الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

شيخة السنان | فنانة كويتية أبدعت في الفن التشكيلي

الثلاثاء 10/أكتوبر/2023 - 12:59 م
هير نيوز

شيخة السنان من الوجوه النسائية اللافتة، بادرت مبكراً بارتياد محترف الحركة التشكيلية وتنامى شغفها غير المحدود في السنوات الأخيرة باسهاماتها ومشاركاتها في سلسلة من المعارض الجماعية والفردية لأعمال تنضح بخلاصة ابداعها ووضوح ونضج تجربتها الطويلة في هذا المجال.

ويظهر في لوحاتها المرسومة للشخصيات النسائية بناء تشكيلي خارج عن المألوف، تتشابك فيها المساحات والخطوط وتتداخل في تكوينات وتركيبات لعلاقات بصرية موسيقية، يظهر فيها المزج بين الألوان بنفس تجريدي يؤدي إلى حالة دينامية تترك لدى المشاهد إحساساً بحركة ما داخل اللوحة.



في بعض لوحاتها المعروضة تحرص شيخة السنان على ابراز الصفة الزخرفية وندرك فيها القدرة على التصميم المتماسك والتكامل الجمالي ونتذكر الزخارف المستوحاة من المصاغ والحلي التقليدية والمطعمة بالصدف واللؤلؤ والأحجار الملونة. في ضوء ذلك جاء احتضان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لهذا المعرض، إضافة واثراء للتنوع التشكيلي الذي سبق لرواد الفن ومحبيه من شعبنا الكريم ان لمسوه خلال المعارض السابقة للفنانة.

ماذا قيل عن شيخة السنان؟


في حين قال الكاتب والناقد الفني التونسي يوسف زروقة عن الفنانة: «التعبيرية والتجريدية وثالثتهما الرمزية الشفيفة هي ما تقوم عليه أضلاع المثلث الذهبي لدى شيخة السنان. رسومات موحية تضج حياة! ذاك أول ما تختزنه العين في سياحتها عبر رسومات فنانة كشيخة السنان مسكونة بسؤال تشكيلي، حارق... رسامة مقتدرة تعي مدى انفتاح الأفق الاستلهامي لديها على اللا نهائي في كونها التشكيلي: ثيمة ولونا. رسومات اكتظت بألوان الطيف فشكلت من مادة التراث والواقع في آن مادة حية تضج بالحركة وبشتى الاعتمالات الكامنة طي هذا الرسم أو ذاك والتي تحيل بتجاورها اللوني وانكساره المتدرج من حال الى حال، على عالم قوس قزحي مخصوص هو من صميم مشغل الرسامة وهي تراوح في تيمتها هذه بين الحالة والآلة أي بين اللون كطقس وما ينشده من معالجة فنية حافة.

في هذه الرسوم، تتخلل اللطخات الضوئية تضاريس اللوحة في انكسار يمر عبره شيء من الشعاع يعدل من هيمنة لون ما، الأحمر أو الأزرق مثلاً، على ألوان أخرى مجاورة، فيحدث التنافر والتناغم في الآن نفسه وهو ما يجعل هذه الرسوم بالذات تعايش اللون من حيث هو كون من التباينات في مرايا متعاكسة لذات تنشد بياضاً ما أو ضوءاً ما، لعله الضوء الأبيض ذاك الذي يختزل ألوان الطيف السبعة المتماوجة والمتمازجة في قوس قزحها النيوتني (نسبة الى نيوتن مكتشفها).



ما يمكن أن نلحظه ونحن نتأمل مناخاتها اللونية مدى هيمنة الأحمر، والأزرق والاصفر وهي ألوان أساسية ذات سيادة على سواها مما جعل لوحاتها ناطقة بأكثر من حالة نابعة منها أساساً، على خلفية أن الأحمر يحيل على حيوية المضمون ويثير انتباه المتلقي المستهدف، والأزرق يفتح نافذة على البحر حيث الاسترخاء ونشدان الهدوء، في حين يتمثل الاصفر مضمون البهجة والانتعاش».

وأضاف: «شيخة السنان تعكس في مختلف تجلياتها التشكيلية، زخم الواقع وثراء التراث بعين غير تقليدية وبألوان «هادفة» تجعل «المرسل إليه» في حيرة إلى حد ما، وهو يسائل اللوحة ويؤول أبعادها. وما معرضها هذا، بما تضمنه من رسوم مجنحة ثيمة ولوناً، إلا رفد لمسيرة زاخرة عاشتها ولا تزال فنانة كويتية تعي ما تقول ولم يزدها منجزها التشكيلي إلا طموحاً وهروباً إلى الأمام من أجل رسم لوحتها المقبلة.



ads