بقلم مها عبدالله: سعر ضميرك بظرف واحد
لا تقل إن ضميرك لا يمكن شراؤه، أنت فقط لم تعجبك العروض الحالية، ولكن إذا لم تحصل حتى الآن على السعر الذي يرضيك؛ اقرأ التالي بهدوء ودون أحكام مسبقة لو تكرمت:
عرض السعر الذي سيعجبك سيكون لسبب واحد، ليس لأنه أعلى من العروض السابقة؛ إنما بسبب «ظروفك» في وقتها، عروضنا ليست ثابتة والأسعار تتذبذب، لا أحد يبيع سهماً يرتفع يوما بعد يوم، بالضبط كما تتوالى نجاحاتك، ممارسة مالية لتبسيط الفكرة فقط: كبار المساهمين سيحاولون شراء سهمك بمقابل، على أن تكون جزءاً من محفظتهم وأنت لست في حاجة حالية، هل ستبيع؟ بالطبع لا، لكن عند وجود أي ظرف يهز استقرارك المالي أو أي جانب آخر، ستبيع بأول عرض سعر تحصل عليه، لأن قيمة العرض ستكون مرضية طالما أنها منقذة لوضعك الحالي، فما بالك لو كان كبار المساهمين -الذي يتحكمون في السوق- هم من كانوا سبب في هذه الظروف؟، ستبيع يا سيدي وأنت راضٍ أيضا، فلا تصل لمرحلة «البيع بغرض التخارج»، إنما اطرح منافسة أمام المهتمين لمن يقدم سعرا أعلى.
طريقة إسقاطك المثال على نفسك وضميرك تعتمد على زاويتك وما يملأ عقلك، فلا تحملني نتيجة ما تراكم به، ولكن أريدك أن تسترجع كل قرار كسرته أو غيرته لأن ظروفك تغيرت، أو كما يقول الجبناء حتى يهربوا من المواجهة: «ظروف الحياة تغيرت»!، جزء كبير من قراراتنا تكون نابعة من مبادئ أو معايير نؤمن أنها الأصح بين كل مختلف آخر، ندافع عنها، ونتخلى عن أي مغريات تقايضنا عليها، ونتغنى أننا حتى الآن محافظون!، الفكرة من شدة معارضتها للمنطق والواقع مضحكة ومخيفة أيضا، وما زال الجميع يحاول نهجها والمحافظة عليها حتى «يُهزَم» أي ظرف أو عدة ظروف، ولا أحد شجاع يناقش؟
أخيرا اطرح منافسة للمَحَافظ الاستثمارية وسهمك منتعش، ولا تقبل الانضمام لأكبر محفظة عدداً، إنما انضم للأغلى قيمة، لأن أفواج القطيع دائماً سيعاملونك كـ ( تابع)، أما مجموعة الكبار سيرونك «حليفا» يستحق الدعم لتبادل المصالح.