الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟ .. «الإفتاء تُجيب»

السبت 06/يوليه/2024 - 11:45 م
دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية توضح حكم التهنئة بالعام الهجري الجديد

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، جاء نصه: "هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟".

وتعرض "هير نيوز"  تفاصيل الإجابة على هذه الفتوى لتوضيح رأى الشرع والدين فى هذا الأمر، وذلك من خلال السطور التالية.


 هل التهنئة بالعام الهجري الجديد بدعة؟






أجابت دار الإفتاء المصرية، على هذا السؤال قائلة:  بأن الادعاء بأنّ بداية العام ليست من الأعياد فلا تصح التهنئة عليها كلام غير صحيح؛ لأنَّ التهنئة لا تقتصر على الأعياد فهي مشروعة عند حدوث النعم واندفاع النقم، وقد نصّ الفقهاء على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور.

وأكدت أن الهجرة حدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، استحقت أن تكون بداية للتقويم الإسلامي؛ لما مثلته من معاني سامية ورفيعة، وهو العام الهجري الجديد. 

وتابعت: "الادعاء بأن بداية العام ليست من الأعياد فلا تصح التهنئة عليها، مردود بأن التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فهي مشروعة عند حدوث النعم واندفاع النقم، ولا يخفى ما في بداية العام من تجدد نعمة الحياة على كل إنسان ثم إنَّ بداية العام الهجري الجديد تتكرر؛ فهي عيدٌ في المعنى".




وأضافت: "أهل اللغة يسمون كل ما يعود عيدًا؛ فالعِيدُ -كما قال الإمام الأزهري في "تهذيب اللغة" (3/ 84-85، ط. دار إحياء التراث العربي) وغيره من أهل اللغة-: كلُّ يومِ مَجْمَعٍ، واشتقاقه من العَوْد؛ وهو الرجوع، أو من العادة لاعتياده، وقال ابن الأعرابي: سُمِّي العِيدُ عِيدًا لأنّه يعود كلَّ سنة بفرحٍ مُجدَّدٍ، وقال ابن الأنباري: العيدُ ما يعتاده من الحزن والشوق".

وبينت دار الإفتاء المصرية أن الفقهاء نصوا على استحباب التهنئة بقدوم الأعوام والشهور، قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في "أسنى المطالب" (1/ 283، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(فائدة) قال القمولي: لم أر لأحد من أصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوام والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنه أجاب عن ذلك: بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه أنه مباح لا سنة فيه ولا بدعة. انتهى] اهـ، وقال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي في "تحفة المحتاج" (3/ 56، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [وتُسَنّ التهنئة بالعيد ونحوه من العام الهجري الجديد والشهر على المعتمد مع المصافحة] اهـ.

وقال العلامة القليوبي في حاشيته على "شرح المحلى على المنهاج" (1/ 359، ط. دار الفكر): [(فائدة)، إن التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام، قال ابن حجر: مندوبة، ويُستأنَسُ لها بطلب سجود الشكر عند النعمة، وبقصة كعب وصاحبيه وتهنئة أبي طلحة له] اهـ.

وأضافت دار الإفتاء المصرية، قول العلامة سليمان الجمل في "حاشيته على شرح المنهج" (2/ 105، ط. دار الفكر): [وعبارة البرماوي: "والتهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مثل العام الهجري الجديد، مستحبة، ويستأنس لها بطلب سجود الشكر عند حدوث نعمة، وبقصة كعب وصاحبيه حين بشر بقبول توبته لما تخلف عن غزوة تبوك، وتهنئة أبي طلحة له، وتسن الإجابة فيها بنحو: "تقبل الله منكم"، و"أحياكم الله لأمثاله"، و"كل عام وأنتم بخير" اهـ.







وجاء في حاشية العلامة اللبدي الحنبلي على "نيل المآرب شرح دليل الطالب" (1/ 99، ط. دار البشائر): [قوله: "ولا بأس بقوله الخ": أي: وأما التهنئة بالعيدين والأعوام والأشهر كما يعتاده الناس، فلم أر فيه لأحد من أصحابنا نصًّا، وروي أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يبشر أصحابه بقدوم رمضان، قال بعض أهل العلم: هذا الحديث أصلٌ في تهنئة الناس بعضهم بعضًا بشهر رمضان، قلت: وعلى قياسه تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بمواسم الخيرات وأوقات وظائف الطاعات] اهـ.

واختتمت دار الإفتاء المصرية: "وعليه، فالتهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة شرعًا؛ لأنّ التهنئة لا تقتصر على الأعياد، فهي مشروعة عند حدوث النعم، واندفاع النقم، قياسًا على تهنئة المسلمين بعضهم بعضًا بمواسم الخيرات وأوقات الطاعات، ولا يخفى ما في بداية العام من تجدد نعمة الحياة على كل إنسان".






ads