الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

زينب الكفراوي | أيقونة كفاح وأول امرأة تنضم للمقاومة الشعبية في بورسعيد

الثلاثاء 09/يناير/2024 - 05:00 م
هير نيوز

في مدينة الأبطال بورسعيد، انبثقت قصص المرأة البورسعيدية التي شاركت بكل قوة وإصرار في كفاح الشعب وصد العدوان ولم تقف مكتوفة الأيدي، "أم الفدائيين" زينب الكفراوي، رمز للمقاومة الشعبية النسائية التي استطاعت أن تسجل اسمها بأحرف من نور في قوائم الفدائيين، فهى أول امرأة تنضم إلى صفوف المقاومة الشعبية إبان العدوان الأنجلو فرنسي على بورسعيد  كان عمرها آنذاك لا يتجاوز السابعة عشرة من عمرها.

كانت زينب ورفاقها ينفذون مهمة سرية خطيرة. كانت الأوامر قد وصلت، وعبور الأسلحة والذخائر إلى أيدي الفدائيين كان أمرًا حتميًا لمواصلة المقاومة.


كفاح زينب الكفراوي


عندما اقتربوا من عزبة النحاس، وبين أزقة مظلمة ومتاهات ضيقة، وصلوا إلى المخبأ السري للأسلحة، حيث تم تخزين الأسلحة والذخائر، استخراج عشرة قنابل مايلز وأربعة رشاشات كارل جوستاف، وعلى عاتقها مهمة نقل الأسلحة والقنابل إلى تجمع المقاومة المتمركز بالقرب من شارع رشيد. توالت لحظات الانتظار، وعندما اكتملت العملية بنجاح، بدأوا في التحرك بخفية وسرية نحو تجمع الفدائيين.  وبمساعدة الفدائيين وضعوا الأسلحة أسفل عربة أطفال بعناية ووضعت فوقها مرتبة الطفل الرضيع.


 
ووضعت ابن أختها الرضيع في العربة واسدلت عليه الستائر، وسارت به ومعها حملها الثمين من الأسلحة، وهكذا، تخترق زينب ومرافقوها شوارع المدينة المحتلة، تحت أعين الكمائن والدوريات العدوانية. تظهر للعدو بثقة وهدوء، وتعرض الطفل البريء كدليل على براءتها وسلامتها.  

لم تكن هذه الأسلحة مجرد أدوات للمقاومة، بل كانت تُستخدم في الهجمات المباغتة على كمائن العدو، في حي العرب وحي الإفرنج، وكان الإنجليز يقتحمون بيوت الأهالي بلا رحمة، يبحثون عن المقاومين، ومن بينهم ابن خالة "زينب" البطل "حسن البطوط".

وفيما كانت تتوالى حملات التفتيش على المنازل من جنود الاحتلال أكتشفت "زينب"أن الأسلحة صوتها يشبه صوت النحاس فكانت تقوم بتخبئة السلاح في سندرة المطبخ التي تحوي الأواني النحاسية حتى لا يكشف أمرها فقد كانت تعرف جيدًا أهمية الصمت والتخفي.

فكانت النحاسة القديمة تكتنف السلاح، وعندما تقترب قوات التفتيش كانت تحدث صوتا بالأواني النحاسية وعندما يتردد صدى النحاس بين الجدران، يعلم الجميع أن قوات العدو قادمة.

كانت الأيام المظلمة تجبر زينب على الابتكار والتخفي ببراعة. ففي إحدى المرات، حينما حاولت قوات الاحتلال تفتيش منزلها، قررت الاستعانة بسلم نقال لتصعد إلى سطح المنزل المجاور.

هناك، في حي العرب، وجدت مكانًا مثاليًا لإخفاء قنابلها وأسلحتها في صدر سرير حماة خالتها العجوز، التي كانت تعاني من المرض. بعد إتمام المهمة بنجاح، عادت إلى منزلها بنفس الطريقة السرية، ومعها تمضي المقاومة بلا هوادة.

ads