بقلم مها عبدالله: الهوية أشرس عائق
تنشأ كفرد في بداية عمرك، ضعيفًا معتمدًا على الآخر، تصبح رهين عائلة ومجتمع إما أن يطلقا سراحك أو يتعاونان على استعبادك، فكيف يمكن معرفة ما إذا كنت حرًا طليقًا أو عبدًا ذليلا؟.
إذا كنت أمام اتخاذ قرار شخصي مثلا، إذا تبادر إلى ذهنك أي فرد آخر سواك؛ فأنت لست حرًا، قد يكون قيدك خوفًا أو إيثارًا أو حتى حبًا!، وإذا واجهت مشكلة وتحتاج حلا، إذا تبادر إلى ذهنك أي فرد آخر سواك؛ فأنت لست حرًا، قيدك هنا هو عقلك وطريقة تفكيرك التي لا تؤمن باستقلالية مسؤوليتها وقوتها.
أما عن تكوين أحلامك وأهدافك التي لا يجب أن تقاس بأي شكلٍ كان أو تتعلق بحسابات أفراد آخرين، وجودهم في تقييم أحلامك وتحقيقها يعني أنك تفتقد لهوية مستقلة، خاصة وأنك «تابع» ولست قائدًا، حالات كثيرة يمكنك أن تقيم حريتك بها تجتمع في قاعدة واحدة: «إذا ظهر فرد آخر سواك لحظة تفكيرك فأنت لست حرًا»، وعليك أن تحلل سبب وجوده في عقلك.
ما أريد إيصاله هنا أن القيود ليست سلاسل حديدية أو قوانين جليدية، قيودنا قد تكون مشاعرنا أو حاجاتنا أو نقاط ضعفنا، معرفتك بها وأسبابها سترشدك لطريق التخلص منها.
وأخطر قيد قد يصعب على صاحبه التحرر منه هو «هويته» التي شكلها من تجاربه السيئة، إن كنت تعاني من سقطات متتالية رغم محاولاتك المختلفة؛ لعلك وحدك العائق أمام نفسك، أن تكتشف ما أنت عليه يحتاج إما لصراعٍ مجيد أو لعراكٍ سحيق.. يكون خصمك فيها «أنت».
أخيرًا.. هويتك هي مفتاح راحتك وسعادتك، ألِن مبادئها وجمّل غرائزها.