عالم النساء السري | دوافع خفية وراء رغبة بعض الفتيات التحول لذكور
عندما تشعر الفتاة بأنها حبيسة لجسد أنثوي فقط،
دون التمتع بكينونتها كأنثى، تستميلها الصفات الذكورية والرغبة في ابرازها، تتزايد
حدة الصراع بداخلها وتتسع هوة الفصام بين جسدها وروحها، لتلجأ للتفكير في عمليات التحول
الجنسي إرضاء لنفسها ورغبة في التخلص من هذا الصراع.
ولكن يبقى هنا السؤال، هل هذا الشعور يعد مبررًا لتزايد حالات التحول أم أنه قد يكون ناجمًا عن اضطرابات نفسية وسلوكية كان بالإمكان معالجتها لتستعيد الفتاة اعتزازها بأنوثتها؟.
دراسة تتحدث عن اضطراب الهوية الجنسية
في هذا السياق تعددت الدراسات التي
تناولت حالات التحول من انثي لذكر، كان آخرها دراسة أجريت بجامعة تورونتو الكندية، والتي أكدت أن 3 فتيات فقط من كل 25 فتاة متحولة جنسيًا أثناء طفولتها يعانين
بالفعل من مرض اضطراب الهوية الجنسية، أما البقية فكانت مجرد خواطر خاطئة لم
يتعامل معها الأهل بطريقة سليمة.
وخلصت الدراسة الى أن عمليات التحول
الجنسي ليست بالجذرية التي يتخيلها الناس وأنه مهما كانت كمية بتر أجزاء من الجسد،
أو تذكير السلوك، أو زراعة مظهر ذكوري فإن ذلك لا يجعل المرأة رجل، فعملية التحول
الجنسي لا تغير النساء لرجال أو العكس، وإنما تجعل الرجال أنثويين والنساء
ذكوريين".
ومن جهتها قامت مؤسسة كارلونيسكا السويدية بدراسة عميقة طويلة المدى لمتابعة 324 شخصًا أجروا عمليات تحول جنسي تمت متابعتهم على مدار 30 عامًا، كشفت الدراسة أنه بدءًا من 10 سنوات بعد عملية التحول الجنسي، بدأ المتحولون جنسيًا في الشعور بصعوبات ذهنية وأن نسب الانتحار ارتفعت 19 ضعفاً ضمن عينة المتحولين جنسيًا مقارنة بنسب الانتحار بين غير المتحولين جنسيًا.
استشاري: سببان لرغبة الفتيات في التحول لذكور
في هذا السياق يقول الدكتور ماجد أرنست
"استشاري الأمراض النفسية والعصبية" في تصريحات خاصة لـ"هير
نيوز" إن رغبة بعض الفتيات في التحول الجنسي للذكور أو العكس هو أمر يعود
للسببين، الأول أن يكون الراغب في التحول مصاب بخلل في الهوية الجنسية، وهي حالة مرضية يكون
فيها المريض شكله الخارجي ينتمي لجنس معين وتركيبه الداخلي ينتمي لجنس، وهو يبدأ
منذ الولادة بمعنى أن يولد الطفل بأعضاء تناسلية ما بين الذكر والأنثى، كولادته
بأعضاء ذكورية خارجية واحتواء جسمه من الداخل على أعضاء أنثوية كالرحم أو المبايض،
لهذا يختلط على المحيطين تحديد جنسه، وفي هذه الحالة يجب عرض الطفل منذ البداية على طبيب جراحة أطفال للخضوع للفحص الدقيق، لكي
يتم تحديد جنس المولود وتصنيفه، ثم بعد ذلك يتم خضوع الطفل لعملية تصحيح الجنس.
وأضاف: أنه بجانب ذلك السبب تتعدد الأسباب
النفسية الأخرى أن تزيد من رغبة التحول لدى البعض، ويعود ذلك لأخطاء في طرق
التربية من البداية تجعل البنت أكثر ميلا للجنس الذكري أو العكس، ويظهر من خلال
عدة أعراض منها ميل الطفلة لارتداء ملابس الجنس الآخر، وكذلك ميلها للألعاب
المتعلقة بالجنس الآخر، بحيث تكون أكثر اندماجا معهم
ونوه الى أنه في حالة التأكد من أن الرغبة في التحول تكون ناجمة عن خلل نفسي وليس مرض متعلق بخلل في الهوية الجنسية، لابد من اخضاع المريض لعلاج نفسي ، وجلسات نفسية تمكنه من قبوله ذاته وتطرد عنه ما يرواده من أفكار شاذة، مؤكدا أن مثل هذه الجلسات يكون لها مفعول كبير في العلاج، معتبراً أن محاولة تجاوز البعض للعلاج النفسي، واللجوء للمطالبة بالتحويل الجنسي يكون له عواقب نفسية وبدنية خطيرة على المريض.
ويرى ارنست أن أقصر الطرق للعلاج هي
تجنب العوامل التي تسبب اضطرابات الهوية الجنسية عند الطفل منها تعويض غياب العامل
الأبوي وكسر المعتقدات الخاطئة عن الجنس أو الجنس الآخر، وضرورة الاكتشاف المبكر
وإجراء جلسات العلاج النفسي.
في السياق ذاته، يقول الدكتور عبد
الهادي زارع "رئيس لجنة الفتوى بالأزهر “ في تصريحات صحفية - أنه ليس هناك
فتوى مطلقة في تلك الحالات بالتحليل أو التحريم، وإنما كل حالة بعينها تسمى في
الفقه "واقعة عين وحال" بمعنى أن كل حالة لها طابعها ووضعها الخاص وليس
هناك تعميم في تلك المسألة
وأضاف أنه يتم دراسة الحالة من كافة الجوانب
للتأكد هل هي مجرد حالة نفسية لدى الشاب أو الفتاة، أم حالة أصلية، ومعرّفة ما إذا
كان أعضاء الذكورة أو الأنوثة ليست واضحة في أي اتجاه مثل "الخنسى"
مثلًا والتي يسهل فيها إصدار الرأي الشرعي.
وأوضح رئيس لجنة الفتوى أنه يراعى
التأكد من عملية اختلاف الهوية لدى الشاب أو الفتاة وليس مجرد رغبة أو هوى شخصى
لديه، مؤكدًا أنه لا يعتمد بالفتوى الشخصية فى تلك الحالات على الإطلاق وإنما يكون
الأمر من خلال فتوى جماعية.
وتابع: قد يكون هناك حالتان متشابهتان لكن الرأي الشرعي فيهما يختلف بمعنى أن أحدهم يرى فيها الطب النفسي أجاز المسألة وأقر أنه متغير جنسيًا ومنها حقها التحول حتى لا تضار والحالة الأخرى يرى الطب أنه لن تضار إذا لم تتم عملية التحويل وإنما هي ميول شخصي فقط لدى صاحبها وليست ميول حقيقية لذلك نقول إن كل حالة تختص بنفسها.
اقرأ أيضا..