بقلم مها عبدالله: في المخاطرة حياة
الكل يبحث عن حياة هادئة لاعتقاده أنها الملاذ الهانئ، رغم أن الواقع عكس ذلك، الطبقة المخملية ليست لديها تحديات الحياة الصعبة، حياتها مريحة ومتطلباتها يمكن تنفيذها، حتى أحلامها يمكن تحقيقها، إذاً لماذا يبحثون عن مغامرات استثمارية بها مخاطرة عالية أوهوايات خطرة؟
تخيل معي أن تصحو ولا هدف لديك؟ لا قيمة ولا متعة ولا حياة، مثلك مثل الأنعام ترعى بلا قيمة وهدف، بل عبء بيئي ومستهلك مهمش، لا أحد يحتاجك ولا أنتَ منتج! هل ستشعر بقيمتك؟ بالطبع لا، لأن فطرة النفس البشرية تحتاج لهدف يعطي لحياتها معنى، فكيف نصنع الهدف والتحديات؟
الهم تحد، المصيبة تحد، كسر الخاطر تحد، جروح المشاعر تحد، نعم تحد وليست آلاماً فقط، بشرط .. أن تجعل كل ذلك دافعاً لك، كوقود «حارق» يدفعك بسرعة البرق نحو صناعة نقاط تحوّل في حياتك، دوافع الإنسان القوية تخرج من رحم الآلام وليس من رحم الأحلام، لأن الأحلام غالباً ترتكز على الرفاهية وليس الحاجات، لذا أحلام قد تتخلى عنها إذا كان الطريق إليها صعباً جداً، لكن حاجاتك هي أساس بقائك وعليه ستستمر في محاولة تحقيقها مهما كانت صعوبة رحلتها، وبالتالي لا يوجد دافع فاعل.. سوى كسر حائل.
لن تدوم حالك كما هي، ستمر عليك التحديات وتعتقد أنها من مصاعب الحياة، ثم إذا استقرت حياتك ستشعر بالملل والروتين، ثم تعتقد أنك لا تستطعم الحياة، فتعتقد أنك فقدت الشغف، والسر أمام عينيك، أنت تحتاج صناعة تحد جديد فقط وستستطعم الحياة كما لم تذقها من قبل.
أخيراً خاطر وغامر .. حتى تُفاخِر.