لماذا تفضل الفتاة صديقتها على الأم في «البوح بالأسرار»؟
مع وصول الفتاة سن البلوغ، وانتقالها من مرحلة الطفولة الى مرحلة جديدة تتجلى فيها صفاتها الأنثوية، وتنمو فيها مشاعرها العاطفية يصبح لها أسرارها الخاصة، التي لا تأمن البوح بها لأحد – حتى أقرب المقربين اليها "الأم والأخت" -.
ولكن بمرور الوقت تفضل البوح لصديقتها والأخذ برأيها في كل صغيرة وكبيرة، لتصبح هناك منافسة غير معلنة بين الأم والأخت والصديقة، تنزعج منها الأم في كثير من الأحيان حيث ترى أنها الأجدر على حفظ أسرار ابنتها.
ما الدافع وراء تفضيل بعض الفتيات الصديقة على الأم والأخت؟
تقول الدكتورة فاطمة سعد "المستشار التربوي والأسري" في تصريحات خاصة لـ"هير نيوز" إن أهم الأسباب التي تدفع الفتاة في سن البلوغ لتفضيل صديقتها على الأم والأخت، هو تقارب السن، وتشابه الاهتمامات والميول فتشعر معها بقدر من الأريحية الذي يجعلها تتخذ منها خازنة لأسرارها.
وأشارت إلى أن على الأم تقبل وجود صداقات في حياة ابنتها، فهو أمر مهم للغاية في تلك المرحلة، حيث ينمي شخصيتها ويحمها من بعض المشاعر السلبية المرتبطة بهذه المرحلة، ولكن شريطة أن تتأكد أنها صحبة صالحة.
وأضافت: أما إذا كانت هذه الصحبة تفتقر للأخلاق الأساسية والسلوكيات السليمة والسوية، فذلك يشكل خطر على الفتاة لابد من حمايتها منه، من خلال اللين في المعاملة دون تسلط أو العنف واجراء حوار هادف ترسي من خلاله أسس الاختيار السليم للأصدقاء.
وأشارت إلى أن هناك بعض العوامل التي تدفع الفتاة للبعد عن أمها وتفضيل صديقتها، منها في الغالب، شعور الفتاة بقدر من التسلط والعنف، ومن ثم تبحث عمن يحتويها ويحتضنها، ويعوضها عما تفتقده من احتواء وحنان، وهنا تتأتى مسؤولية الأم في مراجعة طريقة تعاملها مع ابنتها وبناء جسور من الثقة بينهما خاصة في تلك المرحلة الهامة.
وتابعت: هناك حقيقية هامة لابد أن يتذكرها الأباء وهي ان الله "زوجل" فطر الإنسان على أمور تكون فيها النفع له منها أن يبدأ في سن البلوغ في الاستقلال عن أسرته، ولولا تلك الفطرة لما نما وتطور وأصبحت له شخصية متفردة، فهو يحتاج لمحيط أوسع فى كل مرحلة من مراحل النمو.
ولفتت إلى أن دور الوالدين أن يبدأوا مع الطفل من الصغر في إرساء علاقة سوية قوامها الحزم والحنان فتنشأ الثقة التي تجعل الطفل عند بلوغه لا يرفض كل ما يصدر عن والديه، كما يجب على الوالدين إتاحة مساحة معقولة من الحرية تزداد بالتدريج مع ازدياد القدرة على تحمل المسئولية لدي الأبناء.
وشددت على ضرورة مراعاة اختيار البيئة المحيطة بالأبناء منذ الصغر كالمدرسة والنادي أو أماكن ممارسة الأنشطة التي تتوفر فيها الصحبة الصالحة حتى يكونوا أكثر اطمئنانا على أبنائهم.