بعد اعتراف "أوبرا" بأنها روجت لأنظمة غذائية غير صحية.. ما أسباب صعوبة الاعتذار؟
رغم أن اعترافها قد يكلفها كثيرًا من فقد شعبيتها، إلا أنها امتلكت الجرأة على أن تعترف بما كسبت يداها وما نتج عن أفعالها من تبعات.. هكذا اعترفت مقدمة البرامج الحوارية الأميركية الشهيرة أوبرا وينفري خلال بث مباشر على يوتيوب بالتعاون مع إحدى الشركات الصحية، أنها روجت سابقا ولفترة طويلة للأنظمة الغذائية غير الصحية وغير الواقعية. وقالت وينفري: "أريد أن أعترف أنني كنت مشاركة رئيسية في ثقافة الأنظمة الغذائية تلك".
وفي تقرير نشره موقع شبكة CNBC الأميركية، جاء فيه أنه من الصعب أحيانًا أن يعترف البعض بأنهم كانوا مخطئين. وفي بعض الثقافات، يمكن اعتبار الاعتراف بالخطأ علامة ضعف أو حماقة، لذلك يتمسك البعض بشدة بفكرة اليقين والصواب، ويؤكد أكد الخبراء وعلماء النفس أن الأشخاص الناجحين والمحبوبين للغاية لا يخشون قول ثلاث كلمات بسيطة: "لقد كنت مخطئًا".
فما أسباب صعوبة الاعتذار لدى بعض الناس؟
استعرض كتاب "قوة الاعتذار لشفاء جميع العلاقات" الصادر عام 2002، للأخصائية النفسية بيفرلي إنجل ستة اسباب وراء صعوبة الاعتذار لدى بعض الناس، يمكن اجمالها في ما يلي:
مسألة كبرياء : الاعتذار يعني وضع كبريائنا جانبا لفترة كافية للاعتراف بالخطأ الذي قمنا به، وبالنسبة لبعض الناس فإن هذا يعد ضعفا واعترافا بأنهم معيبون، وقد يميل هؤلاء إلى اختلاق الأعذار أو إلقاء اللوم على الآخرين، ويرفضون تقديم اعتذار واضح وصريح.
علامة ضعف: بالنسبة لكثيرين -لا سيما الرجال- فإن الاعتذار يعكس الضعف، ويميل هؤلاء إلى إظهار أنفسهم بأنهم على حق، وأنهم دائما أقوياء.
والحقيقة أن الاعتذار عن الضرر الذي تسببت فيه، وتحمل المسؤولية عن أخطائك؛ يمكن اعتبارهما بالفعل علامة على القوة وليس العكس.
الخوف من الخجل: بعض الناس يشعرون بالخجل الشديد لدرجة أنهم لا يستطيعون الاعتراف بأخطائهم أو الاعتذار عنها، لأن ذلك يسبب لهم الحرج الشديد.
الخوف من العواقب: يخشى البعض من أنه في حال خاطروا وقاموا بتقديم اعتذار فإنه قد يتم رفضهم وعدم قبول أسفهم، وقد يخشون أيضا من أن يعرف الآخرون ما قاموا به ويخسرون بذلك احترام الناس من حولهم.
قلة الوعي: كثير من الناس لا يعتذرون لأنهم غافلون عن تأثير أفعالهم على الآخرين؛ إنهم لا يعتذرون لأنهم ببساطة لا يدركون أن لديهم أي شيء يعتذرون عنه.
قد يركزون بشدة على ما يفعله الآخرون لإيذائهم، ولا يستطيعون رؤية كيف أساؤوا هم للآخرين، أو أنهم قد يركزون على أنفسهم لدرجة أنهم يكونون غير قادرين على رؤية تأثير سلوكهم على الآخرين.
عدم القدرة على التعاطف: السبب الأهم الذي يجعل البعض يجد صعوبة في الاعتذار، هو أنهم يفتقرون إلى التعاطف مع الآخرين. إنهم يفتقدون المشاعر التي تمكننا من وضع أنفسنا مكان الشخص الآخر فنتعاطف معه؛ وبالتالي نعتذر له عندما يستحق ذلك. هؤلاء بحاجة إلى تخيل كيف أثر سلوكهم أو موقفهم على الشخص الآخر. ولسوء الحظ، كثير من الناس غير قادرين على القيام بذلك.