بقلم إيمان طلعت: الحقد والحسد.. آفة تحتاج إلى معالجة إسلامية
القلوب تمرض، وأنواع الأمراض كثيرة، أوصلها بعض أهل العلم إلى أربعين مرضا، قد يصاب الإنسان بشيء منها وهو لا يشعر، قد يصاب بقسوة القلب ومرضه وهو لا يشعر، والله جل و علا يقول: (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) [الشعراء: 88 - 89].
وجاء في سنن ابن ماجة بسند صحيح قالوا: "يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: "كل مخموم القلب، صدوق اللسان" قالوا: يا رسول الله صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد"
الحقد والحسد هما من الصفات السلبية التي تنمو في قلوب البشر، وتعدان مصدرًا للتوتر والضرر النفسي. في الإسلام، يُحث المسلمون على التخلص من هذه الصفات والسعي للتطهير الروحي.
1. الحقد:
في سورة الحشر (الآية 7)تحث على التخلص من الحقد وتعزيز التسامح والرحمة: "وَمَا أَفَاءُوا وَأَنتُمْ لَهُمْ أَوْلِيَاءُ ۚ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
2. الحسد:
في حديث نبوي عن الحسد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ، فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ" (رواه أبو داود)
معالجة الحقد والحسد:
التوبة والاستغفار: الله يتيح الفرصة للتوبة والاستغفار، وفي سورة الفرقان (الآية 70) وعد بالغفران للذين يتوبون ويعملون الأعمال الصالحة.
إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا
التسامح والعفو: تشجيعاً على التسامح، في سورة النور (الآية 22) يوجه الله المؤمنين إلى "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ"
التفكير الإيجابي: يحث الإسلام على تنمية التفكير الإيجابي وتقدير نعم الله والتذكير بنعم الله على الإنسان.
من خلال تطبيق هذه المفاهيم الإسلامية، يمكن للفرد التغلب على الحقد والحسد والتوجه نحو حياة أكثر سلامًا وسعادة.
التشبث بالأخلاق الإسلامية:
يشجع الإسلام على تطوير الأخلاق الحميدة، وفي سورة القلم (الآية 4) يصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بخلق عظيم: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ". هذا يعني أن اتباع قيم الأمانة والصدق والرفق يساهم في تقوية الروح.
الصدق والإيمان بالقضاء والقدر:
يشجع الإسلام على الصدق والإيمان بقضاء الله وقدره. في سورة البقرة (الآية 286) "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"
يذكر الله أنه لا يكلف النفس إلا وسعها، وهذا يعزز اليقين ويقوي الروح.
العمل الخيري ومساعدة الآخرين:
في سورة البقرة (الآية 267) يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا كَسَبۡتُمۡ وَمِمَّآ أَخۡرَجۡنَا لَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِۖ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ وَلَسۡتُم بِـَٔاخِذِيهِ إِلَّآ أَن تُغۡمِضُواْ فِيهِۚ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ"
يتحدث الله عن فضل الصدقة والأعمال الخيرية، وكيف أنها تطهر النفس وتعين على التخلص من الشحناء والحقد.
التأمل في الآيات القرآنية والأحاديث:
قراءة وتأمل آيات القرآن والأحاديث النبوية التي تتحدث عن السلام الداخلي والتوبة تساهم في تعزيز الروحانية والتأثير الإيجابي على النفس.