تمثال ملكة مصر الأجمل «نفرتيتي».. حقيقي أم مُزيف؟
الأحد 24/يناير/2021 - 04:52 م
إسلام علام
"نفرتيتي" المثيرة والمُبهمة، تمثالها النصفي المُبهر كنز لا ثاني له، ولكن بعض الخبراء يعتقدون أن هذا الوجه الذي فاق الخيال والواقع قد يكون مزيفًا، وذلك لظروف اكتشافه المُريبة، إلى أن أتت التكنولوجيا الحديثة لتكشف حقيقة هذا الوجه المميز للأسرة 18 في مصر القديمة، الذي نحته النحات المصري تحتمس عام 1345 ق.م لتدخل التاريخ كأجمل ملكة مصرية على الإطلاق.
وبحثت أجهزة المسح مؤخرًا في قشرة التمثال للإجابة عن أهم سؤال أهو حقيقي أم مزيف؟، فعلى مدار قرن من الزمان تثار تساؤلات كثيرة بهذا الجمال والدقة والأبعاد الحقيقية، فقد يكون غير حقيقي!، حلل الخبراء هذا التمثال النصفي باستخدام أحدث التقنيات لمعرفة ما إذا كان قديمًا فعلًا، وبدأوا بمسح التمثال بتصوير مقطعي ذي 64 قسمًا وكشفوا للمرة الأولى عن الهيكل الداخلي للتمثال النصفي، كما كشفت الأشعة المقطعية أن قلبه من الحجر الجيري المغطي بطبقة من الجص تم تلوينها فيما بعد.
وكان اكتشافًا مثيرًا للريبة لعلماء المصريات فلم يوجد في العالم القديم أبدًا تمثالًا قديمًا وضعت اللمسات الأخيرة على أجزائه الصعبة والدقيقة باستخدام الجص وهذا أثار للقلق.
وقال العالم الأثري ودفيج بور شاردت مكتشف التمثال في عام 1912، إنه عثر على تمثال نفرتيتي النصفي في ورشة في تل العمارنة في محافظة المنيا تحت 50 سم من التراب والحصى، ولهذا تفحص المحققون مذكرات بور شاردت بحثًا عن أي شيء غير طيبعي ليظهر شيء مشبوه تقول عنه عالمة المصريات جوان فليتشر بجامعة يورك الأمريكية: "خضعت ظروف اكتشاف التمثال النصفي للتشكيك لأنها تزامنت مع زيارة أحد الأمراء لموقع التنقيب وقيل إن بور شاردت ربما أراد إبهاره بهذا الاكتشاف المدهش".
وفي أوائل القرن العشرين كانت هناك رغبة كبيرة في إبهار العائلات المالكة القوية في أوروبا وبالطبع تمثال جديد لنفرتيتي الجميلة كان سيهرهم، وأبدى الأمير إعجابه بالفعل بالاكتشافات في منطقة الحفر، ولكن أحد العمال اختفى للحظات ثم عاد حاملًا تمثال نفرتيتي ليندهش أفراد العائلة المالكة بجماله، وهذا أثار سؤالًا في خلد البعض هل زرع هذا التمثال عن عمد ليبدو كاكتشاف جديد؟
وهذا ما جعل العلماء في العقود التالية تدرس خواص التمثال بدقة وأثار تفصيل واحد عن التمثال بعض الأسئلة المريبة، وهي أن له عين واحدة تثير علامة استفهام حيث يرى خبراء كشف التزوير أنه كان من السهل إيجاد عين قديمة وزرعها في قطعة فنية كهذه لكن العثور على عينين اثنين كان سيغدو مستحيلًا.
وبحسب عالمة المصريات "جوان فليتشر"، فإن عين نفرتيتي لا تثبت زيف التمثال وتضيف: "إنه سوء فهم للكيفية التي صنع بها المصريون القدماء قطعة فنية بأعين مزورة، فغالبًا هذه الأعين تسقط باستمرار، إذن وجود العين من عدمه ليس سببًا للشك في أصالة هذا العمل الفني الرائع".
ولاحظ العلماء عناصر أخرى غير متناسقة فهناك تلف في الأذن ورأس الثعبان الكوبرا مفقود وقيل أن التمثال كان على وجهه عند العثور عليه ومع ذلك لا توجد أي أضرار في الأنف أو الذقن، فالتمثال في حالة رائعة وعندما ذهب لألمانيا لقى تقديرًا كبيرًا من ديكتاتورها هتلر، وأعجب جدًا به فكان بالنسبة إليه المرأة الآرية المثالية.
وأخضع العلماء المواد المكونة للتمثال لتحليل كيميائي باستخدام فلورية الأشعة السينية المتطورة وفي هذا الصدد تقول الدكتورة فلورا أنتوني بجامعة كينيساو: "اختبار فلورية الأشعة السينية يعني توجيه أشعة ليزر إلى تمثال نفرتيتي، ثم مواجهة العناصر الخارجة من الليزر وبالتالي يمكن معرفة ما إذا كانت هناك أصباغ حديثة أم لا".
وأثيرت تساؤلات حول ما إذا كانت الأصباغ مصنوعة من مكونات عمرها 3000 عام أم من مواد مزيفة في القرن الـ20؟، وعندما ظهرت البيانات ذهل العلماء فالأصباغ المستخدمة تتوافق تمامًا مع نوع الأصباغ التي استخدمها فنانو الأسرة الـ18 في مصر في ذلك الوقت.
وهذه النتائج جعلت غالبية العلماء إلا ندرة قليلة تؤمن بأنه التمثال الحقيقي الأصلي للملكة نفرتيتي.