الأحد 08 سبتمبر 2024 الموافق 05 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«الهيكيكيوموري».. ظاهرة خطيرة ترصدها لنا هالة كمال الدين

الأحد 02/يونيو/2024 - 04:07 م
هير نيوز

أكدت الكاتبة الصحفية هالة كمال الدين، الفائزة مؤخرًا بجائزة أفضل مقال صحفي ضمن الدورة الأولى للجائزة العربية لمكافحة التدخين «مكين»، التي أقيمت بمشاركة 12 دولة عربية.  أننا اليوم أمام معضلة خطيرة أطلق عليها اليابانيون ظاهرة  )الهيكيكيوموري) وهي تعني الانسحاب الاجتماعي أو العزلة، وقطع العلاقات مع العالم الخارجي، واستبدال الحياة الواقعية بالحياة الافتراضية، وهو ما حذرت منه مؤخرا دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة ديربي في بريطانيا على عينة من 52 مراهقا تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما، حيث أكدت أن قضاء وقت مفرط على الإنترنت يسبب النعاس أثناء النهار والشعور بالاكتئاب والقلق طوال الوقت، وذلك نتيجة قضاء ساعات طويلة أمام الشاشة ينفصلون خلالها تماما عمن حولهم

.

وأشارت هالة في مقالها الذي يحمل عنوان " عن ظاهرة الهيكيكيوموري "، إلى أن الدراسة أثبتت أن النعاس أثناء النهار ناجم عن إدمان الإنترنت وبقاء الشاب أمام الشاشة مدة ليست بقصيرة بدلا من قيامه بأنشطة مفيدة للصحة العقلية مثل التفاعلات الاجتماعية اليومية والأنشطة البدنية وغيرها، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تفاقم أعراض الاكتئاب، وهو ما قد يتم الإجماع عليه في المستقبل القريب علي أنه اضطراب عقلي متميز.

ولفتت الدراسة إلى أن الناس في هذا العصر يعيشون في عالم متصل بشكل متزايد، وإلى أن زيادة استخدام الإنترنت له عواقب وخيمة، لذلك يجب التركيز على تعظيم الفرص والتفاعلات خارجها، وعلى ضرورة النوم الجيد، والتواصل وجها لوجه، وتفعيل نوادي ما بعد المدرسة والروضة.

وأضافت: حين يتحول الإدمان الإلكتروني إلى ما يمكن وصفه باضطراب عقلي حتى لو كان متميزا كما يقال، هنا يتطلب الأمر وقفة جادة وبحث عاجل عن علاج غير طبي، وخاصة بعد أن تحول إلى مشكلة متنامية في مختلف المجتمعات حول العالم، وهو ما تؤكده الإحصاءات التي ترصد تلك الظاهرة والتي أثبتت أن الفرد يقضي حوالي ثماني ساعات و41 دقيقة يوميا أمام الأجهزة الإلكترونية، وأن 80% من مستخدمي الهواتف الذكية يقومون بفحص هواتفهم في غضون ساعة واحدة قبل النوم، وأن 40% يقومون بذلك في غضون خمس دقائق من الاستيقاظ، وأن 78% من المراهقين يفعلون الشيء نفسه كل ساعة على الأقل.

وتابعت: هذا التضرر النفسي الحاد من الإدمان الرقمي أو بلغة اليابانيين )الهيكيكيوموري ( أصبح بحاجة ماسة إلى ضبط مسارات العقل، ومن ثم تدخل علاجي سلوكي معرفي، وذلك لإعادة الكثيرين إلى أرض الواقع بدلا من الغوص في مستنقع الافتراض والتمثيل الذي يرتدون فيه أقنعة تختلف تماما عن شخصياتهم الحقيقية، حتى لو فعلوا ذلك هروبا في بعض الأحيان من ضغوطات الحياة وقسوتها.

 

 

ads