الثلاثاء 08 أكتوبر 2024 الموافق 05 ربيع الثاني 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«النسوية» سلاح المرأة لاسترجاع حقوقها.. ومفهومها الإسلامي يُثير الجدل

الأحد 07/فبراير/2021 - 01:00 ص
هير نيوز

- «وعد الرجعان»: قضايا النساء تحتاج من يُدعمها.. ويجب ألا تتعارض مع الذكر.

- «فاطمة يحيى»: المناداة بالمساواة لابد أن تتوافق مع طبيعة مجتمعاتنا المسلمة.

- «نداء الإسلام»: مفاهيم النسوية الإسلامية محل جدل.

- «نور سليم»: أزمة الخطاب النسائي الخلط بين المشاكل الحقيقية وما بين النسوية ومشاكل الغرب.


"النسوية" يراها البعض وسيلة ساعدت المرأة لنيل حقوقها والتعبير عن قضاياها، والبعض الآخر يرى ما تدعو إليه ضد الدين والقيم، ليظهر تيار آخر في مواجهته يُسمى "النسوية الإسلامية"، والذي بدأ ظهوره في تسعينيات القرن الماضي، إذ كانت الناشطة الإيرانية "زيبا مير حسيني" أول من استخدمه، حين لم يُسمح لها بالعمل في الجامعة في إيران، بعد حصولها على الدكتوراه من جامعة "كامبردج"، ورفض زوجها تطليقها.

فما هي "النسوية"، وهل تعبر بالفعل عن قضايا المرأة أم لا؟، جريدة «هير نيوز» ناقشته مع عدد من الناشطات والنساء، واللاتي كشفن عن رؤيتهن له.

في البداية، قالت وعد الرجعان الهليلي، سفيرة التنمية المُستدامة في دولة الكويت لشبكة الشباب العربي وعضو منصة أجورًا- هيئة الأمم المتحدة للمرأة: "قضايا المرأة عديدة ومتفرعة ويجب الحد من تفاقمها، ومسيرة النسويات كانت وما زالت تسعى للتعبير عنها وعملت الفكرة النسوية عملًا باهرًا خلال السنوات الماضية، ولكن تكمن المشكلة من عدم فهم المصطلح النسوي بشكل حقيقي".

- تحقيق العدالة

وتابعت: "ظهرت مؤخرًا مجموعة من مدعيات النسوية وأخص بالذكر بعض النساء غير الواعيات بما هو تعريف النسوية الحقيقي، واستدل بهذا الدليل حيث أنهن يعتقدن أن النسوية هي دعم المرأة ومحاربة الرجل وهذا غير صحيح بتاتًا، ولكن هدفنا أن نحقق العدالة للنساء ونحد من العنف الواقع عليهن ونضع القوانين ولا نكون متحيزين ضد الجنس الآخر".

وردًا على سؤال هل "النسوية" ضد الدين وقيم المجتمع وظهور النسوية الإسلامية، أكدت "وعد الرجعان"، أنه من الصعب جدًا التعارض مع الدين الإسلامي، فنحن دولة أول مواد دستورها هو أن الدين الإسلامي هو دين الدولة، كما يجب أن نضع في الحسبان أن هناك أعراف وعادات وتقاليد مجتمعية ظهرت قبل ظهور الفكر النسوي ومن الصعب جدا التجرد منها، وأتفق أن النسويات أبدعن في القضية طوال السنين الأخيرة وبشكل كبير جدًا، وعن النسويات الإسلاميات فهن يبحثن عن المساواة الجندرية بحيث لا يتعارضن مع الديانة الإسلامية.

واختتمت "وعد" مؤكدة أن الفكرة النسوية هي فكرة لابد منها ونحتاجها، لأن قضايا النساء تحتاج من يدعمها ويطور منها ولكن يجب ألا تتعارض مع الذكر، لأن الفكر النسوي لا يقتصر على النساء فقط، فنحتاج أن يكون للذكر جزء كبير في هذه القضية.

واتفقت معها "فاطمة يحيي حزين" – محامية - وقالت: "إن النسويات نهضن بقضايا المرأة فعلًا، لأننا حين ننظر للنسوية كفكر سنجد أن هدفها الأساسي هو تحقيق المساواة بين الجنسين بكل أشكالها، وهذا لأن للأسف مجتمعاتنا ذكورية تعطي الأولوية للذكور وتظلم وتقهر النساء، والنسويات اهتمامهن الكلي ينصب أصلًا على محاولة التغيير ومحاربة الصورة النمطية المؤسفة المأخوذة عن دور المرأة ودور الرجل في الأسرة الواحدة، ومن اهتماماتهن كنسويات أيضا هو محاولة إيجاد فرص تعليم للمرأة مساوية للرجل، فرص مهنية والتي أهمها حاليًا هو شغل المناصب العامة والقيادية والنقابية وتفعيل وتعزيز مشاركتها السياسية، والمساواة في الأجور وتوفير كافة سبل حماية المرأة من الجرائم التي تمسها مثل الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف الأسري وتعديل القوانين وتجريم الأفعال التي تمس جسد المرأة تحت مسمى التقاليد مثل الختان، ومحاولة سد كافة الثغرات القانونية لضمان حقوق المرأة كإنسان".

- الدين ليس عائقًا

وعن هل النسوية ضد الدين وقيم المجتمع وظهور النسوية الإسلامية، قالت: "إن الأصل في الحركات النسوية لدينا أنها تنادي بالمساواة بما يتوافق مع طبيعة مجتمعاتنا المسلمة بإختلافها بحيث تدعو إلى أن تكون العلاقات الأسرية مبنية على القيم الإسلامية الصحيحة مثل التشاور والتراضي والكرامة وكذلك المودة والرحمة والعدل والإنصاف وهذا كله غير مستجد أو مستحدث من عدم إنما مكتسب من السنة المأخوذة عن النبي محمد صل الله عليه وسلم الذى كان يمارسها مع آل بيته جميعًا زوجاته وبناته، فالدين فهو ليس عائقًا في مسيرة التوعية للوصول إلى المساواة التي تهدف إليها النسويات بالعكس الدين الإسلامي هو أساس المساواة، ولكن فهم البعض الخاطئ لدور المرأة وانقياد المرأة لهذا المفهوم بسبب العادات والتقاليد المتبعة في مجتمعاتنا بمختلف ايدلوچياتها هو السبب في تحجيم دورها.

أما "نداء الإسلام"، مهندسة معمارية، فأبدت اختلافها مع فكرة النسوية حيث قالت: "حركة تحرير المرأة ساهمت في تحريك بعض القضايا الهامة والتي تعتبر حقوق أصيلة للمرأة، فالغرب في القرون الوسطى كان يحتقر المرأة، وأرى أن حركة تحرير المرأة وتطبيقها في مجتمعاتنا العربية تطبيق غير مناسب، فحين أتت إلى الشرق كنا نجد أن النماذج التي تصدرت للحديث عن هذا الفكرة كانت حين تجد تعارض بين الدين وبين تصورها عن حرية المرأة وحقوقها كانت تلفظ الدين، فحين جاءت للمجتمع لم تحترم أفكاره ولا عاداته ولا تقاليده ولا الدين، وأعتبرت أن النموذج الغربي هو النموذج المثالي الذي يجب أن نطبقه بصرف النظر عن أي اعتبارات".

- جدل النسوية الإسلامية

وعن فكرة النسوية الإسلامية، عقبت المهندسة المعمارية، قائلة: "المشكلة ليست في مصطلح النسوية الإسلامية فكل الأيدلوجيا الغربية التي كانت ترغب الناس في الاستفادة منها كانت تأسلمها، فوجدت مثلًا: الاشتراكية الإسلامية والليبرالية الإسلامية والرأسمالية الإسلامية، لاعتقادهم أن التخلي عن بعض المظاهر التي لا تتوافق مع الشرع ويعتبر أن هذا الأمر يصبح صالحا، لكن أرى أن الأمر أشبه بأن لديكِ شجرة لها جذور وفروع وثمار، فجاء أحدهم ليلقى ببعض الثمار التي يرى أنها غير مناسبة ويعتقد أنه بذلك سيستفيد بالشجرة، وهذا كلام غير حقيقي فالثمار هذه آخر شيء هي النتيجة، فإذا أرادنا التغيير فيجب أن نغير الجذور ولا نناقش فكرة الثمرة فالثمرة تلك آخر شئ، لذا بالنسبة لي لا أرى شيء يُسمى نسوية إسلامية فالنسوية مثل أي أيدلوجيا جاءت من نموذج معرفي غربي وبالتالي يكمن بها مفاهيمها، ونجد أصلًا أن بعض مفاهيم النسوية الإسلامية هي محل جدل لأن فكرة المساواة المطلقة والحرية المطلقة هي محل جدل في الشرع فكرة الجندرية أيضا هي محل جدل في الشرع.

وأشارت إلى أن هناك فريقين الأن فريق يُسمى النسويات للمدافعة عن حقوق المرأة والتي أرى أنها ليست حقوق أصلا، فهناك أشياء أعتقد النسويات أنها خدمت المرأة ولكن حدث العكس بل آذت المرأة ولن تحترم الطبيعة البيولوجية للمرأة واعتبرت النسوية أن الرجل هو النموذج الذي تسعى لتصبح مثله وهذا عدم احترام للمرأة، ففكرة المساواة بين الرجل والمرأة فهذا عدم احترام لذات المرأة، مثل: تصدير فكرة نجاح السيدات في رياضات عنيفة ويقول من حق المرأة أن تمارسها والتركيز على مفهوم قدرة المرأة على القيام بما يقوم به الرجال، لأن الطبيعة البيولوجية تجعل بأن هناك شيء أشق على المرأة من شيء، فاعتزاز المرأة بهويتها البيولوجية النسوية لا تطرحه.

واختتمت: "الفلسفة الإسلامية مختلفة تمامًا عن فلسفة الفكر النسوي ولكلًا منهما مبادئ مُختلفة".

- حقوق المرأة لا "النسوية"

أما نور سليم –صيدلانية- عقبت على النسوية قائلة، "في البداية أحب أن أوضح إني لا أفضل استخدام مصطلح النسوية وإنما أفضل استخدام مصطلح حقوق المرأة، وعلينا التفرقة بين الحركة التي تتحدث عن حقوق المرأة سواء على مستوى الغرب أو الشرق كحق المرأة الطبيعي في الحقوق الإنسانية كحقها في التعليم والصحة أو أي ما كان غير فكرة الحديث عن الأيدلوجيا النسوية سواء بشكل صراع مع الرجل أو التمرد على بديهيات داخل المجتمع، فالتفرقة هنا تجعلنا نوضح ونجيب على تساؤل هل الحركة الحقوقية للمرأة أفادت المرأة أم لا، ومن غير المنصف أن نقول بأن حركات تحرير المرأة لم تنفعها بشئ، فالمرأة الآن أصبح لديها حقوق كثيرة مثل الحصول على الحقوق القانونية ووضع تشريعات تخدم قضاياها بفضل تلك الحركات، ولكن أي حديث عن حقوق المرأة لا يراعي حقوق المرأة العربية ومشاكلها ويراعي ثقافتها ودينها ونبدأ في استيراد مشاكل من مجتمعات آخرى أدى إلى مشاكل كثيرة، فلابد من الوقوف على إحتياجات المرأة الفعلية".

وتابعت: الأزمة الحقيقية في الخطاب النسائي عمومًا عن حقوق المرأة هو الخلط بين مشاكل المرأة الحقيقية وما بين النسوية ومشاكل الغرب، وفصل مشاكل المرأة عن المجتمع التي هي جزء منه وتتأثر به، كذلك بعض الخطابات النسائية تخرج متأثرة بمشاكل شخصية ونفسية من الذين يصدروه نتيجة للتعرض لظلم شخصي فهذا أنعكس على بعض الخطابات، فبعض من يدعين أنهن نسويات يغلب على أحاديثهم ذلك، ويتم تصدير تلك النماذج للنساء بأن هؤلاء من يدافعن عن المرأة، وعلينا أن نطرح سؤلًا مهمًا من يتحدث عن أي حق فما هو المرجع الذي يعود إليه فهذا سؤال تأسيسي لابد من طرحه".

«النسوية» سلاح المرأة لاسترجاع حقوقها.. ومفهومها الإسلامي يُثير الجدل

«النسوية» سلاح المرأة لاسترجاع حقوقها.. ومفهومها الإسلامي يُثير الجدل