«المرّاخة».. مهنة توارثتها الأجيال للحمل والولادة.. فما قصتها؟
رغم تقدم الطب وتطوره في علم الإنجاب و أمراض النساء ، لم يستطع إلى وقتنا هذا أن يلغي أهمية مهنة عمل "المراخة"، وهو علاج يعتمد على التدليك ، ولا تزال هناك الكثيرات من النساء المتزوجات اللاتي يريدن الحمل أو الاجهاض أو على وشك الولادة يذهبن إلى " أم فلان" فهي مراخة ماهرة تستطيع تعديل رحمكِ المائل أو طفلكِ الذي يأخذ وضعية خاطئة. وبعد الولادة اذهبي لـ "أم فلان" لتزيل عنكِ تعب الولادة، وتعيد جسمكِ كما كان عليه.
والمراخة هي المرأة التي تستخدم الزيوت كنوع من العلاج لتأخر حالات الإنجاب لدى السيدات، ففي الوقت الذي تسعى كثير من السيدات إلى التدافع على أشهر الأطباء في تخصص علم الأجنة وعلاج العقم لدى عيادات المستشفيات، يحدث التزاحم ذاته على بيوت "المراخات"، اللاتي عرفن منذ القدم بأهميتهن وقدرتهن الفائقة على علاج كثير من الحالات التي استعصى عليها الإنجاب.
"أم عادل"
"المرّاخة"أم عادل أو كما تُطلق عليها النساء "المبروكة" تعد من أشهر المراخات في دولة البحرين الشقيقة، وفي احدى لقاءاتها أكدت أنها لاتزال تستخدم يديها وزيت الزيتون فقط وتلاوة ما تيسر لها
من الآيات القرآنية أثناء "المراخ"، وأضافت أم عادل أنها تقدم جلسات المراخ للأطفال حتى عمر ست سنوات، وتعمل على علاج العديد من المشاكل الصحية النسائية الأخرى بجدية واهتمام وبمجرد أن تضع يدها على موضع الألم تدرك جيدًا ماهي المشكلة.
وأشارت أم عادل إلى أنها ساعدت الكثيرات على الحمل وهناك من حملن بتوأم على يديها وعالجت الكثيرات من الكثير من الأمراض كـ"عرق النسا، العقصة، اللوتة، السرسوف، الخولنج، اعتراض الجنين، الرض، تحديد جنس الجنين،الديسك، المثانة، الفقرات، الطارحة، الرحم النازل، وعصب اليد" وغيرها الكثير.
وأكدت أم عادل أنها تثق تمامًا بأنه حتى لو اندثرت مهنة "المرّاخة" لدى مزاولي المهنة فلن تندثر لديها، لأن لديها ثقة بمحبة الناس لها ولعملها الجاد مع الجميع.
وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى من الأطباء ينكرون مثل هذا العلاج ، فيما اعتبرت استشارية أمراض النساء والولادة شريفة سيد علي، في أحد تصريحاتها أن "المراخ " لا يمكن أن يكون سبباً للحمل من الناحية الطبية، وذلك لأن المرأة التي لم تحمل بعد يكون رحمها بداخل منطقة الحوض، ومهما فعلت المراخات لا يمكنهن الوصول إليه وتعديله عن طريق مراخ البطن، فالحمل برأيها غير مرتبط بوضعية الرحم سواء المائل أو النازل، فطالما أن الزوج طبيعي وهناك تبويض لدى المرأة فالحمل يحدث.
وأشارت إلى أن الكثير من الدراسات تؤكد أن المراخ شبيهاً بالتدليك الذي يخلق نوعاً من الارتياح ويخفف من الضغوط، ما يجعل له إقبالاً كبير من النساء الذين يردن الحصول على قسط من الراحة العضلية والنفسية والذهنية، ولذا ترى أن "المراخ" قد يسهم في الحمل ولكن ليس بحركات المراخ نفسها وإنما بالعلاج النفسي الذي يسهم بدوره في استقرار النفسية وتنظيم الهرمونات لدى المرأة، وهذا ما يفسر حمل الكثير من النساء بعد أن فقدوا الأمل بذلك. فالمرأة عندما تلجأ للمراخ تكون غير مكترثة بالنتائج كما كانت مكترثة في السابق.