونٍ أثقلها النوم بالقرب منه في ليالي تمخض إحدى إبداعاته داعماً محبةً، تتحمل معه لحظات طيشه التي أودت به موارد الهلاك في بعض الأحيان بشجاعة نادرة وترأب كل شق وتصدع قد يجعل حياتهما أيلة للسقوط.
وهو مايثبته كونهما بطلا رواية في بيتنا رجل الحقيقين حيث جاء إحسان ذات يوم إلى منزله بصحبة " حسين توفيق " المتهم بقتل أمين باشا عثمان وزير الخارجية أنذاك حيث سعت "لولا " على النجاة بأسرتها وضيفها في أسرع وقت وبسرية تامة وهو مانجحت فيه إلى حدٍ كبير.
وهو ما رواه على لسانها في مقدمة روايته الشهيرة "زوجة أحمد" المأخوذة عن حياتهما الزوجية أن زواجهما مثل الثوب النظيف الأنيق يسر الناظرين لكن ما لا يعلمه الأخرين أن ذلك الثوب قد تعرض للتمزق في بعض الأحيان وللكثير من البقع الصعبة لكنها تولت بعزيمتها رتق الشقوق وإزالة البقع و هكذا لم تتكلف عناء إبهاره وتزييف حقيقتها بل كانت فقط " لولا المهيلمي " مثال للمرأة المصرية القوية التي تستطيع تحقيق الصعاب والوصل بأسرتها ومجتمعها إلى أنجح مطاف محملة بعزيمتها وصبرها و إرادتها القوية .