الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

زوجة تعاني من العنف الزوجي: سرقني وولع في الشقة وضربني حتى فقدت الذاكرة (فيديو)

الإثنين 09/أكتوبر/2023 - 01:19 ص
هير نيوز

العنف الزوجي.. ظاهرة انتشرت في الكثير من البيوت المصرية، وأدت إلى نتائج كارثية، منها الطلاق، ومنها الإصابة بعاهة مستديمة، وفي بعض الحالات انتهت بضرب أفضى إلى الموت، ليتم هدم أسرة بالكامل بسبب العنف غير المبرر، وتحول قصص الحب التي كانت تعج بالمشاعر والمودة إلى نهايات صادمة.

وهناك قصص عديدة لزوجات تعرضن للعنف الزوجي، يتناولنها عبر حساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، فيحصلن على تعاطف المتابعين، ومن هذه القصص ما هو مأساوي، انتهت نهايات مفزعة، وتسببت في خراب البيت ودمار الأسرة، وضياع الأطفال، فكيف يمكن مواجهة هذه الظاهرة، وما هي أنواع العنف الزوجي والأسري؟.

أشعلت الإعلامية رضوى الشربيني تلك القضية الحساسة، والتي أصبحت موجودة في الكثير من البيوت المصرية، فاستضافت في إحدى حلقات برنامجها التلفزيوني مجموعة من الزوجات اللاتي تعرضن للعنف الزوجي، وروين قصصهن الصعبة، التي حصدت تعاطف الجمهور وتسببت في بكاء كل من يسمعها.

ومن هذه القصص، قصة زوجة، أبكت جميع الحاضرين، حيث قالت: "زوجي تزوجني منذ 5 سنوات، بعد قصة حب كبيرة، ولكن بعد الزواج تحول تماما، فأصبح يضربني دائمًا، ويتعامل معي بلا رحمة، حتى أنه في إحدى المرات ألقى عليّ طفاية السجائر ولكنها أصابت طفلتي في رأسها وسالت دماءها أمامه دون أن يرمش له جفن".


وأضافت الزوجة وهي منهارة بالبكاء: "لم يكتف زوجي بذلك، ففي مرة أخرى ضرب رأسي في الدولاب ما أدى إلى أن أفقد الوعي لمدة 21 ساعة، وعندما استيقظت تفاجأت بأنني فقدت الذاكرة، فكان يعاملني بلا رحمة، ودون مراعاة وجود الأطفال، حيث كان يحدث ذلك أمامهم".

وتابعت: "عندما انهرت وتأكدت أنني لن استطيع الاستمرار معه، طلبت منه الطلاق، ووقتها ثار بشدة، وأحضر زجاجة بنزين وأشعل النار في شقتي، ودمرها تماما، كما سرق ذهبي وقائمة المنقولات خاصتي، وأجبر والدي على التوقيع على استلام المنقولات وهذا لم يحدث، وضاع حقي تماما".

وعندما سألتها رضوى الشربيني، عن سب استمرارها مع زوجها لمدة 5 سنوات كاملة رغم معاملته السيئة لها، قالت الزوجة باكية: "حاولت أن استمر في الحياة معه من أجل الطفلتين، فلم أكن أرغب في الحصول على لقب مطلقة، كما أنني كنت أريد أن أربي الطفلتين مع والدهما وليس دون اب، ولكنه لم يترك لي الفرصة، فاضطررت في النهاية لطلب الطلاق للتخلص من العذاب الذي أعيشه، وهو ما حدث".



الصحة العالمية والعنف الزوجي


وبشأن ظاهرة العنف الزوجي، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا بإنّ هناك امرأة واحدة من كلّ ثلاث نساء، أيّ حوالي 736 مليون امرأة، تتعرّض للعنف الجسدي من قِبل الشريك الحميم، أو للعنف اللاأخلاقي من قِبل غير الشركاء، وهو عدد لم يتغيّر تقريباً طوال العقد الماضي.

وتتعدد أشكال العنف ضد المرأة فمنها، الإساءة الجسديّة كالضّرب أو الركل أو القتل، والإساءة العاطفيّة كالتقليل من قيمة المرأة واحترامها، والاعتداء المتمثل في إجبار الزوجة دونما رضاها والتعنيف النفسي كالضغوط الممارسة عليها نفسياً باستخدام أساليب التخويف والتهديد. والصراخ والتكسير والوعيد ومنعها مِن ممارسة حياتها الطبيعية المشروعة،

وكذلك الاعتداء الاقتصادي مثل سلب مال الزوجة، أو التحكم بأموالها قهراً او إكراهاً ناهيك عن العنف اللفظي بالشتم والسباب، وإهمال الزوج لزوجته عاطفياً ونفسياً واقتصادياً، وخيانتها عبر دخول الزوج في علاقات متعددة بما يجرح مشاعرها ويهدر كرامتها وحقوق العشرة بينهما.

وهناك العديد من الأزواج الذين يفرضون سيطرتهم كاملة على زوجاتهم بهدف إلغاء شخصياتهن وحرمانهن من حريتهن في التعبير عن آرائهن او حقهن في اختيار ايّ أمر متعلق بحياتهن.



رأي الشرع في العنف الزوجي


أجمع الفقهاء أنّ العنف الزوجي وإهانة المرأة أساسهما الإرث الاجتماعي المغلوط، فالرسالات السماوية وأحكامها الشرعية، وقواعدها تحرّم العنف الجسدي والنفسي ضدّ الزوجة، لا سيما أنَّ الحياة الزوجية قائمة على السكن والمودة والرحمة وعلى تجنب الشتم والسب والتحقير، ولا بدّ من التزام المعالجة بالمنهج الشرعي لأيّ خلاف.

واضافوا أن تكريم المرأة يبدأ مِن أهلها الذين يجب عليهم محضها الثقة بالنفس، وحفظ كرامتها وعدم إهانتها حتى لا تكون خانعة وخاضعة، لكلّ مِن تسوّل له نفسه إيذاءها، وأن تعلم حدود حقوقها وواجباتها ولا تتنازل عن أيّ من حقوقها، وتقوم بكلّ واجباتها بحب وأمانة، فكلّ شيء يبدأ مِن الأسرة ومِن ثم التأكيد على تلقيها العلم حتى تعتمد على نفسها ولا تضطر لقبول الاهانات والتعنيف مقابل لقمة العيش، او المأوى في منزل مِن ينتهك حقوقها وكرامتها وعليها ان تكون متدرّبة على العمل، حتى تعمل في حال حدوث أي طارئ يحدث معها كما يجب ان تأخذ المرأة حقوقها الشرعية في الإرث حتى تحمي نفسها بالمستقبل إذا ما تعرّضت للعنف والاضطهاد والابتعاد عن أسرتها الزوجية.

ads