بقلم إيمان طلعت: المساواة بين الرجل والمرأة في الإسلام

المساواة فى الإسلام هي مبدأ أساسي يتمحور حول مفهوم المساواة في الحقوق والواجبات، يشجع الإسلام على احترام كرامة الإنسان بغض النظر عن الجنس، ويؤكد على تكافؤ الرجل والمرأة أمام الله.

يشير القرآن الكريم إلى هذا المبدأ في عدة آيات، حيث يؤكد أن النساء والرجال خلقوا من نفس واحدة، مما يبرز المساواة الأساسية في أصل الإنسان، كما يشدد على أهمية تعليم النساء والرجال وتطويرهم في جميع الميادين، مما يعزز فكرة تحقيق المساواة في الفرص والتطور الشخصي.

في الحياة اليومية، يشجع الإسلام على توزيع الميراث بشكل عادل بين الرجل والمرأة، مع مراعاة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، كما يحفز على التعاون والتفاعل الإيجابي بين الجنسين في مجالات العمل والمجتمع، داعيا إلى تعزيز العدالة والمساواة.

من خلال هذه النهج، يعزز الإسلام التوازن والتعاون بين الرجل والمرأة، مظهرًا بذلك التكامل الذي ينبغي أن يسهم في بناء مجتمع عادل ومتوازن.

تتحدث العديد من آيات القرآن عن مفهوم المساواة بين الرجل والمرأة. على سبيل المثال، في سورة النساء  ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا)  يُشير الله إلى أن الناس خلقوا من نفس واحدة، مما يبرز التوحيد الأساسي للبشر ويعزز مفهوم المساواة في الخلق.

كما في سورة الأحزاب ، إِنَّ ٱلۡمُسۡلِمِينَ وَٱلۡمُسۡلِمَٰتِ وَٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡقَٰنِتَٰتِ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلصَّٰدِقَٰتِ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰبِرَٰتِ وَٱلۡخَٰشِعِينَ وَٱلۡخَٰشِعَٰتِ وَٱلۡمُتَصَدِّقِينَ وَٱلۡمُتَصَدِّقَٰتِ وَٱلصَّٰٓئِمِينَ وَٱلصَّٰٓئِمَٰتِ وَٱلۡحَٰفِظِينَ فُرُوجَهُمۡ وَٱلۡحَٰفِظَٰتِ وَٱلذَّٰكِرِينَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱلذَّٰكِرَٰتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمٗا (35)

تحث المرأة والرجل على الإيمان والعمل الصالح، وتؤكد أن الله سيمنحهما أجرًا عظيمًا، مما يظهر تكافؤ الجنسين في مواجهة التحديات الروحية.

آيات أخرى في القرآن تؤكد على المساواة بين الجنسين، مثل قوله تعالى في سورة الأحزاب (الآية 32): "لَا يَسْتَوِي الْقَانِتُونَ مِنَ الرَّجَالِ وَالنِّسَاءُ وَالْقَانِتُونَ مِنَ النِّسَاءِ وَالرِّجَالُ ۚ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ۗ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ".

هذه الآية تعبر عن أن القانتين من الرجال والنساء يتساوون في أعين الله، ويشير إلى أن الفارق بين الأفراد يعتمد على التقوى والأعمال الصالحة، دون أي تفضيل تمييزي بناءً على الجنس.

بهذا، يظهر من خلال القرآن الكريم التشديد على المساواة والتكافل بين الرجل والمرأة في الإسلام، مشيرًا إلى أن التمييز يعتمد على التقوى والأخلاق بدلاً من الجنس.

وفى الختام ، يتضح من القرآن الكريم أن المساواة بين الرجل والمرأة هي قاعدة أساسية في الإسلام، حيث يؤكد الدين على تكافؤ الأفراد أمام الله، ويحث على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات.

يجسد الإسلام فكرة التعاون والتكامل بين الجنسين، ويشجع على تحقيق التوازن في المجتمع وفي حياة الأفراد. تحفز القيم الإسلامية على تعلم وتطوير الذات للنساء والرجال على حد سواء.