طيور النورس | لآلئ تزين شواطئ بورسعيد ويعشقها الأهالي
الإثنين 08/يناير/2024 - 07:41 م
بورسعيد- هبة وصفي
هناك ھوایة محبوبة بشـكل خاص بین سـكان بورسـعید توارثتھـا الأجیـال، وھي إطعـام طیور النورس.
وتبـدأ حكایات النورس مع أھالي بورســــعید في نفس التوقیت من كل عام حینما یعبق الشـــتاء بأجوائه الباردة في تلك الأیام الشـتویة وبخاصـة دیسـمبر وینایر وفبرایر، تحمل في جعبتھـا مفـاجـأة طـائر النورس المھـاجر، یحمـل في جنـاحیـھ أملاً ورحلـة طویلـة عبر الأطیـاف السمـاویة.
فكلما حل الشتاء تمتلئ السماء برقصة النورس الجمیلة.
واعتاد الصغار والكبـار أن یحملون معھم "أرغفـة العیش"، التي تمثـل قلـب المـدینـة وتراثھـا العریق. وعنـد عبورھم من بورســـعید إلى بورفؤاد والعكس، یقطعون الخبز بـأیـا ٍد حنونـة وینثرونـھ في میـاه القنـاة، وكـأنھم یقـدمون ولیمـة للنورس المھـاجر.وفور أن تلامس قطع الخبز المـاء، یتجمع النورس حول لقیمات العیش، حیث یبـدأ عرض ســــحري یجتـذب العشــــرات من النورس.
تحلق في الأجواء، ثم تھبط لتلتقط لقیمات العیشو تشكل رقصات فنیة رائعة أثناء طیرانھا المعتاد، وقد
اعتاد البورسعیدیون رؤیتھا وتوثیقھا بصورھم الخاصة ویبدو المشھد كلوحة فنیة تحبس الأنفاس، حیث یستمتع النورس برقصتھ على خشبة مائیة مذھلة. بعضھا یبدو وكأنھ یقدم عر ًضا فنیًا للمتعة والسعادة، والبعض الآخر یحضر لمشاھدة ھذا العرض البدیع كمشاھدون یتوافدون على المسرح.
طــائـر الـنـورس، ھــذا الـكــائـن الـجـمـیــل ذو الـجـنــاحـیـن الطویلین، یعیش في عـالمه الخـاص على البحر الرحب، یحمـل رأســــا كبیرا ومنقـارا مـذھلا، وجســــمـا مغطى بریش لؤلؤي رمـادي في الجزء العلوي وأبیض ناصـع في الجزء السـفلي وكأنما تلونه السـماء بألوانھا الـرقـیـقــة، ویـخـتـلـف لـون الـنـورس تـبـعًــا لـلـفصــــول وعـمـر الطـائر، فالصــــغار یبدون بریش رمادي قریب من لون السـماء، في حین یتمتع النورس البالغ بریًش أبیض نقی، مع بعض البقع التي تزین رأسه وظھره حسب نوعه.
سباح ماهر وطائر رشيق
يحلق النورس في سـماءه برشـاقة لا مثیل لھا، فھو سـباح ماھر وطائر رشـــیق. وعندما یرغب في الاســـتراحة، یطفو على ســــطح المـاء كـأنه یعیش في عـالم ســــاحر یسـتحضـر فیه جمال البحر.
ویتناغم مع الأمواج الزرقاء للقناة، تتأرجح السـحب في السـماء وتتلألأ أشـعة الشـمس بعـد ھطول الأمطـار. إنه منظر یأسر القلوب حیـث الانسجام الساحر بین الطبیعة والحیاة البشریة.
علو أصــــواتھـا العـالیـة في الأفق، تتراقص صــــیحـاتھـا كـالعواء المثیر والضــــحـك المتواصل.. ولكـل نورس طعـامـه المفضل، فبالقرب من ســــطح المـاء، یتلـذذون بســمك الســردین ویأســرونه بأجنحتھم الماھرة، وبعیدًا عن الشــــواطئ، یلاحقون مراكـب صــــیـد الأســــمـاك ویتراقصـون في أعقاب القوارب، كأنھم فرقة موسـیقیة ترافق الصید.
وعنـدمـا ینتھي الصیادون من فرز غنائمھم، یھبون بسـرعة نحو المرفأ، حیث بقایا، كما لو كـانـت وجبـةً ملكیـة تنتظرھم. إنھـا عبور مليء بـالتحـدیـات والأحاســیس، حیث یتعانق البشــر والبحارة والمشــاھد الخلابة في معدیة بورفؤاد. تلك اللحظات السـاحرة التي تثیر شـــغف المرء وتأســـر قلبھ، حینما یتراقص النور ویعانق الغسـق، وتتناثر أشـعة الشـمس على سـطح البحر الراقص.إنھا روعة بورسعید وقناة السویس.
اقرأ أيضا..
ونقدم لكم من خلال موقع هير نيوز، أخبار وتقارير، صاحبة المعالى، منوعات، فن وثقافة، كلام ستات، بنات، هير فاشون، حوادث، رياضة، صحتك، مال وأعمال، توك شو، مقالات، دنيا ودين.