السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

المرأة المحاربة | 3 نساء قدن جيوشًا وحققن انتصارات شهد لها التاريخ

الأحد 03/مارس/2024 - 12:29 م
هير نيوز

النساء منذ الأزل لهن دور كبير في المجتمع، وبرز دور المرأة أيضا في الحروب، حيث تعد من أقوى أسلحة المجتمع في مواجهة الأعداء، فخاضت المرأة الكثير من المعارك لآجل تصل إلى أهدفها، ما كلفها الكثير، وفي بعض الأحيان فقدت حياتها، لذلك كانت المرأة وما زالت رمزاً للقوة في مواجهة الظلم.

وهناك نساء حديديات عبر مختلف العصور واللاتي حققن انتصارات عظيمة على الكثير من الممالك والإمبرطوريات..

ملكة تدمر "زنوبيا"


الملكة التي أصبحت مملكتها تعرف بممكلة تدمر، وأطلق الناس عليها لقب “الملكة المحاربة“.

وهي قامت ايضا بالتمرد على الإمبرطورية الرومانية بعد وفاة زوجها الملك سيبتيميوس. فان "زنوبيا" قامت بهجوم حملات عسكرية كانت تقودها بنفسها وذلك لتوسيع مناطق نفوذها، فأصبحت "زنوبيا "بعد ذلك ملكةً لسوريا وفلسطين ولبنان ومصرَ والأناضول معاً.

لم تكتف هذه المرأه المحاربة بالاستيلاء على أهم الطرق التجارية التي كانت تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية، ولكن غيرت أيضا العملة، حيث قامت بصك عملات جديدة تحمل كلاً من صورتها وصورة إبنها وصورة الإمبراطور أورليانوس.

ومن جبروت هذه المراه التي لما يكن ترحم، فهي تسببت في وقت من الاوقات بنقص حاد في الخبز لدى الرومان. فقامت أيضاً بقطع إمدادات القمح عن روما.

ادرك هذا الأمر الخطير الإمبراطور الروماني أورليانوس فعلم بأفعال "زنوبيا" على مخطوطاتها في توحيد الإمبراطورية الرومانية مرّةً أُخرى، لذلك قرر التوجه بجيوشه إلى أنطاكية لمحاربتها، ودارت معارك عدّة ضارية في الإقليم بين جيوش الإمبراطورية وجيوش تدمر، انتهت بهزيمة "زنوبيا" وأخذها كرهينة إلى روما، ولم يعرف مكانها حتي هذا اليوم لتموت زنوبيا هناك في ظروفٍ غامضة.

بحسب المصادر التاريخية "زنوبيا" كانت إمرأة جميلة وذكية ومحاربة من الدرجة الأولى، وتقول بعض الكتب بأنها كانت تفوق كليوبترا جمالاً. زنوبيا كانت تمارس الصيد باستمرار، كما أنها كانت تتحدث العربية والآرمية واليونانية والقبطية، وكانت دائماً ما تقيم صالونات أدبية وتحيط نفسها بالفلاسفة والشعراء.



ملكه العرب مآويه


تميزت "ماوية "بالشجاعة والجرأة وتمتعت بالحنكة السياسية التي جعلت منها إمرأة قيادية بامتياز.

هي تشبه قصة الملكة ماوية قصة زنوبيا. فالإثنتين كانتا ملكاتٍ محاربات، والإثنتين قامتا بمحاربة سلطة روما بعد وفاة زوجيهما، وذلك في محاولةٍ منهما بالاستقلال عن الإمبراطورية الرومانية آنذاك.

لم يأخذ إمبراطور روما "ڤالنس" ماوية على محمل الجد، ولكنّه قرر فيما بعد حشد جيوشه لمحاربتها.  إلّا أن ماوية حققت نصراً كبيراً في كلٍ من جنوب سوريا ومصر وفينيقيا وفلسطين، وهزمت الجيوش الرومانية شرّ هزيمة. وبفضل القوة التي كانت تتمتع فيها ماوية، ولأن هذه لم تكن أول مرّة تُذل فيها جيوش الإمبراطورية الرومانية على يد إمرأة، قرر ڤالنس عقد الصلح معها وإحلال السلام بين مملكتها وإمبراطوريته.



بطلة الثورة الجزائرية جميلة بوحيرد


في عام 1954 اندلعت الثورة الجزائرية، فقررت جميلة والتي كانت تبلغ من العمر حينها تسعة عشر عاماً، الانضمام إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وبدأت بتزويد زميلاتها في الثورة بالقنابل اللازمة لمواجهة الإحتلال الفرنسي.

وهي إحدى جميلات الثورة الجزائرية الثلاث. ولدت جميلة بوحيرد لأب جزائري وأم تونسية، وكانت الإبنة الوحيدة لوالديها بين سبع شباب. وطنية جميلة وثوريتها بدأت منذ أن كانت صغيرة، فقد كانت جميلة ترتاد مدرسةً فرنسيةً في الجزائر، ووكانت المدارس الفرنسية حينها تفرض على الطلاب الجزائريين غناء نشيد “فرنسا أُمُّنا” إلّا أن جميلة كانت ترفض إنشاد هذا النشيد، وكانت تصدح بصوتها كل صباح منشدةً “الجزائر أُمُّنا”، مما دفع ناظر المدرسة إلى معاقبتها عقاباً شديداً عدّة مرّات.



أمّا العملية الأكبر التي قامت بها جميلة، فكانت تلك التي فجّرت فيها ملهاً كان يرتاده شبابٌ فرنسيون يقومون بخدمتهم العسكرية في الجزائر.

اعتقلت جميلة عام 1957، ومارس عليها الإحتلال الفرنسي أسوأ أنواع التعذيب وأكثرها وحشيةً. وفي عام 1958 صدر بحقها وبحق رفيقتها في النضال جميلة بوعزّة حكم الإعدام، إلّا أن مطالبات الرئيس المصري جمال عبدالناصر، والزعيم السوفيتي فورو سيلوف والرئيس الهندي نهرو، بإسقاط حكم الإعدام عنهن حوّلت قضيتهن إلى قضية عالمية وعربية، أجبرت وقتها شارل دي جول على إلغاء هذا الحكم وتحويله إلى حكم مؤبد.  إلا أن السلطات الفرنسية  أفرجت عنهما في عام 1962،  حيث عادت جميلة للعيش في بلدها الجزائر.

ads