حوراء الهميلي | شاعرة سعودية جريئة وقفت على منصة التتويج
السبت 14/أكتوبر/2023 - 11:13 ص
وائل كمال
حوراء الهميلي هي الفتاةُ السعودية المسكونةُ بالأحلامِ والأسئلة، تخيط للعالمِ فساتينَ المفردات وتحلق في سماواتِ الجمال، وهي أيضًا المسافرة في دهاليزِ روحِها بحثًا عن صوتِها الداخلي الخاص، عن ذاتها وعن جوهرِ وجودِها.
أما الشعر فهو أداة بحثها عن كل هذا، ما يعلمنا إياه الشعرُ هو صنع المعنى كما يقول الفيلسوف البريطاني بيتر ولي، علاقتي بالشعر علاقةٌ جوهريةٌ وجوديةٌ حتمية، ليس لها لون خاص أو اتجاه محدد علاقة المريدِ بشيخه وعلاقة الطفلِ بأمه وتذكرني هذه العلاقةُ المحيرة بمقولة أوغسطين "ما هو الزمن إذا لم تسألوني ما هو، فإنني أعرفه.. وإذا ما سألتموني ما هو فإنني لا أعرفه!".
فالشعر هو الزمن المنساب من شفة اللغة وهو المفتاحُ لتخليدِ الأمم وحضاراتِها ابتدأ هذا الاتصالُ العاطفيُّ بالشعرِ عندما كنت أقرأ نصوصَ الإنشادِ المدرسية وأُفتن بقاموسِ المفردات الجديدة، كنت أصطاد الكلماتِ كمن يصطادُ لؤلؤةً في بحر المعنى.
هذه العلاقة وهذه الحساسية كانت بانتظارِ حدثٍ ما، حدثٌ يهز شاعريتي ويفجر براكينَ عاطفتي هذا الحدث كان فقدي لوالدي وأنا في العاشرةِ من عمري، كنت أشعرُ بفراغٍ داخليِّ كبير لا أدرك ماهيته ولا أستطيع وصفه، فكانت الكتابةُ هي العلاج الروحي.
لجأت إلى دفترِ مذكراتٍ كنت أخبئه بين الحين والآخر في حقيبة المدرسة؛ هروبًا من شبحِ الحنينِ والفقد.
وكشفت الشاعرة حوراء الهميلي الحاصلة على المركز الثالث في جائزة أمير الشعراء أن الجائزة تمثل محطة مهمة بالنسبة لها، مؤكدة أن الوقوف على شاطئ الراحة يحتاج إلى الكثير من الجرأة والمغامرة.
وقالت الهميلي أيضا في تصريحات صحفية أنها نشأت في بيتٍ يُعنى بالأدبِ، ويحترمُ الشعر ويقدِّسه، موضحة أن بدأت تكتب الشعر بعد رحيل والدها وهي في العاشرة من عمرها، حيث هزَّ هذا الحدث شاعريتها، فكانت الكتابةُ هي العلاج الروحي لها.
حوراء نشأت في بيتٍ يُعنى بالأدبِ، تجذبه الكلمةُ وتبكيه رهافتها، يحترمُ الشعر ويقدِّسه، والدها رحمه الله كان يرتجل الشعر بسليقتِه، أخاها الذي يكبرني سنًّا هو أيضًا شاعر.
حوراء الشاعرة تحاول أن تكون متصلة بإنسانيتها بشكل عميق، بما تحمل هذه الإنسانية من هواجس وجودية بما تحمل إنسانيتها من هشاشة.
تتمنى حوراء أن تكون صوتًا ممتدًّا لكل شاعرة لم تستطع أن تواجه العالم بمشاعرها وتطلعاتها وأحلامها
أبرز أشعار حوراء الهميلي
ما غايةُ الشعرِ ؟
_أنْ أحيا به أبدا
مهما اقتربتُ ومهما عنيَ ابتعدا
ماهية البوحِ؟
_جرحٌ يستعير فمًا
بِاسم الحنينِ الذي في صدره وُئِدا
ماهية الحبِ؟
_مثقابٌ به اشتعلتْ
(يا نارُ كوني)
وفيها الشوق ما خمدا
ماهية الروح؟
- وحيٌ لم يَجِدْ رسلا
فاختار أنْ يصطفي في غيبِه الجسدا
وما تكونين؟
- نهرًا شقَّ أوردةَ السماء
والطورُ في محرابه سجدا
أنا الطبيعةُ في أجلى تحوُّلِها
ما البرقُ
إلا ضميري حينما ارتعدا
الريحُ؟
آهاتُ قلبي
حينما سرقوا عشَّاقَه
هام في الدنيا بغيرِ هدى
البحرُ؟
من دمعيَ استوحى ملوحتَه
ما ثَمَّ ماءٌ همي إلا له صعدا
والوردُ؟
فلسفةُ اللاوعي في حلمي
والجاذبيةُ؟
-أنثى
أنجبتْ بلدا
والماوراء؟!
- نسيجٌ ملءَ خفَّتِه
يشفُّني كلما أدني إليه يدًا
كثافةُ الغيبِ
تغريني
فأنسج من ألطافِها
قدْرَ ما يكفي الفضول رِدا