السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

في ذكرى رحيله.. ماذا كتبت عبلة الرويني عن زوجها الشاعر أمل دنقل؟

الثلاثاء 21/مايو/2024 - 10:20 ص
هير نيوز


يحل اليوم الذكرى الـ41 لرحيل الشاعر المصري امل دنقل، الذي رحل عن عالمنا في 21 مايو 1983، والذي وُلد في عام 1940 في قرية القلعة بمحافظة قنا، مصر، وتربى في أسرة محبة للثقافة والأدب، مما أثر بشكل كبير
على شغفه بالكلمة المنتقاة والقوافي الساحرة .

سمي أمل بهذا الاسم نسبةً لتحقيق والده الشهير لإجازة عالمية في نفس العام الذي وُلد فيه أمل، كان والده عالمًا من علماء الأزهر الشريف، وقد أثر وجوده ونجاحه في حياة أمل بشكل كبير، بعد رحيل والده وهو
في العاشرة من عمره، أصابه الحزن العميق الذي تجلى في أشعاره وأعماله اللاحقة .


بدأ أمل دنقل تجربته الشعرية في سن مبكرة، وعمل جاهدًا على تطوير موهبته الفذة. امتازت قصائده بأسلوبها الراقي والمؤثر، حيث استطاع الوصول إلى قلوب القراء من خلال كلماته العميقة والمشوِّقة .


على الرغم من أن أمل دنقل التحق بكلية الآداب في القاهرة، إلا أنه انقطع عن الدراسة منذ العام الأول لكي يعمل، قد تأثر بمسؤولية تولي رعاية عائلته بعد فقدانه لوالده في سن صغيرة، ومع ذلك، فإن هذا القرار لم يحد من إبداعه الأدبي ورغبته في تعزيز الأدب العربي بأعماله .


عبلة الرويني زوجة أمل دنقل



عاشت عبلة الروني، الصحفية والناقدة المشهورة، زوجة أمل دنقل وشريكة حياته، معه ودعمته في مسيرته الشعرية حتى آخر لحظة في حياته، وكانت دعامة قوية ومصدر إلهام له، كما كان لعبلة دور كبير في نجاح وتألق
أمل دنقل كشاعر، حيث كانت تشاركه المناقشات وتقدم له النصائح والتوجيهات.


كتاب "الجنوبي"



"فوضوي يحكمه المنطق، صريح وخفي في آن واحد، انفعالي متطرف في جرأة ووضوح، يملأ الأماكن ضجيجاً وصخباً وسخرية وضحكاً ومزاحاً، استعراضي يتيه بنفسه في كبرياء لافت للأنظار، بسيط بساطة طبيعية يخجل معها إذا أطريته وأطريت شعره، صخري شديد الصلابة، لا يخشى شيئاً ولا يعرف الخوف أبداً، ولكن من السهل
إيلام قلبه" .




بهذه الجمل الاسمية السريعة والمتلاحقة، تستهل عبلة الرويني كتابها «" الجنوبي " الذي أصدرته عقب رحيل أمل دنقل بسنتين اثنتين، والذي حرصت فيه على المواءمة الحاذقة بين موجبات الالتزام بالحقيقة المجردة في رسم صورة الزوج المتسمة بالكثير من التناقضات، وبين ما يجيش في صدرها من مشاعر الحب والافتتان بأحد أكثر الشعراء المصريين والعرب فرادة والتحاماً

باللغة والحياة. والواقع أن ما أقدمت عليه صاحبة "حكي الطائر" هو أشبه بالمغامرة الصعبة وغير المألوفة، في عالم عربي ينتصر لذكوريته بشكل فج، ويُلزم المرأة بالصمت والتواري والتستر على الحياة، حيث يرتفع في وجه البوح الأنثوي جدار سميك من المحظورات والأعراف الاجتماعية المتوارثة .


ولعل أهم ما في كتاب عبلة الرويني، فضلاً عن رشاقة السرد وانسيابيته، هو حرص المؤلفة على تقديم الحياة والوقائع كما هي في الواقع، لا كما تريد لها أن تكون.

فهي تحرص غير مرة على التأكيد بأن العاطفة التي نكنها لأولئك الذين نحبهم، لا تحول دون التزامنا الراسخ بالحقيقة، ولا تعني أبداً تجميل صورتهم أمام الملأ. فنحن إذ نفعل ذلك لا نسيء إلى جوهر الأدب القائم على إماطة اللثام عن المعنى فحسب، بل نسيء في الوقت ذاته إلى العلاقة الإنسانية نفسها، حيث المعيار الأهم للحب متصل بقبول الآخر بحسناته وعيوبه على حد سواء.

وانطلاقاً من تلك القناعات، استطاعت عبلة أن تضع سلوكيات أمل في إطارها الصحيح، باحثة عن جذورها الفعلية في تكوينه الشخصي، وفي التقاليد والمفاهيم الاجتماعية التي أحاطت بنشأته وحكمت سلوكياته اللاحقة.

فكما منحه انتماؤه إلى الصعيد المصري، الفقير والمكافح، صفات البسالة والكرم والنبل الفروسي والشعور المرهف بالكرامة وإباء النفس، منحه بالمقابل انفعالاته السريعة وغضبه الجامح، ونقمته على السلطة وجشع الطبقات المسيطرة وفسادها التام.

كما أن تلك البيئة نفسها هي التي جعلته أقرب إلى الخجل والتحفظ في علاقته بالمرأة، وفي التعبير عن عواطفه نحوها، وهو ما تعبر عنه الرويني بالقول "كان قليل الإفصاح عن مشاعره، وكنت شديدة الإفصاح عنها.

ads