"بارك جن هن ".. ملكة الانتخابات في شمال شرق أسيا
أصبحت النساء تتمتعن بنفوذ كبير أكثر من أى وقت مضى، فهن يتقلَّدن أعلى المناصب السياسية والاجتماعية، وفُتِحَ المجال أمامهن ، ومُنِحن الحرية الكاملة فى معظم دول العالم، خاصة بعد إثباتهن قدرتهن على منافسة الرجال فى مختلف التخصصات والمجالات، وتولت نساء رئاسة البلاد والحكومات، وكان لهن تأثير كبير على نهضة شعوبهن واقتصاد دولهن ، "هير نيوز" تستعرض لك إحداهن ، في السطور التالية ، وهي باك كون هيه، أول امرأة ترأس إحدى دول شمال شرق آسيا.
باك كون هيه، ولدت في 2 فبراير1952، في سامدوك دونج التي تقع في جُنغ جو، بمدينة دايجو، وكانت الابنة الكبرى لكلٍ من بارك تشونج هي، الرئيس الثالث لكوريا الجنوبية الذي تقلد المنصب في الفترة من 1963 إلى 1979، ويُك يونج سو، وكان لديها أخ يُدعى بارك جي مان وأخت تدعى بارك جن ريونج، لم تتزوج قط.
وفي عام 1953، انتقلت الأسرة إلى مدينة سول، وهناك تلقت بارك تعليمها وتخرجت في مدرسة جانجتشُنج الابتدائية، ثم مدرسة سُنجشِم الإعدادية والثانوية للبنات في عام 1970، وبعد ذلك حصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الإلكترونية من جامعة سوجانج عام 1974. بالإضافة إلى ذلك، التحقت بارك بجامعة جرينوبل لفترة وجيزة، ولكنها اضطرت إلى مغادرة فرنسا عقب اغتيال والدتها.
وقد تم إغتيال والدتها في 15 أغسطس عام 1974 في المسرح القومي لكوريا، في مدينة سول على يد من سي جوانج ،وهو أحد الكوريين المولودين في اليابان والمتعاطفين مع كوريا الشمالية، وأصبحت بارك السيدة الأولى لكوريا عقب عملية اغتيال والدتها، حتى عام 1979 ، حين تم اغتيال والدها على يد رئيس استخباراته كِم جاي جيو في 26 أكتوبر من نفس العام.
ترأست باك الحزب الوطني الكبير المحافظ ، والذي تغير اسمه في فبراير 2012 إلى حزب ساينري، في الفترة من 2004 إلى 2006، ومن 2011 إلى 2012 قبل تقلدها منصب الرئاسة فى 25 فبراير 2013 وحتى 10 مارس 2017، كما كانت السيدة الأولى لجمهورية كوريا منذ 15 أغسطس 1974 وحتى 29 أكتوبر 1979 .
و تعد "باك" الرئيسة الـ 11 لكوريا الجنوبية، كما أنها أول امرأة يتم انتخابها لتشغل الفترة الرئاسية الثامنة عشر، كما تعد أول امرأة ترأس إحدى دول شمال شرق آسيا، كما كانت عضوًا في الجمعية الوطنية الكورية، وعملت كممثلة انتخابية في أربع دورات برلمانية متتالية كاملة في الفترة بين 19983 ابريل وحتى 10 ديمسبر2012، ثم بدأت فترتها الخامسة من خلال نظام التمثيل النسبي في الاقتراع في يونيو 2012.
فازت بعضوية مجلس النواب عن منطقة دالسيونج، دايجو في الانتخابات التكميلية عام 1998، وأعقب ذلك فوزها ثلاث مرات أخرى في الدائرة انتخابية نفسها في الفترة ما بين 1998 و2008، لتشغل بذلك عضوية البرلمان حتى عام 2012 إبريل 2012، وأعلنت في عام 2012 ، عن عدم انتوائها الترشح لمقعد ممثل الدائرة الانتخابية في الدورة الـ 19 للانتخابات؛حيث قررت الترشح بنظام التمثيل النسبي عن حزب ساينري بدلاً من ذلك، حتى تتمكن من قيادة الحملة الانتخابية للحزب، وقد تم انتخابها بنظام التمثيل النسبي في انتخابات إبريل 2012، حتى لُقبت بـ " ملكة الانتخابات".
وفي أثناء تولي "باك" لرئاسة الحزب، ارتفعت معدلات شعبيتها بشكل ملحوظ، فتمكنت من مساعدة حزبها في تحقيق مكاسب كبيرة في الانتخابات المحلية والحصول على الأغلبية في عام 2006، وقامت بزيارة دعائية إلى جامعة هارفارد، في كامبريدج ،الولايات المتحدة، وأعلنت عن رغبتها في إنقاذ كوريا ، كما أيدت توطيد العلاقات بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وتعد "باك" أكثر الشخصيات محافظةً، وانعكست نزعتها المحافظة وموقفها السياسي الموجه نحو السوق في تعهدها خلال حملتها لخوض الانتخابات الرئاسية عام 2008 بخفض الضرائب، والحد من القيود التنظيمية، وإرساء القانون والنظام القوي، وركزت أيضا على قضايا الرعاية الاجتماعية،والدعوة إلى تخصيص خدمات الرعاية الاجماعية للمواطنين الكوريين.
وأشتهرت "باك" بصرامتها والتزامها بالوعود السياسية التي لا تحتمل المساومة أو التنصل، ففي عام 2010 نجحت في وقف المحاولة التي قامت بها إدارة إي لإلغاء خطة إنشاء مدينة سيجونج، التي تعد مركزًا وطنيًا جديدًا للإدارة،والتى كانت بمثابة وعداً من إدارة إي للشعب.
بمجرد أن تولت منصب الرئاسة، أسرعت في إعادة هيكلة البيت الأزرق والحكومة حتى تتمكن من تحقيق رؤيتها الإدارية، فقامت بتحديث كل من مكتب الأمن القومي في البيت الأزرق، ووزارة العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتخطيط المستقبلي، ووزارة المحيطات ومصائد الأسماك، كما جددت مهام منصب نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وأصبح رئيس مكتب الأمن القومي بمثابة برج المراقبة لكل من الشئون الدبلوماسية والأمنية وقضايا الدفاع الوطني.
وحازت باك درجة الدكتوراه الفخرية من جامعات عديدة مثل الجامعة الثقافية الصينية في تايوان عام 1987، وجامعة باركيونج الوطنية والمعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا عام 2008، وجامعة سوجانج عام 2010، وجامعة دريسدن التقنية عام 2014، ونشرت العديد من المصادر الإخبارية منها صحيفة كوريا تايمز ومجلس العلاقات .
واعتبرتها مجلة فوربس في عامي 2013 و 2014 ، من أكثر السيدات تأثيرًا في العالم وشرق أسيا ، ووضعتها في المركز الـ 11 في قائمة فوربس لأقوى مائة سيدة في العالم، وفي عام 2014 احتلت المرتبة الـ 46 في قائمة فوربس لأكثر الشخصيات نفوذًا في العالم، لتحتل بذلك المرتبة الثالثة من بين الشخصيات الكورية الجنوبية بعد كل من إي جون ، وإي جاي يونج .