السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
ads
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

عندما تبكي النساء

الإثنين 12/فبراير/2024 - 03:41 م
هير نيوز

من المعروف أن بكاء المرأة يكون في حالات كثر، أهمها حين تتعرض للظلم والقهر من قبل المحيطين بها سواء أسرتها أو زملاء العمل، وكذلك حين تشعر بالخوف أوالفرح أوالقلق.

ولا شك أن البكاء هو الوسيلة التي يلجأ لها الإنسان إذا تعرض للظلم والقهر، فيكون هو المتنفس الذي يساعد الشخص على تخطي الظلم والتغلب على القهر، والتهوين على النفس.

ولكن البعض يتهم النساء في كثير من الأحيان بأن بكاءهن ما هو إلا دموع تمسايح، فيكون لكسب العطف والشفقة من الآخرين، لمساندتهن في تحقيق الانتصار على الرجل الذى قد يكون والدها أو زوجها أو شقيقها.

وأظهرت بعض الدراسات أن النساء عموما يبكين أكثر من الرجال، وأرجعت سبب هذا إلى بعض العوامل البيولوجية والاجتماعية والبيئية المختلفة، حيث تبكي النساء مرتين إلى خمس مرات في الشهر، أو من ثلاث إلى خمس مرات أكثر من الرجال.

وعموما، يبكي الرجال والنساء على الأشياء نفسها، مثل وفاة أحد أفراد الأسرة، والانفصال الرومانسي، والحنين إلى الوطن.

وقد تبكي المرأة أكثر على الأحداث الصغيرة، مثل الشجار، كما تميل إلى البحث عن أنشطة ترفيهية تجعلها تشعر بالحزن، وذلك بسبب اختبار راحة مُعينة تجدها في تجربة الدموع، فالمسلسلات الدرامية تحظى بنسبة مشاهدة أكبر نسبيا من الإناث، وهي أعمال لديها قدرة عالية على إثارة الدموع.

إذا شاهدت امرأة عملا دراميا مُثيرا للدموع مرة واحدة في الأسبوع، بينما كان زوجها جالسا مع أصدقائه أو يلعب ألعاب الفيديو في الوقت نفسه، فإن هذا وحده أمر كافٍ لتوضيح فرق نسبة البكاء بينهما.

وهناك أنواع اخرى للدموع، وهي التي تُعبِّر عن العاطفة والمشاعر، وهي أكثر أنواع الدموع شيوعا وشهرة، وتُسمى أيضا بالدموع النفسية، وقد تحدث هذه الدموع بسبب الإجهاد العاطفي، والغضب، والحزن، والألم الجسدي، أو حتى السعادة الشديدة، فيما يُعرف بـ"دموع الفرح"، وأحيانا تحدث هذه الدموع بسبب الضحك.

وعلى الرغم من أن هناك أبحاثًا تؤكد أن البكاء من أفضل آليات تهدئة النفس، حيث وجد الباحثون أن البكاء يُنشط الجهاز العصبي السمبثاوي، وهو أحد أقسام الجهاز العصبي اللا إرادي، ويساعد الجسم على الشعور بالراحة، لكن لا تنتظر أن تكون آثار البكاء فورية، فقد يستغرق ذرف الدموع عدّة دقائق قبل أن تشعر بآثار البكاء المُهدئة وكذلك فإن البكاء لفترات طويلة يُطلق هرمون الإندورفين، الذي يُعرف بأنه أحد هرمونات السعادة، ويُساعد هذا الهرمون في تخفيف الآلام الجسدية والعاطفية، فبمجرد إطلاق الإندورفين قد يدخل جسمك إلى حدٍّ ما في حالة تُشبه التخدير.

والمتعارف عليه أن البكاء لا يحدث فقط استجابة لشيء حزين، فقد تبكي أحيانا عندما تكون سعيدا للغاية أو خائفا أو متوترا.

ويعتقد الباحثون في جامعة ييل أن البكاء بهذه الطريقة قد يساعد في استعادة التوازن العاطفي، عندما تكون سعيدا جدا أو خائفا بشأن شيء ما وتبكي، فقد يكون ذلك طريقة جسدك للتعافي واستعادة توازنه من تجربة مثل هذه المشاعر القوية.

لذلك ليس كل بكاء للمرأة يثير التعاطف والشفقة، وليس أيضا كل بكاء لها هو دموع تماسيح، ولكن ما هو مؤكد، أن المرأة عندما تبكي فهي تهدأ نفسيًا، فالعالم سيستمر سواء بكت المرأة أم لا ... فالمستفيد الوحيد من بكائها هي فقط.

ads